مصطفى حمزة طالب محمد الزيود، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن، الحكومة الأردنية بإجراء مصالحة مع كل القوى السياسية والحزبية والعشائرية والحراكية، بدلًا من افتعال الصراعات معها، معتبراً أن هذه الممارسات لن تزيد الواقع في البلاد إلا تعقيداً وسوءاً. وأكد في تصريحاته خلال حفل تكريم الأعضاء الجدد بالحزب، أن الممارسات الحكومية ستدفع بشرائح واسعة من أبناء المجتمع الأردني لمقاطعة الانتخابات النيابية القادمة وغيرها، وأن هذا الأمر لا يريده ولا يطمح إليه، مطالباً بتوفير البيئة والمناخ الملائم قبل الشروع بعملية الانتخابات، وأن يراجع المسؤولون أنفسهم، ويضعوا مصلحة الأردن وشعبه فوق كل الاعتبارات الضيقة، حتى لا تزداد الأوضاع مقامرًة بمستقبل الأردن. كما طالب الأمين العام للعمل الإسلامي الحكومة بتحكيم لغة العقل والمنطق والإنصاف، وأن تعيد النظر بقراراتها السياسية والإدارية التي اتخذتها بحق جماعة الإخوان المسلمين، بما يتنافى مع أبسط الإجراءات والقرارات القانونية، مؤكداً أن هذه الإجراءات لن يستفيد منها إلا خصوم البلد والمتربصون به كالكيان الصهيوني الذي رحب بالخطوة الحكومية تجاه الحركة الإسلامية. وأشار الزيود إلى استمرار حزبه في القيام بدوره في خدمة الوطن والمواطن وتبني قضاياه، وأن أجندة الحزب ستظل وطنية أردنية مع اهتمامه بالشأن العربي والإسلامي وفي مقدمة ذلك القضية المركزية قضية فلسطين، قائلًا: «لقد كان لحزبكم الدور الريادي والمبدئي في المطالبة بالإصلاح والتصدي لمظاهر الفساد في هذا البلد مع القوى الوطنية الأخرى، ولم يتوانى عن تقديم الرؤى والتصورات والمعالجات لكثير من القضايا والملفات سواء في ما يتعلق بالملف السياسي والاقتصادي والاجتماعي أو ما يتعلق بمجال التعليم والتعليم الخاص والجامعي والطاقة، والصحة العامة، وهموم المواطنين وقضايا الفقر والبطالة، والاستدعاءات الأمنية، والتضييق على حرية المواطن، وحقوق الإنسان". من ناحيته أشار المهندس مراد العضايلة، مساعد الأمين العام للحزب للشؤون الإدارية إلى ما يتميز به الحزب من مؤسسية وشورية حيث تعاقب عليه 7 أمناء عامين، إضافة إلى قيام الحزب على أساس المبادئ والقيم المستندة إلى مبادئ الإسلام وليس المصالح الذاتية لأفراده، والتي لا تتبدل أو تتغير مهما كان موقع الحزب. وأكد أن عنوان العمل في الحزب هو المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشعب وحماية سيادته ومؤسساته ومقدراته معتبراً أن هذه المبادئ غير قابلة للمساومة رغم ما شهده أعضاء الحزب من سجن أو تضييق في سبيل الدفاع عن المصلحة الوطنية، مطالبًا أعضائه بمزيد من الالتصاق بالشعب الأردني وحمل منطلقات الحزب والتعرف على هموم المواطن والدفاع عن قضاياه. كما شدد العضايلة على موقف الحزب الداعي للشراكة مع مختلف الأحزاب والقوى والشخصيات والهيئات على أساس المصلحة الوطنية والدفاع عن مصالح الشعب وحقوقه، إضافة إلى ما يشكله الحزب من عنوان للوحدة الوطنية في الأردن وتجسيدها بعيدًا عن الشعارات، مضيفاً: «لن نتأخر يوماً عن خدمة وطننا وديننا ورفعة أمتنا وأبواب الحزب مفنوحة لجميع أفراد الشعب الأردني، والضغوط على حزبنا لن تزيدنا إلا التصاقا بشعبنا». وكانت السلطات الأردنية قد أصدرت قررات بإغلاق عدد من مقرات الحزب بسبب تبعيته لجماعة الإخوان المسلمين غير الرخصة قانونيًا، والتي أغلقت مقراتها بالشمع الأحمر.