مهدى مصطفى ** دونالد ترامب سرق المفاتيح ورماها فى المحيط. وهيلارى كلينتون تفتش فى القاع العميق. ** لا عزاء لليبراليين العرب فى هيلارى كلينتون حتى لو فازت بمقعد الرئيس الأمريكى. أو قل لا عزاء للمتأمركين والمتأسرلين. أو قل للمارينز الثقافى والاقتصادى: البقية فى حياتكم. والمارينز مصطلح عسكرى أمريكى يطلق على جنود البحرية الذين انتشروا فى البحار والمحيطات بعد الحرب العالمية الثانية. احتلوا البلاد والعباد. كأنه قدر محتوم. لكن (لكل شىءٍ إذا ما تمّ نقصانُ)، كما قال الشاعر الأندلسى أبو البقاء الرندى فى رثاء الأندلس. ** تمام بدر أمريكا اكتمل مع باراك أوباما. أول رئيس أسود من أصول زنجية يحكم بلاداً عنصرية اللون والعرق. وتمام البدر انتهى إلى محاق. ليعم الظلام والعزلة على إمبراطورية قررت ذات خيال أن تكون إمبراطورية رومانية لا تغيب عنها الشمس. ** الشمس غابت عن الخيال الرومانى المريض. كانت الأزمة الاقتصادية الرهيبة عام 2008، أزمة الرهون العقارية، أول حجر يسقط فى البناء الهش. كانت ولا تزال أزمة شبيهة بأزمة الكساد العظيم الذى ضرب أمريكا فى الثلاثينيات. وتسبب فيه انخراط أمريكا المنعزلة فى الحرب العالمية الأولى. ويا لها من مفارقة، فأزمة الرهون العقارية جاءت فى أعقاب غزوات أمريكية للعراق وأفغانستان، وتدخلات فجة لتغيير الأنظمة، ونشر ما يسمى بالثورات الملونة، على طريقة المحافظين الجدد والليبراليين من أنبياء العولمة المزيفين. ** فى بلادنا التعيسة نطلق على حشرة زاحفة أم 44. وهى سامة قاتلة إن لدغت. والرئيس أوباما مصادفة كان الرابع والأربعين فى سلسلة الرؤساء الأمريكيين. ومن سيأتى بعده سواء أكان ترامب أم هيلارى لن يفيد، فأم أم 44 لدغت أمريكا وأصابتها بالعزلة، والعزلة مبدأ أصيل فى العمق الأمريكى. صاغه ودعا إليه جيمس منرو، وآمن به جورج واشنطن، ويقوم على عدم الانخراط فى حروب أوروبا وآسيا. وكفى بالمحيطين: الأطلنطى والهادى، درعا واقيا للأمة الأمريكية. ** هيلارى كلينتون تواصل السباحة على الطريقة القديمة. نشر الحروب. الغزو. التجارة عبر المحيط. العولمة. المجتمع المفتوح لصاحبه الفيلسوف النمساوى كارل بوبر، وتلميذه النجيب جورج سوروس، ممول الثورات الملونة من قلب أوروبا إلى الشرق الأوسط مرورا بتخوم روسيا، والشعب الأمريكى، أمة المهاجرين، أصابه الملل من السباحة فى مياه المستنقعات. ** فوبيا ترامب أصابت القلب فى مقتل. أصابت المجمّع العسكرى والصناعى والدوائى. أصابت ألمانيا واليابان، وحلف الناتو، ودول الخليج. أصابت المارينز العربى. أصابت الجميع مع غياب الطبيب، ولا عزاء لحجاج أمريكا السابقين واللاحقين.