بعيدا عن التكهنات الاستباقية بسبب حادث الطائرة الأخير.. وبعيدا عن التأويلات ممن عدوا أنفسهم خبراء وأخذوا يهرفون بما لا يعرفون عن تداعيات الحادث.. وأيضا بعيدا عن خلع التهم عن ربقة فرنسا، وإثارة التأويلات واللغط والتحدث بصوت عال لدفع الأنظار عن تقصيرها الأمني وإلصاق التهمة بمصر بأنها باتت في مرمي الارهاب الأسود، نقول بعيدا عن كل ذلك فإن الحادث رغم آثاره الأليمة في إزهاق أرواح بريئة يستهدف في الدرجة الاولي اقتصاد الدولة بمختلف أجنداته السياحية، والاستثمار بشقيه الاستثمار المرجو من العالم الخارجي أو الاستثمار الاجنبي العامل بمصر وكذا يستهدف شركة مصر للطيران التي خطت خطوات واسعة نحو العالمية بما تقدمه من خدمات فرضت نفسها دوليا أو علي مستوى الأداء التقني الذي ارتقي بها في مصاف ترتيب عالمي مرض. إن استهداف الاقتصاد المصري المتمثل في الأعمدة الثلاثة السابقة يعني استهداف الدولة المصرية في سيناريو مرسوم بدقة بالغة يسير بسياسة الخطوة خطوة بدأت بطائرة شرم الشيخ التي راح ضحيتها عشرات الروس الرافد الكبير للسياحة المصرية ثم حوادث الارهاب هنا أو هناك في ظل معالجات لا ترتقي لمستوى التحديات المفروضة من قبل الحكومة. إن ملاحقة التداعيات بحلول علمية تقبل التطبيق وفق رؤى وخبرات لابد أن تكون متراكمة أمر في غاية الأهمية خاصة مع التحديات المؤثرة في عصب الاقتصاد المصري.. السطور التالية ترصد التأثيرات المباشرة لحادث سقوط الطائرة المصرية على الاقتصاد المصري وتضع حزمة من الحلول العاجلة وتحدد الأولويات التي يجب أن تضع في اعتبارها معالجة الأزمة. أجمع خبراء على أن حادث الطائرة الأخيرة سيلقى بظلال سلبية على قطاعات السياحة والطيران وتدفقات النقد الأجنبى نتيجة التراجع المتوقع في عائدات السياحة. وشددو على أن الاقتصاد المحلى لايحتمل نتائج هذه الكارثة التى يقف وراءها عمل إجرامي خسيس ، وبالتالى من المنتظر انخفاض أداء قطاع السياحة والطيران وتراجع شهية المستثمرين واستمرار نزيف احتياطيات البلاد من الدولار. يقول باسم حلقة -نقيب السياحيين- إن حادث الطائرة المصرية سيكون له تأثير بلاشك على السياحة المصرية ولكن لاينبغى أن نجلس واضعين أيدينا على وجهنا بل لابد أن نعمل حاليا على محو الصورة السلبية التى صورها الإعلام الغربى والتى شوه من خلالها شركتنا الوطنية مصر للطيران. ويشير إلى أن الجهود التى تبنتها الحكومة منذ حادث الطائرة الروسية التى تم استهدافها فى مدينة شرم الشيخ وحتى الآن كانت تصب فى إعادة الثقة فى السياحة المصرية وتوفير جو من الطمأنينة لدى السائحين، وجاء الحادث الأخير وكأنه كان مدبرا لعدم عودة السياحة المصرية من جديد، وأن كل السائحين والمصريين على السواء يجب أن يعلموا أن حادث الطائرة المصرية مثله مثل كل حوادث الطيران حول العالم بل إن معدلات حوادث الطيران في مصر طبقا للإحصائيات العالمية من أقل المعدلات فى العالم. ويؤكد أن الفترة الحالية تحتاج مزيدا من الجهد لإعادة الثقة مرة أخرى في السياحة المصرية والاعتماد على شخصيات لها سمعتها وثقلها فنيا وسياسيا واقتصاديا فى إطار حملة ترويجية للسياحة المصرية ووضع الحادث فى موضعه الصحيح. وأكد سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة أن التوقعات بانخفاض الحركة الروسية من عدمه سابقة لأوانها، لأن علينا أولا أن ننتظر نتيجة التحقيقات وهي التي تشير إلي مدي التأثير طبقا للنتائج الأولية التي سيتم إعلانها، فإذا كانت نتيجة عوامل فنية فالتأثير سيكون غير مؤثر وعلي العموم في هذه الحالة تعود الحركة إلي طبيعتها تدريجيا، لأنه لايمكن أن يتوقف الطيران ليس علي مستوي مصر بل علي مستوي العالم . وأشار إلي أن وسائل الإعلام وقنوات التواصل مفتوحة بشكل كبير وأصبحت هناك معلومات كثيرة وبلبلة بسبب انتشار بعض المعلومات المغلوطة والتي قد تؤثر خاصة لدي الجهات المعادية ولذلك لابد أن يتم أخذ المعلومات من الجهات الرسمية. وأعرب عن أمله في أن تنتهي لجنة تحقيق الحوادث من تقريرها المبدئي وإعلانه في أقرب وقت ممكن. - الخطورة .. ربط أحداث الطيران بالإرهاب من جانبه يؤكد الدكتور عادل خليل رئيس وحدة منظمة التجارة العالمية بمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية أنه لابد أن يكون هناك تأثير واضح على الاقتصاد المصرى والسياحة بشكل عام ، مشيرا إلى أن المشكلة الكبرى في هذا الشأن ربط أحداث الطيران بالعمليات الارهابية، وذلك فى ظل انخفاض منتظر فى أداء قطاع السياحة من الطيران وتراجع شهية المستثمرين واستمرار نزيف احتياطات البلاد من الدولار، وبالتالى فإن أزمة سقوط الطائرة تعطى إشارة سلبية للمستثمر والسائح الاجنبيين، مما يجعل الأشخاص ورءوس الأموال علي حد سواء عرضة للتهديد. وأوضح أن حادث سقوط الطائرة سوف يؤثر على إيرادات القطاع السياحى، بسبب تأثر النشاط فى مدينتى شرم الشيخ والغردقةاللتين شكلتا آخر معقل للقطاع السياحى بالبلاد، فضلا عن أن هذا الحادث سوف يؤثر على مناخ الاستثمار، ويجعل المستثمر الأجنبى يشعر بتزايد حدة الاضطراب بالبلاد، ويتخوف على رأسماله وعلى تحويلات أرباحه نحو الخارج ومن ثم سيدفع باتجاه تراجع إيرادات البلاد من العملة الأجنبية، ومن ثم زيادة تقلب سعر الصرف خلال الفترة المقبلة. وبالتالى على الدولة اعتماد حلول غير تقليدية للخروج من هذه الأزمة ولامانع من أن تتشكل إدارة أزمات لتجنب وقوع هذه الحوادث المدمرة مرة أخرى. - مزيد من نزيف العملة الأجنبية ومن جانبه أكد الدكتور جلال حربى، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة الأهرام الكندية أن حادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا الفترة الماضية سيكون له تأثيرات سلبية علي عدة قطاعات اقتصادية بمصر، وفى مقدمتها السياحة والطيران اللذين يشكلان مصدرا رئيسيا لجلب العملة الصعبة، متوقعا تباطؤ حركة الطيران باتجاه مصر ما سيؤثر بدوره على التجارة الخارجية للبلاد ، وعلى أداء الشركات ذات الارتباط بهذه القطاعات، حيث إن المستثمرين ينظرون بحذر شديد للاستثمارات فى مصر. - ظلال قاتمة ومن جانبه يؤكد أبو العلا أبو النجا، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمرى العاشر من رمضان أن حادث سقوط الطائرة المصرية يلقى بظله علي القطاع السياحى، حيث كانت السياحة ولفترة طويلة الدعامة الأساسية للاقتصاد المصرى وبالتالى فإن الحوادث المتلاحقة ستدفع شركات السياحة الأجنبية إلى الحذر فى التعامل مع مصر، لذا فإن الهاجس الأمنى يعد التحدى الأكبر الذى تواجهه السياحة المصرية في الوقت الحالى. وأوضح أن الاقتصاد المصرى لايحتمل مثل هذه الكارثة، ولكن حوادث الطيران تحدث علي مستوي العالم، كما أن جميع السيناريوهات لحوادث الطيران بمصر خلال الفترة الماضية تؤكد أن هناك من يريد دفع الاقتصاد المصرى نحو الهاوية والانهيار عن طريق ضرب السياحة ومايترتب عليها من ضعف العملة الأجنبية. - لن يظهر تأثير الحادث إلا بعد شهر أكد المهندس إسماعيل أبو العز، رئيس الشركة القابضة للمطارات، انتظام حركة الطيران داخل المطارات المصرية، نافيا حدوث أى إلغاءات فى رحلات مصر للطيران إلى مطار شارل ديجول بفرنسا، وقال إن تأثير حادث سقوط الطائرة المصرية على حركة الطيران لن يظهر بشكل سريع، ولحين انتهاء التحقيقات الجارية لتحديد أسباب سقوطها. وأشار إلي أن إجمالي حركة الركاب بمطار القاهرة قبل الحادث بلغت 38 ألف راكب تم نقلهم علي متن 370 رحلة، أما بعد الحادث مباشرة فإن مؤشر الحركة يشير إلي وجود زيادة حيث بلغت الحركة الجوية 39 ألف راكب تم نقلهم علي متن 385 رحلة. من ناحية أخري قرر شريف المغلوب رئيس القطاع التجاري بشركة مصر للطيران للخطوط تشكيل لجنة لمتابعة الحركة اليومية علي شبكة الخطوط والحجوزات التي تمت من قبل والحجوزات الجديدة خاصة بعد حادث تحطم الطائرة في رحلتها رقم 804 أثناء رحلتها في العودة من فرنسا الخميس الماضي إلي القاهرة وبصفة خاصةالحركة القادمة من اوروبا. من ناحية أخري صرح مصدر مسئول بأن سرعة التحقيقات ستساعدنا فى كشف أسباب الحادث ولكن إلى الآن ليس هناك أسباب محددة، وقال إن التأثير علي الحركة السياحية لم تظهر نتائجه فور وقوع الحادث مباشرة ولكن التأثير الحقيقي تبدأ ملامحه تتضح بعد ثلاثة أسابيع أو شهر وقال إنها فرصة للدعاية عن الشركة وذلك بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة ونشر كافة المعلومات عن مصر للطيران والاعتمادات والشهادات التي حصلت عليها من الايوزا والاياز وخلافه، مشيرا إلي أن مصر مستهدفة ولابد من تشديد جميع الإجراءات المتبعة كما لابد من تطبيق نظام معلوماتي كامل عن الركاب قبل الرحلة وهذا الأمر سيوفر العديد من الخدمات والتأكد من هوية الركاب وخلوهم من أي شوائب أمنية وكذلك ضرورة معرفة أعداد الركاب الذين يحتاجون إلي تأشيرة دخول عند الوصول والحصول علي معلومات تسويقية جديدة عن الفئات العمرية للركاب خاصة أن هناك العديد من الدول تطبق هذا النظام وذلك بالتنسيق بين شركات الطيران والأجهزة الأمنية حيث يحصل شركة الطيران علي صورة من جواز سفر الركاب وتقوم الشركة بدورها بإرساله الجهات المختصة للكشف اتوماتيكيا علي الراكب حتي لوكان الراكب يحصل علي تذكرة سفره قبل إقلاع الرحلة بساعة وبناء عليه يتم إصدار التذكرة للراكب بعد التأكد من عدم وجود أي موانع أمنية مشيرا إلي أن هذا النظام مطبق في العديد من الدول مثل امريكا واليابان وكندا وأيضا السعودية التي يصل إليها الملايين من المعتمرين والحجاج.