عفاف الشناوى لقد حافظت إسرائيل على مدى عقود على سياسة الغموض النووى فى كل ما يتعلق بقدراتها النووية وترسانتها من أسلحة الدمار الشامل برغم أن الدعاية أكدت امتلاك إسرائيل "عددا" من الأسلحة النووية ووسائل إطلاقها التى تمكن جيشها من ضرب" الأعداء" البعيدين عن حدودها وفقا لتسريبات الدعاية الإسرائيلية. وحالت سياسة الغموض والسرية التى لفّت برنامج إسرائيل النووى دون قيام أى باحث أو خبير عسكرى بطرح تقديرات دقيقة تتعلق بحجم التسليح النووى الإسرائيلي، لذلك اضطر المهتمون والمختصون فى نهاية الأمر إلى تلمس طريقهم فى دهاليز السرية المظلة واعتمدوا أكثر على التخمين والتوقع. وذكر الخبيران فى الأمن النووى عضوا فيدرالية العلماء الأمريكيين "هانس كريستنسن" و"روبرت نوريس" فى بحث نشر أخيرا فى مجلة "العلوم النووية" بأن غالبية التقديرات والتخمينات التى طرحت حتى الآن خاطئة وغير دقيقة، لأن ترسانة إسرائيل النووية أصغر بكثير، مما تشير التقديرات المعروفة، وأن إسرائيل تحتفظ فقط بأسلحة دمار شامل وليس صواريخ نووية تكتيكية. وذكرت مقالة نشرها "أرمين روز" فى مجلة "بزنيس إن سايدر" بحقيقة عدم توقيع إسرائيل على اتفاقية منع الانتشار النووى "NPT" ويعتقد أن إسرائيل قد حصلت على قدراتها النووية حتى قبل دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ، وذلك بعد أن تلقت مساعدة فرنسية فى بناء مفاعلها النووى (مفاعل ديمونة) الأول وواصلت إسرائيل رفضها المطلق فتح منشآتها النووية أمام وكالة الطاقة الذرية الدولية. واعتمد الباحثان الأمريكيان على المعلومات المنتشرة فى العالم والمتعلقة بقدرات إسرائيل النووية إضافة لصور الأقمار الصناعية والتقديرات المختلفة. ويرى الخبيران صاحبا البحث أن عدد الرؤوس الحربية النووية التى تمتلكها إسرائيل أقل وأصغر من الادعاءات المنتشرة، والتى تقول بأن إسرائيل تمتلك ما بين 75-400 رأس حربى نووى واستند هذا التقدير على فرضية أن إسرائيل تستخدم جميع المواد التى ينتجها الفاعل النووى فى "ديمونة" فى تصنع أسلحة النووية ما يعنى وفقا لهذه التقديرات بأن إسرائيل أنتجت على مدار سنوات عمل المفاعل بلوتونيوم يكفى لصناعة 250 قنبلة نووية، لكن الخبيرين يؤكدا فى بحثهما بأن اعتماد البلوتونيوم كمؤشر ومقياس أمر خطأ ومضلل، لأن إسرائيل وفقا لاعتقادهما تحتفظ بكمية صغيرة من البلوتونيوم.
نظرية قوة الردع واستند الخبيران على نظرية وعقيدة القتال الإسرائيلية التى تقوم فى الأساس على قوة الردع فى تقديرهما بأن إسرائيل تمتلك عدداً من القنابل النووية القوية وليست التكتيكية بما لا يزيد على 8 قنابل فقط يمكن إطلاقها من مسافة مئات أو آلاف الكيلومترات من الهدف المقصود. إضافة لذلك ولأن إسرائيل تريد الاحتفاظ بكمية سلاح نووية تناسب قدرات الإطلاق، حيث يؤكد الخبيران أن إسرائيل لا تمتلك أكثر من 25 صاروخا باليستيا من طراز "يريحو" قادرا على حمل رأس نووي، إضافة لسربين جويين يمكن لكل سرب منها أن يحمل 20 قنبلة نووية إضافة لبعض الصواريخ المجنحة القادرة على حمل رؤوس نووية ويمكن إطلاقها من الغواصات. تستند هذه المعطيات على ادعاء الخبيرين فى بحثهما سابق الذكر القائل بأنه وخلافا لما يعتقده البعض بأن إسرائيل تمتلك مئات الطائرات من طراز F-16 القادرة على حمل قنابل نووية فيما هى فى الحقيقة لا تمتلك أكثر من سربين من هذه الطائرات القادرة والمدربة، وتمتلك الوسائل والقدرات والتدريبات التى تمكنها من تنفيذ عملية قصف نووى. وفيما يتعلق بوسائل الإطلاق الأخرى يعتقد الخبيران بأن إسرائيل لا تمتلك 100 صاروخ "يريحو" بل لا يتجاوز عدد الصواريخ التى تمتلكها من هذا الطراز ال 25 صاروخا موزعة فى موقعين مختلفين يمكن رصدهما وتشخيصهما عبر صور الأقمار الصناعية فيما تعمل إسرائيل حاليا على تطوير الجيل الثالث من صواريخ "يريحو". ويدعى الخبيران عدم وجود أى أدلة، تؤكد امتلاك إسرائيل لصواريخ من طراز "هفون" القادرة على حمل رؤوس نووية ويتم إطلاقها من الغواصات لكن هذا الافتراض يتعلق بتقدير منطقى حسب قولهما. وتطرق الخبيران فى بحثهما إلى نقطة أخرى تتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية التكتيكية مؤكدين بأن الجيش الإسرائيلى لا يمتلك رؤوسا حربية نووية تكتيكية أو تشكيلة من الأسلحة النووية بل يمتلك فى الأساس أسلحة دمار شامل نووية، الهدف منها الردع أو القيام بالرد على هجوم نووي، وهو سلاح يسمح للجيش الإسرائيلى بتوجيه الضربة النووية الثانية وليست الأولى. واستند الخبيران فى التوصل إلى افتراضهما السابق حول القدرات النووية التكتيكية إلى حقيقة عدم إجراء إسرائيل لأى تجربة نووية أو على الأقل لم تؤكد القيام بمثل هذه التجربة، لذلك وفى ظل غياب البنية التحتية التى تمكنها من إجراء التجارب النووية لا يمكنها تطوير تشكيلة متنوعة من الأسلحة النووية، لذلك قصرت استثمارها على إنتاج قنابل من شانها أن تردع قيادة "العدو". وأخيرا أعرب الخبيران فى نهاية بحثهما عن قناعتهما بأن الأسلحة النووية الإسرائيلية ليست مؤهلة وليست مخصصة للقتال الميدانى، كما أنهما لا يمكن أن يفهما حاجة دولة لا تمتلك إستراتيجية منظمة للحرب النووية لامتلاك تشكيلة متنوعة من الأسلحة النووية والرؤوس الحربية النووية.
مواقع البرنامج النووى الإسرائيلى يلاحظ أن أكثر مواقع البرنامج النووى الإسرائيلى تقع قرب تجمعات سكنية عربية
التجارب النووية شأن بقية أجزاء البرنامج النووى الإسرائيلى المحاط بالتكتم لا توجد معلومات مؤكدة حول التجارب النووية التى أجرتها تل أبيب أو شاركت فيها، غير أن مصادر عدة تشير إلى تجارب أجرتها أو شاركت بها أهمها: عام 1960: الرئيس الفرنسى شارل ديجول يسمح لخبراء إسرائيليين بحضور تجربة نووية عام 1960: أجرتها باريس فى منطقة حمودى بفران فى صحراء الجزائر. عام 1966: إسرائيل تنفذ تجربة نووية فى نفق أرضى متاخم للحدود مع مصر، وقيل إن التجربة أحدثت هزات بصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء. عام 1979: قمر صناعى أمريكى يلتقط وميضا يعتقد أنه نجم عن تفجير نووى فى المحيط الهندى، وأشارت تقديرات أمريكية بعد ذلك إلى أن التفجير المفترض كان تجربة مشتركة بين إسرائيل وجنوب إفريقيا فى تلك المنطقة. عام 1997: نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تصريحا لمساعد وزير خارجية جنوب إفريقيا عزيز بهاد أكد فيه تلك الشكوك.
مراكز الأبحاث النووية معهد وايزمن للعلوم، يقع فى مدينة رحبوت قرب الرملة، تأسس عام 1934، ويتألف من عدة أقسام منها قسم الأبحاث النووية والإلكترونات والرياضيات التطبيقية، وقسم الأشعة دون الحمراء والكيمياء التصويرية وأبحاث النظائر المشعة والكيمياء العضوية والتجارب البيولوجية. معهد إسرائيل التقنى (التخنيون) يقع فى مدينة حيفا، تأسس عام 1924 تحول لاحقا لجامعة وإن بقى معروفا باسمه، وأهم أقسامه مؤسسة الأبحاث والتطوير، وفيه قسم للهندسة النووية ومعامل ميكانيكية وكيمياوية. ويخرج المعهد علماء ومهندسين متخصصين فى الذرة. مؤسسة الطاقة الذرية الإسرائيلية، صدر قرار بتأسيسها عام 1952 وكانت تابعة لوزارة الدفاع ثم ألحقت بمكتب رئيس الوزراء سنة 1966، وهى تقوم بتوجيه سياسة الحكومة فى ميدان التسلح النووى. جمعية الأشعة الإسرائيلية: تركز نشاطها على ميدان السلامة النووية والحماية من الإشعاع، وتشرف على سياسة الرصد الذرى للمراقبة والتحذير من الإشعاعات الذرية.