علاء عزت جاءت التفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسل، وهزت معها العالم بأسره، لتجدد مخاوف أسرة كرة القدم العالمية، من أن تكون اللعبة الشعبية الأولي في العالم، الهدف المقبل للإرهاب.. خصوصاً بعد أن انتقلت الجرائم الإرهابية من المنطقة العربية إلي قلب أوروبا. واللافت للنظر أن أي عمل إرهابي يقع في أي مكان في العالم، يلقي بظلاله السوداء علي كرة القدم، بل علي الرياضة في كل أنحاء العالم، فبعد تفجيرات باريس في نوفمبر من العام الماضي، اضطرت العديد من الحكومات الأوروبية إلي إصدار فرمانات عاجلة، بإلغاء عدد من المباريات الدولية الودية، حتي أن بلجيكا قبل أن يضربها الإرهاب الثلاثاء الماضي، كانت أول من تفاعل مع تفجيرات باريس وألغيت مباراة ودية كان من المقرر أن تجمع حينها بين منتخبي بلجيكا وإسبانيا، فيما اضطرت المرأة الحديدية، المستشارة الألمانية، أنجيل ميريكل، إلي الانصياع لتحذيرات وزارة الداخلية في بلادها ووافقت علي إلغاء مباراة ودية كانت ستجمع بين منتخب بلادها ونظيره الهولندي. وجاءت تفجيرات بروكسل، لتجعل الكرة الأوروبية تعود مجددا لتعيش نفس المخاوف التي عاشتها قبل 4 أشهر علي وقع تفجيرات باريس، وباتت عدد من الحكومات الأوروبية تعيد النظر بشأن المباريات الودية الدولية التي من المقرر أن تخوضها منتخبات بلادها خلال الأيام بل الساعات القليلة المقبلة، وأبرزها لقاءات القمة التي ستجمع بين إيطاليا مع إسبانيا، وإيطاليا مع ألمانيا، وفرنسا وإنجلترا. ومجددا، عادت بعض الأصوات، في أوروبا تطالب بإلغاء، أو تأجيل بطولة كأس الأمم الأوروبية " يورو 2016 " التي من المقرر أن تستضيفها فرنسا خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين، إلا أن باريس أعلنت تحديها للإرهاب، وبادرت الشرطة الفرنسية بإجراء بروفات حية لعمليات مواجهة أي عمليات إرهابية محتملة سواء داخل أو خارج الاستادات والملاعب التي تستضيف البطولة الكبري. وكان رئيس اللجنة العليا المنظمة ل " يورو 2016 " جاك لامبرت، قد المح وقت تفجيرات باريس، أن احتمال تأجيل البطولة، مؤكدا أن القرار سيتوقف على الظروف المستقبلية وما يظهر من نتائج وتداعيات إلى الإرهاب الأسود بظلاله بها على فرنسا بل وعلى الاتحاد الأوروبي بصفة عامة. ويذكر أن فرنسا كسبت التحدي الأول لها مع الإرهاب، عقب تفجيرات باريس، حيث خاض المنتخب الفرنسي بعد 4 أيام فقط مواجهة ودية أمام نظيره الفرنسي علي ملعب "ويمبلي" الإنجليزي. كما استضاف ستاد "دو فرانس"، العديد من مباريات الرجبي بعد وقوع هجمات باريس، وينتظر تشديد الإجراءات الأمنية فيه بشكل كبير خلال مباراة المنتخب الفرنسي أمام نظيره الروسي الثلاثاء المقبل "الذئاب المنفردة" تحمي الأوليمبياد: والحقيقة، أن المخاوف لا تهدد بطولة كأس أوروبا، فقط، بل تجاوزت المخاوف القارة الأوروبية، وانتقلت إلي القارة اللاتينية، حيث ذكرت صحيفة "أو ستادو دى ساو باولو" البرازيلية أن كل مخاوف السلطات فى البرازيل خلال دورة الألعاب الأوليمبية 2016 بريو دى جانيرو، تتركز فى الهجمات الإرهابية التى قد يشنها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير صادرة عن بعض أجهزة المخابرات البرازيلية تفيد بأن التنظيم المتشدد سيسعى إلى تجنيد بعض الشباب البرازيليين للانضمام إلى ما يسمى مجموعة " الذئاب المنفردة "، وهم أولئك الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف بشكل منفرد، دون أن تربطهم علاقة واضحة بالتنظيم وغير مدرجين ضمن لائحة الشخصيات الإرهابية. وتضمن هذه الإستراتيجية حرية انتقال هؤلاء الأفراد بحرية فى أى دولة والقيام بالهجمات دون أن يكونوا تحت المراقبة أو المتابعة. وأوضحت الصحيفة أن الأجهزة الاستخباراتية سلمت تقاريرا وافية للرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ذكرت فيها أن الخطر الأكبر خلال أولمبياد ريو 2016، يتمثل فى التظاهرات والاحتجاجات، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية. وأكد القصر الرئاسى فى البرازيل أن حكومة البلاد المدنية هى من ستتولى إدارة النقاش الداخلى حول هذا الأمر فى إطار التجهيزات والاستعدادات العامة لاستضافة الحدث الرياضى الكبير. وأفادت التقارير الأمنية أن بعض مسئولى قوات الشرطة التابعة لعدة دول أوروبية قاموا بزيارة مدينة برازيليا لتبادل المعلومات مع الحكومة البرازيلية فى هذا الشأن. وتقام أولمبياد ريو دى جانيرو، فى أغسطس عام 2016، حيث ستتخذ جميع المنافسات مدينة ريو مقرا لها، عدا مباريات كرة القدم التى ستستضيفها ريو بجانب بعض المدن الأخرى. الجهاديون.. وكلاسيكو الأرض: وتأكيدا علي أن صدي تفجيرات بروكسل، وصل كل أنحاء أوروبا، نجد أن إسبانيا، التي تعيش علي وقع أهم مباراة كرويه ينتظرها العالم، ألا وهو " كلاسيكو الأرض " الذي سيجمع بين الغريمين برشلونة وريال مدريد، والذي يقام مساء اليوم السبت 2 ابريل، ونقلت تقارير إعلامية تحذيرات الخبراء الأمنيين الإسبان من عودة "الجهاديين الأوروبيين" المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية فى سورية والعراق بزعامة الإرهابي أبو بكر البغدادى، مشيرة إلى الإحصائيات الأمنية المتصلة بهذا الموضوع والتى تؤكد وجود أكثر من ألفى إرهابى من أصول أوروبية فى صفوف "داعش" غالبيتهم العظمى من بريطانياوفرنساوألمانيا إضافة للدول الإسكندنافية وإسبانيا وإيطاليا. ونبهت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن فى أن هناك مجموعات "جهادية " من أصل أوروبي بحت وليس أجانب مقيمون فى أوروبا ويحملون الجنسية والإقامة الأوروبية وبالتالى ليست لديهم أى مشاكل تعوق تحركاتهم وسفرهم وحتى دخولهم للصالات والملاعب الرياضية لحضور المباريات وبالتالى ليست لديهم أى عوائق لشن هجمات إرهابية عندما تتاح لهم الفرصة لذلك. وعن تفاصيل الإجراءات الأمنية التى اتخذتها السلطات الإسبانية لفتت وسائل الإعلام إلى أن الأجهزة الأمنية الإسبانية وخصوصاً فى برشلونة فى حالة تأهب تام منذ عدة أشهر تحسباً لأي عمل إرهابى مرتقب مضيفة أن الجهاز الأمني الإسباني فى برشلونة وضع الخطط الأمنية السرية اللازمة لكشف "الجهاديين" بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الوطنية وقوى الأمن الداخلى والحرس الوطني إضافة إلى مؤسسات أمنية واستخباراتية دولية بما فيها الإنتربول الأوروبى وأجهزة أمنية من الدول المشاركة فى البطولة الرياضية. ويذكر أن تركيا التي شهدت قبل أيام تفجيرات إرهابية، اضطرت هي الأخري، إلي تأجيل مباراة الديربي التي كان مقررا أن تجمع بين العملاقين جلطة سراي وفناربخشه، حفاظاً على سلامة الجماهير، وخوفا من أن يكون ملعب مباراة القمة هدفا لعملية إرهابية جديدة.