أثرياء الخليج لا يفضلون التنزه في جبال سويسرا.. ومنع النقاب سيزيد الأمر سوءا

جنيف – من لولا لحّام

يسعي قطاع السياحة في سويسرا إلى استقطاب السائحين القادمين من دولة الإمارات وقطر والسعودية ويضع عليهم آماله العريضة لكي يخرج من كبوته.

ففي الوقت الذي يذهب فيه أصحاب الدار من الأوروبيين إلى مناطق ذات أسعار مميزة، يأتي أبناء قطر والإمارات والسعودية إلى سويسرا وينفقون ببذخ. ويحزن السويسريون لأن المناطق الجبلية لا تجذبهم بدرجة كافية.

والدليل هو ارتفاع عدد الليالي السياحية الخليجية العام الماضي بنسبة 20% لتصعد إلى 929799 ليلة وسوف يرتفع هذه الأعداد تقريبا بذات النسبة بعد ما تم قياس الفترة من يناير إلى يوليه 2016 وتم تقديرها ب 9%. والواقع أن الخليجيون لا يأتون كثيرين فقط، بل يصنفون على أنهم أكثر السائحين صرفا في سويسرا، حيث يصل متوسط ما يصرفه كل فرد إلى 500 فرنك سويسري يوميا، مقارنة مثلا مع ما يصرفه السائح الألماني وهو 150 فرنك سويسري (سعر صرف الفرنك حوالي 9 جنيه مصري، ولهذا خصصت هيئة السياحة السويسرية 1.8 مليون فرنك سويسري للدعاية والتسويق لها في منطقة الخليج وحدها.

إلا أن هذا الخير القادم من الخليج لا يشمل كل المناطق في سويسرا وغير معلوم المدى الذي سيؤثر فيه قرار البرلمان السويسري بمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. عامة الزيارات المفضلة تكون من نصيب جنيف أولا، ثم زيوريخ، ثم منطقة البحيرات حول العاصمة برن وتجتذب ثلثي السائحين الخليجيين. ويقول الخبراء إن وجود المطارين الدوليين في جنيف وزيوريخ وارتباطهما برحلات جوية مباشرة إلى الخليج له الفضل الأول في تفسير هذه الظاهرة.

وتستجيب الفنادق السويسرية لطلبات الخليجيين بتوفير وجبات حلال كثيرة ومتنوعة، وتوفر في كل حجرة علامة قبلة الصلاة وغيرها، بالإضافة إلى سلاسل المتاجر العالمية التي فتحت فروعا لها خصيصا لاستقطاب أبناء الخليج.

لكن ليس هذا حال جميع المناطق والمزارات السياحية. فالمنطقة الجبلية الشمالية بكاملها تعاني من الركود السياحي ب 14 ألف ليلة سياحية فقط. وتلوم هيئة السياحة نفسها على هذا الفشل باعترافها بأن ذلك يرجع إلى أنها لا تقدم ما يكفي لتلبية رغبات السائحين الخليجيين، بعد عزوف الزائرين الأوروبيين بسبب ارتفاع سعر صرف الفرنك أمام اليورو. ولذلك فهي تلقى بثقلها على مدينتي جنيف وزيوريخ وهي تعلم جيدا أن المنطق الجبلية لن يكون لها أدنى فرصة لدخول السباق، فهي لا تملك الآن ولن تملك في المستقبل كثافة فندقية قادرة على تلبية هذا النوع من الاحتياجات وليس لها مكان على الخريطة السياحية السويسرية التي يختارها الخليجيون.