لأول مرة.. إسرائيل تكشف عن ترسانتها النووية

فى مفاجأة من العيار الثقيل نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، خلال تقرير لها أدق تفاصيل ترسانة إسرائيل النووية، وأسلحة الدمار الشامل التى بحوزتها وتشمل صواريخ باليستية عابرة للقارات باستطاعتها حمل رءوس نووية وغواصات نووية وطائرات قاذفة للقنابل وغيرها من الأسلحة.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن إسرائيل تمتلك صواريخ من طارز "أريحا"، وأسلحة تكتيكية متطورة للغاية وغواصات تستطيع حمل صواريخ برءوس نووية ومقاتلات حربية من طراز F-16، وأسراب من قاذفات القنابل التى يمكنها إطلاق 20 قنبلة ذرية فى المرة الواحدة.
وأكدت الصحيفة العبرية، أن ترسانة إسرائيل النووية عظيمة للغاية مستشهدة بدراسة حديثة صادرة عن معهد "البحوث الأمريكى" جاء فيها أنه خلافا للتكهنات بأن الترسانة الإسرائيلية صغيرة إلا أنها كبيرة للغاية، مضيفًا أنه تم تصميم قنابل خصيصًا للجيش الإسرائيلى لتكون فى المقام الأول عاملاً مهمًا للردع، كما يمكن استخدام تلك الصواريخ لضرب "مكة المكرمة".
وأشارت "معاريف" إلى أنه منذ عقود حافظت إسرائيل على سياسة الغموض الشديد من حيث قدراتها النووية وحجم ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل التى فى حوزتها، مضيفة: "الآن لدى الجيش الإسرائيلى بعض الأسلحة الفتاكة على سطح الكرة الأرضية، بجانب أنظمة اتصالات تسمح له بضرب أعدائه فى أى مكان خارج حدود إسرائيل"، مشيرة إلى أن سرية المشروع النووى الإسرائيلى لا تسمح للباحثين أو خبراء عسكريين لتقييم دقيق لهذه الأسلحة، وظلوا على مدار الأعوام السابقة يخمنون قدرات إسرائيل الذرية.
وأوضحت معاريف، أن الدراسة الأمريكية الجديدة التى قام بها هانز كريستنسن وروبرت نوريس، خبراء الأمن النووى باتحاد العلماء الأمريكيين فى مجلة الذرة، أكدت أن معظم الفرضيات التى طرحت حتى الآن فيما يتعلق بترسانة إسرائيل النووية هى خاطئة، مضيفة أن الترسانة الإسرائيلية كبيرة وتملك إسرائيل أسلحة الدمار الشامل والصواريخ النووية التكتيكية.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على اتفاقية نزع السلاح النووى "NPT"، وأنها حققت قدرة نووية قبل دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، بمساعدة فرنسا فى بناء منشآتها النووية كما تلقت موافقة على عقد ترسانة نووية، مشيرة إلى أن إسرائيل حتى الآن لم تفتح مفاعلاتها النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضحت الدراسة أنها استندت نسبيًا فى معلوماتها عن قدرات إسرائيل النووية على صور الأقمار الصناعية والتقييمات العلمية، مضيفة أنه على سبيل المثال، أكد باحثون أن الرءوس النووية لدى إسرائيل تبلغ من 75 رأس حتى 400 وفقًا لمعظم الحسابات العلمية الدقيقة.
وأضاف العلماء والباحثون بالدراسة أنه يستدل من خلال تقييماتهم، أن إسرائيل حصلت على جميع المواد المنتجة للقنابل الذرية والرءوس النووية من مفاعل "ديمونة" لإنتاج أسلحة نووية، وأنه يمكن لإسرائيل أن تنتج ما يكفها من "البلوتونيوم" لصنع نحو 250 قنبلة نووية، مضيفين أنه يمكن الافتراض أن إسرائيل لديها ايضا مخزون احتياطى من البلوتونيوم.
وأوضحت معاريف، أنه وفقًا للباحثين تستند إسرائيل فى المقام الأول على عامل الردع، حيث تملك قنابل قوية وأسلحة تكتيكية عددها يصل ل80 قنبلة نووية ذكية، ويمكن أن ترسل لبضع مئات أو آلاف الأميال بعيدًا عن حدود إسرائيل. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه لدى إسرائيل أيضًا كمية أسلحة لا يستهان بها، فلديها ما بين 20 و25 صاروخا باليستيا قادرة على حمل رءوس نووية من طراز "أريحا"، وسربين قاذفات قنابل يمكنها إطلاق 20 قنبلة دفعة واحدة، وبعض صواريخ "كروز" التى تطلق من الغواصات والتى تستطيع حمل رأس حربى نووى.
وأضافت معاريف أنه لدى إسرائيل أيضًا أسراب كبيرة للغاية من المقاتلات الأمريكية من طراز F-16 يمكنها حمل قنابل ثقيلة وذكية ولديها سربان من هذا الطراز يؤهلها لحمل رءوس نووية، بالإضافة للمعدات اللازمة لذلك.
وأوضحت الدراسة الأمريكية أنه من حيث القدرة على إطلاق الصواريخ فأن إسرائيل لديها المئات من صواريخ "أريحا" البالستية، 20 منها مخبأة فى كهوف بجبال منطقتين مختلفتين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل أيضا تعمل على تطوير الجيل الثالث من صواريخ "أريحا".
وأضافت معاريف، أن وجود صواريخ "كروز" من نوع "هاربون" التى تطلق من الغواصات تستطيع حمل رأس حربى نووى، موضحة أن الجيش الإسرائيلى يمتلك رءوس حربية تكتيكية وأسلحة دمار شامل تعتمد على الطاقة النووية لأغراض الردع و"الضربة الثانية" فى حال تلقى إسرائيل ضربة نووية.