تروغوت أوغلو القيادي بحركة «خدمة»: الشرطة التركية مخترقة من داعش.. وجماعة جولن بريئة من الجريمة
ممثل الائتلاف السورى بالقاهرة: تنظيم «جولن» معروف باختراقه للسفراء والوزراء وهو أداة بيد المخابرات الأمريكية
لم يكن حدثا عاديا أو هكذا توقع الجميع، أطلق جميع الخبراء والمحللين توقعاتهم بشأن تصعيد روسي كبير ضد الدولة التركية، بعد حادث اغتيال السفير الروسي بأنقرة أندريه كارلوف مساء الاثنين الماضي، جراء إطلاق نار استهدفه خلال زيارته لمعرض فني بالعاصمة التركية. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع رد الفعل الروسي الهادئ تجاه مقتل سفير موسكوبأنقرة، فتصريحات الرئيس الروسي ووزير خارجيته توحي، بأن موسكو تدرك أن هناك محاولات لإبعادها عن تركيا. وكان واضحا أن أنقرةوموسكو اتفقتا على الوصول للجانى الحقيقي أو للجهة التي تقف وراء الفاعل دفعتنا للبحث عن المستفيد من هذه الجريمة وتداعياتها على المنطقة.
جماعة جولن رجح مصطفي زهران، الخبير بالشئون التركية تورط جماعة الخدمة التابعة للداعية فتح الله جولن بالتورط فى اغتيال السفير الروسي أنقرة. وقال زهران فى تصريحات خاصة ل “الأهرام العربي” إن المتتبع لحادث سقوط الطائرة الروسية فى سوريا ثم حادث اغتيال السفير الروسي أنقرة يجد أصابع جماعة الخدمة التى تصنفها تركيا كتنظيم إرهابي واضحة، وذلك كمحاولة منها لتوريط الدولة التركية. وأكد أن كون القاتل شرطيا لا ينفي شبهة تورط جماعة جولن التى ينتشر عناصرها بجميع قطاعات مفاصل الدولة تروغوت أوغلو القيادي بحركة خدمة التابعة للداعية التركي فتح الله كولن رفض اتهام حركته بالتورط فى الجريمة. وقال أوغلو ل”ألأهرام العربي” إن أردوغان بعد محاولة الانقلاب ألقي بعناصر حركة خدمة داخل تركيا بالسجون، وفصل كل من يعمل منهم بمؤسسات الدولة من مناصبهم فى حين فر المئات منهم خارج البلاد. وكشف أوغلو أن تنظيم داعش اخترق الشرطة التركية، لدرجة أن 90 % من الشرطة التركية تتكون من مؤيدين للتنظيم وعناصر تابعة للمافيا. وأشار إلى أن المتهم بقتل السفير له تصريحات سابقة عبر صفحته على الفيس بوك وتويتر، يتوعد فيها حركة خدمة وعناصرها بالقتل وهو ما ينفي مزاعم تبعيته أو انتماءه للحركة. ولفت النظر إلى أن شباب حزب العدالة والتنمية يحتفلون عبر صفحاتهم بمقتل السفير وينعون القاتل ويصفونه بالشهيد فى دلالة على مباركتهم للحدث. فى حين اعتبر عادل الحلواني ممثل الائتلاف السوري بالقاهرة، حادث اغتيال السفير الروسي بأنقرة جزءا من مؤامرة أمريكية لضرب العلاقات بين تركياوروسيا. وأكد الحلواني ل”الأهرام العربي” أن العملية تصب لصالح أمريكا أولاً ثم إيران، مشيرا إلى أن مفاوضات حلب ثم مؤتمر كازاغستان الذي دعت إليه روسياوتركيا هو تهميش للدور الأمريكي في سوريا، وهو ما عبرت عنه واشنطن بوست فى افتتاحيتها أمس تحت عنوان “تركياوروسيا تهمشان الدور الأمريكي في حلب”. ويري ممثل الائتلاف السوري أن عملية الاغتيال إما صحوة ضمير من هذا الحارس الذى لم يتحمل أوجاع حلب، وهذا أمر غير مرجح بشكل كبير أو أنه من تنفيذ تنظيم جولن المعروف باختراقه للسفراء والوزراء وهو أداة بيد المخابرات الأمريكية. ولفت النظر إلى أنه ما دام ضحى المنفذ بنفسه فهو ينتمي لتنظيم إيديولوجي، ولا يوجد إلا داعش أو حزب العمل الكردستاني أو تنظيم جولن من لديهم استعداد للتضحية بأنفسهم وفى الوقت نفسه يقومون بأعمال داخل تركيا. وشدد الحلواني على أنه أياً كانت الجهة التي تقف وراء الاغتيال فالكرة في الملعب الروسي، إما أن يفهمها كمؤامرة لضرب التقارب التركي الروسي على حساب أمريكا أو يمارس عنجهيته، ويحمل تركيا المسئولية وتعود العلاقات بينهما إلى أسوأ ما كانت عليه بعد إسقاط المقاتلة الروسية.
المصالح أكبر من السفير استبعد المفكر الأردني ميشيل الحاج خبير العلاقات الدولية، تأثر العلاقات بين موسكووأنقرة بعد حادث اغتيال السفير الروسي بتركيا، قائلا إن الاتفاق الغامض بين موسكووأنقرة مبني على المصالح المشتركة مشيرا إلي أن أنقرة بحاجة لموسكو كورقة تهديدية للاتحاد الأوروبي الذي يرفض إشراكها في الاتحاد، وللولايات المتحدة الرافضة تسليم جولن لأردوغان. كما أن موسكو تدرك أنه لا حل للمسألة السورية، إلا بإغلاق تركيا حدودها في وجه المعارضة كما حدث خلال معركة حلب؛ وبالتالي فموسكو بحاجة لأنقرة وأنقرة بحاجة لموسكو ومصالح الطرفين أكبر من حادث اغتيال. وكشف أن المحللين في موسكو لم يفاجأوا بما حدث، لافتا النظر إلى أنهم قدد تبادلوا آراء قبل وقوع حادث الاغتيال حول احتمال وقوع أعمال إرهابية في تركيا ضد الدبلوماسيين الروس أو الرعايا.
“حلب” وراء الحادث أما صبرة القاسمى منسق الحركة الوسطية لمواجهة الغلو والتطرف فيقول: لا أعتقد أن هذا العمل إرهابي ولكنه ردت فعل غاضبة من شاب تم شحنه من جراء الأفعال التى تقوم بها القوات الروسية من فظائع ضد أهل حلب، لذا وجه رسالته أثناء العملية. ومع التأكيد على أن الإسلام يحرم قتل الرسل والسفير هو رسول دولته، فإن غياب الوعى الدينى لدى الشباب يدفعهم للتهور والقيام بأعمال غير مناسبة فى أوقات وأماكن وضد شخصيات فى غير موضعها.