سجل سوق السيارات في الصين مؤخرا نموا بنسبة36% سنويا خلال العشر سنوات الماضية, ووفقا لمجموعة ماكينزي الاستشارية العالمية, فان الصين الآن هي ثاني اكبر سوق للسيارات الفاخرة في العالم التي تشتمل علي ماركات مثل بي ام دبليو واستون مارتن بالاضافة الي طرازات فريدة لشركات كبري مثل فولكس فاجن وجنرال موتورز. ويتوقع تقرير حديث للمجموعة أن تصل مبيعات السيارات الفاخرة في الصين الي2.250 مليون سيارة سنويا مع مطلع2016 لتتجاوز بذلك امريكا وتصبح اكبر سوق للسيارات الفاخرة في العالم. كان ازدهار سوق السيارات في الصين مدفوعا في بداية الامر بالطلب القوي من قبل المسئولين الصينيين حتي ان شركة بي ام دبليو قد صممت طرازا خاصا للصين يتيح مساحة اكبر بين السائق وبين الركاب لمزيد من الخصوصية والراحة, هذا الطراز حقق نجاحا كبيرا ويتم تصديره للخارج ايضا. والتفاؤل بالسوق الصيني لا يؤثر فيه قلق البعض حيال تراجع مشتريات الحكومة وتهديد السياسيين بالحرب علي الفساد والانفاق التفاخري بين المسئولين الحكوميين الذي قد يعني كابوسا مزعجا لصناع سلع الرفاهية مثل المجوهرات والساعات الثمينة فحسب التقرير, المستهلكون الحكوميون لا يشكلون سوي عشر اجمالي المبيعات والنمو الكبير الذي يشهده السوق يرجع الي الطلب القوي من القطاع الخاص بمن في ذلك النساء والشباب. وفقا لبعض التقديرات سيرتفع عدد الاسر الصينية الثرية الي23 مليونا بحلول عام2020 هؤلاء لن يقل دخلهم السنوي عن72 الف دولار مما سيوفر دعما قويا لسوق السيارات الصينية علي نمو سنوي بنسبة12% حتي عام2020. ولكن ومن المرجح الا تستفيد شركات السيارات الصينية من كل هذا نظرا لان معظم السيارات المصنوعة في الصين تنتجها شركات مملوكة للدولة تعمل في اطار مشاريع مشتركة مع شركات اجنبية مثل جنرال موتورز وفولكس فاجن, في حين بعضها تنتجه شركات خاصة مثل جيلي. كان تقرير لبنك بيرنستاين الاستثماري قد اشار الي تفكك شركات السيارات المملوكة للدولة وافتقارها الي المهارات المحلية واعتمادها علي التكنولوجيا الاجنبية, وقال ان الشركات الخاصة المنافسة صغيرة ينقصها التكنولوجيا وتنتج سيارات اسعارها منخفضة. وقد توصل معدو التقرير الي انه علي الرغم من محاولاتها عبر عشرات السنين فإن الصين لاتزال غير قادرة علي انتاج سيارات عالمية تستطيع المنافسة في الاسواق الخارجية حتي ان المستهلكين الذين استطلعت ماكينزي آراءهم ابدوا شكوكهم ازاء حدوث ذلك قبل عام2020*