سهير عبد الحميد - من احتلال عمره أكثر من 3 قرون لعلاقات تجارية وطيدة فى العصور الوسطى
كان اللورد كرومر يقول «كلما حركت حجرا فى مصر وجدت أسفله يونانيا «، كانت هذه الجملة البليغة دلالة على العدد الضخم للجالية اليونانية فى مصر، والتى لم ينازعها فيه سوى الجالية الإيطالية التى جاءت فى المرتبة الثانية فى العصر الحديث من حيث العدد وانتشرت فى كل الأحياء والمدن المصرية. كان هذا بديهيا فى ظل عوامل عديدة بين الشعبين المصرى والإيطالي، تمثلت فى البحر المتوسط ثقافة والمصير المشترك فى حقبة ما تاريخيا، وفى جوار جغرافى مقدر، لقد تلاقى كلا البلدين مصر وإيطاليا فى ماض بعيد وحاضر قريب. تبدأ فصول هذا التلاقى باحتلال استغرق أكثر من ثلاثة قرون، وكانت مصر قبل أن تحتلها الإمبراطورية الرومانية جزءا من حكم البطالمة، حتى وقعت تلك الواقعة التاريخية المعروفة حين امتزج الحب بالسياسة وهزمت كليوباترا السابعة و أنطونيوس أمام قوات أوكتافيوس فى معركة أكتيوم البحرية 31 ق.م ومن هنا أصبحت مصر ولاية رومانية بل بالأحرى جزءاً من ممتلكات الإمبراطورية الرومانية وظلت هكذا حتى الفتح الإسلامى 395م كانت روما تحكم مصر بشكل عسكرى تام وتنشر حامياتها من الإسكندرية، وحتى أسوان، وكان الإمبراطور يرسل واليا لحكم مصر نيابة عنه وكان مقره فى مدينة الإسكندرية. كان الحكم الرومانى يتسم بالقسوة وكثرة فرض الضرائب الجائرة ومنها ضريبة التاج التى كان المصريون وفقا لها يجبرون على دفع الأموال كهدية لشراء تاج الإمبراطور عند ارتقائه العرش، أو عند الشروع فى بناء معبد أو تمثال للإمبراطور.وكانت مصر سلة الغلال لروما. وبالتالى كان بديهيا أن يقوم المصريون بعدة ثورات ضد الحكم الروماني، كان أبرزها فى عهد الإمبراطور ماركوس أورليوس (161-180م). تمكن المصريون خلالها من هزيمة الفرق الرومانية حتى كادت الإسكندرية تقع فى قبضتهم لولا الإمدادات التى توالت من سوريا إلى القوات الرومانية. وحين اعتنق المصريون المسيحية ثار عليهم الرومان الذين كانت الوثنية ديانتهم الرسمية وبلغ الاضطهاد ذروته فى عهد الإمبراطور دقلديانوس 284-305 م الذى عرف عهده ب «عصر الشهداء». ويمكن إيجاز وصف الحكم الرومانى فى مصر، بما قاله ألفريد بتلر «إن حكومة مصر الرومية لم يكن لها إلا غرض واحد وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية أحوال الناس والعلو بهم فى الحياة أو تهذيب نفوسهم أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشىء من العطف على الشعب المحكوم «. ثم جاء الخلاف القوى الثانى بين المصريين وحكامهم الرومان عند الاختلاف فى المذهب، فقد اتخذ البيزنطيون المذهب الخلقدونى الذى ينص على اتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية فى شخص المسيح، مذهبا رسميا للدولة. بينما كان المصريون يعتنقون المذهب اللاخلقدونى، وقد حاول الرومان فرض مذهبهم بالقوة ونكلوا بكل من خالفهم، وهو ما جعل المصريين يرحبون بالفتح العربى الإسلامي.
علاقات تجارية ورابطة دينية حتى مع الفتح الإسلامى ظل الارتباط بالعملة الرومانية قائما حتى أمر الخليفة عبد الملك بن مروان بصك العملة الذهبية عام 74ه. وفى العصور الوسطى توافد التجار الإيطاليون إلى مصر، وكانت هناك علاقات تجارية وطيدة مع جمهورية البندقية. وكان الإيطالى يعرف خلال العصور الوسطى بالصقلى لأنه يأتى عبر جزيرة صقلية الإيطالية. كما لم تعرف إيطاليا بهذا الاسم إلا بعد توحدها 1860. وعندما استعد الفاطميون لحملتهم على مصر، استعانوا بالإيطاليين حتى إن قائد جيوش الفاطميين التى فتحت مصر كان إيطاليا اسمه جوهر الصقلي. واستمرت استعانة الفاطميين بالإيطاليين خلال عصر الدولة الفاطمية، وتركوا بصماتهم فى أسماء الشوارع والحوارى بالقاهرة الفاطمية مثل : حارة الجوهر نسبة إلى جوهر الصقلى وشارع البنادقة نسبة إلى المقيمين به من أبناء مدينة البندقية. وفى العصر الأيوبي، أقيمت أول معاهدة تجارة رسمية بين تجار البندقية وسلاطين الدولة الأيوبية بمصر فى العقد الأول من القرن الثالث عشر، وتم تجديدها بشكل منتظم مع أسلافهم من المماليك بعد سنة 1250 ومن بعدهم العثمانيون بعد أن سيطروا على الإقليم بكامله فى 1517. وقد شجع نظام الامتيازات الأجنبية الذى بدأ تطبيقه فى مصر عام 1535 باعتبارها إحدى الولايات العثمانية، المهاجرين الأوروبيين على الحضور إلى مصر بحثا عن الرزق، خصوصا أن الامتيازات تمنح الأجانب معاملة خاصة غير معاملة الأهالى، ويعتبر قنصل الدولة الحاكم الفعلى لأعضاء جاليته وقاضيا يفصل فى الشكاوى والقضايا التى ترفع ضدهم.ولقرون عديدة ظلت تجارة التوابل الشرقية التى توضع على الموائد الأوروبية ويتاجر فيها سكان مدينة البندقية الإيطالية (فينيسيا) عبر مصر التى كانت معبراً لتجارة المنسوجات العربية، والأصباغ والزجاج والأعمال المعدنية والعديد من البضائع الأخرى. ولكن مصر ومدينة الإسكندرية على وجه الخصوص لم تكن بالنسبة لتجار البندقية مجرد معبر، ولكنها كانت ذات أهمية دينية وأسطورية كبيرة، فالإسكندرية كانت الأرض التى سرقت منها رفات القديس مرقس بواسطة اثنين من تجار البندقية عام 828 وهو حدث ظل فى ذاكرة أهل البندقية، وهناك العديد من الأعمال الفنية التى أرخت لتلك العلاقة بين مصر وفينيسيا، منها لوحة نادرة يظهر فيها المشهد الإعجازى لعلاج القديس مرقس لصانع الأحذية «إنيانوس» وفى الخلفية نجد منارة الإسكندرية التى كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع.
وتظهر المنارة ورموز مصرية أخرى تمثل الأهرامات والنخيل والأشجار والجمال فى الكثير من أعمال الفنانين الإيطاليين فى تلك الحقبة. وهناك لوحات «إيبوليتو كافي» والتى رسمها خلال رحلته إلى مصر فى الفترة ما بين 1843 و 1844 ومن بين تلك اللوحات، لوحة لشاطئ قناة السويس. وفى أرشيف البندقية العديد من الخرائط والوثائق التى تؤرخ للعصر الذهبى من التبادل التجارى ما بين القرنينى الثالث عشر والسادس عشر بين مصر والبندقية وقد جلب التبادل الدبلوماسى الكثير من التحف الثمينة لخزانة البندقية كان أهمها سفينتين مصنوعتين من الكريستال الصخرى تعودان للقرن العاشر، وأعمالاً فنية معدنية معدلة وتحفاً مصرية قديمة كانت بين الأشياء الأولى التى تصل إلى السواحل الأوروبية منذ العصور الرومانية. ومع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام 1497، لم تتوقف تجارة التوابل بين مصر والبندقية مباشرة، فقد أقام تجار البندقية اتفاقيات تجارية مع المماليك للتفاوض مع الموردين بالهند لتخفيض الأسعار، ليجعلوا شحن البرتغاليين لتلك البضائع عبر رأس الرجاء الصالح غير مجدى تجارياً، وهاجموا سفن البرتغاليين فى المحيط الهندى وحفروا قناة بين النيل والبحر الأحمر، إلا أن الأمر لم يفلح.
وكان كثير من الباحثين والعلماء الإيطاليين مهتمين إبان عصر النهضة بدراسة كل ما يتعلق بمصر ومنها الهيروغليفية ،ففى عام 1505 نشرت دار «آلداين» للطباعة النص اليونانى الأصلى لكتاب «الدليل إلى الهيروغليفية» وكان أحد الكتب التى تتناول مصر و تطبع فى فينيسيا، كما توجد نسخ عربية قديمة جدا من القرآن الكريم مطبوعة فى فينيسيا بين 1537 و 1538. وتوالى وصول التحف والأنتيكات المصرية إلى فينيسيا منذ القرن الثالث عشر وخصوصا فى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
بدء تشكيل الجالية بدأ تدفق الإيطاليين على مصر بأعداد كبيرة فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وكان الإيطاليون الوافدون ينحدرون من مختلف الطبقات الاجتماعية فى إيطاليا. معلمين وصحفيين وأطباء ومهندسين ومحامين وعمال، جاءوا ليشكلوا جالية كبيرة . وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن عدد أفراد الجالية الإيطالية فى مصر وصل إلى 18 ألف شخص عام 1882 مع بداية الاحتلال الإنجليزي، تركز 70 % منهم فى الإسكندرية، ثم تزايد العدد عام 1907 ليبلغ 35 ألفاً، ووصل إلى 55 ألفاً قبل الحرب العالمية الثانية، ثم بدأ يتناقص مع قيام الثورة عام 1952.
عهد محمد على كان محمد على هذا الوالى الطموح عندما شرع فى بناء دولته الحديثة، يدرك أنه فى حاجة إلى أهل الخبرة والكفاءة كل فى مجاله، لذلك استعان بالأجانب من أجل تجربة التحديث ومن بينهم الإيطاليون، وكانت اللغة الإيطالية لغة التعليم الأساسية فى المدارس المتخصصة. كما أرسل محمد على البعثات التعليمية فى بداية عهده إلى إيطاليا لتعلم فنون الطباعة. واستعان بالإيطاليين فى البحث عن الآثار، وكان دروفينى نائب القنصل فى الإسكندرية دور ى استكشاف الآثار. واستعان محمد على بهم أيضا فى دخول السودان وتصميم مدينة الخرطوم ورسم خريطة مسح لدلتا النيل. وفى عام 1815 جاء جيوفانى بلزونى المنقب الإيطالى الشهير عن الآثار الفرعونية واكتشف عام 1817 مقبرة الملك سيتى الأو ل بالبر الغربي. ونقل الكثير من القطع الأثرية إلى لندن وألف كتابا عن المعابد والمقابر الفرعونية. وكانت الإسكندرية من أهم محطات الطلاينة فى مصر، حيث كان التجار والأثرياء يقطنون فى المنشية وحولها، بينما يوجد عمال البناء والفنيون فى مختلف الأحياء. كما افتتحوا أول بنك هو البنك الإيطالى المصرى بالإسكندرية 1922 وأنشأ وا شركات وصناعات مختلفة منها شركة حلج الأقطان 1938 وصناعة السجاد والدخان وأنشأ وا الكلية الإيطالية 1862 وجماعة إرسالية الفرنسيسكان بالعطارين 1891. أما الخديو إسماعيل، فقد استعان بالإيطاليين فى فنون العمارة ومختلف ألوان الفن، فاعتمد عليهم 1869 لبناء الأوبرا الملكية التى قام بتصميمها أفوسكانى وروسي، كما عهد الخديو إسماعيل للموسيقار الإيطالى فيردي، بتأليف أوبرا عايدة. 1870كما قام بيتر وافوسكانى ببناء كورنيش الإسكندرية 1891. وفى عام 1901 قامت شركة إيطالية ببناء المتحف المصري.
كما استعان إسماعيل بالمهندس الإيطالى السنيور متاتيا بتنظيم حديقة الأزبكية، وهو صاحب العمارة الشهيرة فى العتبة « عمارة متاتيا « التى هدمت عام 1999. وأصبح معظم البوليس المصرى خلال القرن التاسع عشر من الإيطاليين، حتى بدأ أول ضباط بوليس مصريين يدخلون الخدمة بأقسام البوليس فى نوفمبر 1896وحصل بعض أفراد الجالية الإيطالية على الجنسية المصرية مثل عائلة «روستى» التى ينتمى اليها الفنان استيفان روستى وحدث تزاوج بين الإيطاليين والمصريين نتج عنه جيل جديدمن المصريين الإيطاليين من أشهرهم الفنان رشدى أباظة. وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر أنشأ الإيطاليون بالقاهرة مدرسة لتعليم الفنون التطبيقية الصناعية عرفت بمدرسة ليوناردو دافنشى والتى تنقلت فى عدة أماكن بالقاهرة، حتى استقرت فى مقرها الحالى عند ناصية شارع 26 يوليو 1905مع شارع الجلاء. وانتشرت اللغة الإيطالية فى مصر وهو ما عكسته الأفلام المصرية.
بداية النهاية فى الثلاثينيات من القرن العشرين، كان للحزب الفاشيستى فروعه فى الإسكندريةوالقاهرة، وانضم إليه العديد من الإيطاليين المصريين مما اضطر السلطات البريطانية إلى احتجاز 8000 مصرى إيطالى متعاطف مع الفاشية، وذلك عندما هاجم الجيش الإيطالى غرب مصر صيف 1940 حيث احتلت بريطانيا أثناء الحرب السلوم وسيدى براني. فى كتابه « الرأسمالية الأجنبية فى مصر 1937-1957 « للدكتور فرغلى تسن هريدي، نجد أنه عندما أعلنت إيطاليا دخولها الحرب إلى جانب ألمانيا فى 10 يونيو 1940، اعتقلت الحكومة المصرية أفراد الجالية الإيطالية خصوصا الأفراد الخطرين من الشبان المتحمسين لبلادهم وصادرت أموالهم وأملاكهم، وتعين لذلك حارسا عاما عليهم أسوة بما فعلت مع الألمان. إلا ان الموقف اختلف فيما يخص تنفيذ الحراسة فقد كان أكثر تعقيدا بالنسبة للإيطاليين لكثرة أعدادهم، ولأن كثيرا منهم كانوا مشتركين مع الرأسماليين المصريين فى كثير من المصالح الاقتصادية فى مصر. وحتى لا يتوقف العمل فى المشاريع الخاصة بالايطاليين رأت الحكومة الإبقاء على بعضها،فعلى سبيل المثال تم وضع الحراسة على البنك الايطالى المصرى والبنك الايطالى التجارى للقطر المصري، ومع هذا أعلنت وزارة المالية المصرية الاستمرار فى التعامل مع البنكين فيما يخص الكفالات المؤقتة والنهائية كما كان متبعا من قبل، وذلك حتى لا تتأثر مالية هذه البنوك ويمكنها رد الأموال لأصحابها سواء مصريين أم أجانب. أما فيما يتعلق بالفنيين الإيطاليين ذوى الخبرات فى قطاع الغزل والنسيج والذى ترتب على اعتقالهم توقف العمل ىهذه المصانع،
فقد رأى إبقاء نسبة منهم فى كل مصنع لتدريب مصريين محلهم، ثم إعادتهم إلى المعتقلات. كما أن مخاوف الإيطاليين من ناحية وضعهم فى المعتقلات أو مصادرة أموالهم وممتلكاتهم قد تحققت فقد صدرت القرارات والأوامر العسكرية بذلك.بل لقد تعدى الأمر إلى فصل الموظفين الإيطاليين، من وظائفهم وخير مثال على ذلك فصلهم من صندوق الدين.كما أغلقت المدرسة الإيطالية بروض الفرج.. فى عام 1948 صدرت الأوامر العسكرية برفع الحراسة عن أملاك الرعايا الإيطاليين وقامت بعض الشركات الإيطالية بإطالة مدة امتيازها بعد رفع الحراسة عنها مثل شركة سجائر سالونيك الإيطالية.
ومنذ ذلك الحين احتفظت الجالية الإيطالية بمركزها من حيث العدد، ونشطت خلال الفترة بعد ثورة 1952 وحتى أحداث عام 1956 حينما تأثرت بالأوامر العسكرية الخاصة بالحراسة العامة على أمولا الرعايا البريطانيين والفرنسيين بسبب العدوان الثلاثي، والتى صدر ضدها الأمر العسكرى رقم 4 لسنة 1956، وقد تسبب ذلك فى ترك كثير من الإيطاليين لوظائفهم ومغادرة البلاد وإحلال مصريين مدربين محلهم، مما أدى إلى تناقص أعداد الإيطاليين فى مصر. مجالات استثماراتهم طوال فترة تواجدهم بمصر، عمل الطلاينة فى مختلف المجالات وطرقوا شتى أبواب العمل فقد احتكروا صيد الأسماك حتى نشبت الحرب العالمية الثانية فرحلوا، إلا أنهم عادوا بعد الحرب ليحتكروا ثانية حرفة الصيد.
وأسس مجموعة من الإيطاليين بالاشتراك مع الأجانب والمصريين شركة سكة حديد الفيوم لاستغلال الخطوط الحديدية بمدينة الفيوم وضواحيها. كما سيطر الإيطاليون على مجال استخراج الفوسفات وتجارته وإنتاج الرخام والجرانيت. وفى مجال الآلات الهندسية أسس بعض الإيطاليين من أسرة موصيرى اليهودية شركة المحاريث الهعندسية بالاسكندرية التى تركز نشاطها فى صيانة وتركيب وإصلاح الآلات والجرارات الزراعية وكانت لها فروع فى القاهرة والأقاليم.
طليان مصر وربما يكون فيلم» طليان مصر « للمهندس والمخرج شريف فتحى من الوثائق المهمة التى توثق تاريخ الإيطاليين فى مصر وتلخصها فى 80 دقيقة هى مدة الفيلم، ففى مجال السينما تحدث الفيلم عن تأثير مدير التصوير الإيطالى ألفيزى أورفانللى على السينما المصرية، والذى تتلمذ على يديه العديد من المصريين ومنهم مصطفى إمام الذى يظهر فى الفيلم والدموع تملأ عينيه قائلاً: حين أتانى خبر وفاة ألفيس أور فانلى لم أصدقه! قلت لزوجتى : إن والدى هو الذى توفى اليوم وأصررت ألا أتركه حتى أشيعه بنفسى إلى مثواه الأخير. كما تضمن الفيلم شهادات العديد من الطلاينة الذى رفضوا مغادرة مصر وظلوا يعيشون بها منهم إيولاندا باتيجيلى التى قالت : لم أذكر يوما أننى تحدثت مع جارتى المصرية حول الأديان، فأبناؤها هم أبنائى والعكس وحين كنت أذهب للقداس كانت تطلب منى أن أدعو لها، وحينما كانت تذهب هى لأداء فريضة الحج كنت أطلب منها أن تدعو لى». كما يظهر فى لقطة مؤثرة فرانكو جريسو الذى ولد فى الإسكندرية عام 1931 وسافر إلى إيطاليا إلا أنه عاد للإسكندرية ثانية لأنها كما يقول «بلد الجدعان « كما يشير الفيلم إلى الرسام الإيطالى « بيتشى « الذى تتلمذ على يديه العديد من الرسامين المصريين منهم أدهم وسيف وانلى.