شهدت الأردن اليوم"الجمعة" مسيرات حاشدة للمطالبة بالإصلاح الشامل واحتجاجا على قرارات الحكومة الأردنية برفع الأسعار والتضييق على المواطنين وتجاهل المطالبات الشعبية. وتأتي تلك المسيرات التي شاهدتها العاصمة عمان وعدد من المحافظات الأردنية في جمعة أطلق عليها "جمعة هدفنا واحد" بدعوة من الحركة الإسلامية ولجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الأردنية والحركات الشعبية والشبابية والعشائرية وذلك في إشارة إلى وحدة قوى الإصلاح على المطالبة بتغيير حقيقي في الأردن وذلك بعد أن توافقت الحركات الشعبية في لقاء عقدته بمقر جماعة الإخوان المسلمين يوم الثلاثاء الماضي, على توحيد الجهود لتحقيق الإصلاح وألمحت إلى عزمها مقاطعة الانتخابية النيابية المقبلة المزمع إقامتها قبل نهاية العام الجاري. وطالبت الحركات الشعبية والشبابية والعشائرية بتعديلات دستورية تعيد السلطة للشعب وقانون انتخاب ديمقراطي يعتمد المقاعد الفردية بعدد أصوات مساو لعدد مقاعد الدائرة الانتخابية وقائمة نسبية وطنية بما لا يقل عن 50 % بما يفضي إلى برلمان يختار حكومة منتخبة، كما تلتقي الحركات على ضرورة تغيير النهج الاقتصادي وإعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفساد ومحاسبة المفسدين والاعتراض على سد عجز الموازنة من خلال جيوب المواطنين.
وانطلقت عقب صلاة "الجمعة" اليوم مسيرة من أمام الجامع الحسيني في وسط عمان باتجاه ساحة النخيل في منطقة "رأس العين" للمطالبة بالإصلاح واحتجاجاً على رفع الأسعار.
وتأتي المسيرة التي دعت لها مجموعة من الحركات الشبابية والشعبية والحركة الإسلامية والقوى الوطنية تحت شعار" جمعة هدفنا واحد" للاحتجاج على الإجراءات الحكومية الأخيرة التي تجاهلت المطالب الشعبية وقامت بالتضييق على المواطنين.
وطالب المشاركون باسترداد أموال الدولة المنهوبة عبر محاكمة الفاسدين وإعادة ما نهبوه من أموال الخزينة، مطالبين بوضع يد الدولة على الشركات الوطنية الكبرى كالفوسفات و البوتاس.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات انتقدت قرار رفع أسعار السلع، وما وصفوه بسياسة إفقار المواطن إضافة إلى المطالبة بتسريع وتيرة الإصلاح ومحاسبة الفاسدين. وطالب المشاركون في المسيرة التي شاهدتها منطقة وسط العاصمة عمان بالإصلاحات السياسية والاقتصادية وتحقيق إصلاح دستوري شامل ومحاربة الفساد و اطلاق الحريات وإقرار قانون انتخاب ديمقراطي و إسقاط اتفاقية "وادي عربة" مع إسرائيل و إعادة أموال الشعب المنهوبة. وقال الناطق الرسمي باسم لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الأردنية الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أكرم الحمصي في كلمة له أمام المسيرة, "أن الجماهير الأردنية ستقف سدا منيعا في وجه الفساد والمفسدين والدفاع عن هوية الأردن القومية ودوره ورسالته ولقمة عيشه".
وأضاف, "إن الإصلاحات التي نطالب بتحقيقها هي إرادة سياسية، معتبرا أن الحكومة لا تملك تلك الإرادة ولا تريد تحقيق الإصلاح السياسي الشامل والحرية والعدالة والمساواة.
وجدد الحمصي, تمسك أحزاب المعارضة الأردنية بالحراك السلمي حتى تحقيق الأهداف بالإصلاحات السياسية والاقتصادية ، محذرا الحكومة من مغبة الاستمرار بسياسات رفع الأسعار.
ومن جانبه، أكد عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة, أن الشعب الأردني لن يقبل إدارة الظهر للإصلاحات التي تجعل من الشعب شريكا في صنع القرار والتعديلات الدستورية التي تعيد للشعب حقه بالسلطة، مشيرا إلى أن الأحزاب والحركة الإسلامية والحراك الشعبي هدفها واحد وهو أصلاح النظام ومحاربة الفساد.
وقد حال تدخل الأجهزة الأمنية دون اعتداء من يوصفون بالبلطجية على الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي( الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن) حمزة منصور وهددوه في حال مشاركته في مسيرة الجمعة المقبلة.
وتعرض المشاركون في الاعتصام الاحتجاجي الذي أقيم في ساحة بلدية جرش(50 كيلو مترا شمال عمان) للمطالبة بالإصلاح والذي كان تحت شعار "جمعة هدفنا واحد" إلى الاعتداء من مجموعة وصفت بالبلطجية.