نظمت عمان للإبحار حفل تكريم لواحد وعشرين بحارة عمانية أمس (الاثنين 21 مايو) بقصر البستان بمسقط، وذلك في حدث تاريخي للمرأة العمانية التي استطاعت أن تثبت جدارتها في مختلف الميادين العلمية والعملية وها هي اليوم تسجل هذا الإنجاز الرياضي الكبير بحصول هؤلاء البحارات الرائدات على شهادات برنامج الإبحار النسائي المعتمد من الإتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وقد نظم الحفل برعاية صاحب السو السيد طارق بن شبيب آل سعيد. يهدف برنامج الإبحار النسائي الذي انطلق منذ سبعة أشهر فقط للإسهام في إحياء الإرث البحري العماني العريق، ويستلهم هذا البرنامج معينه من الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله ورعاه، لإطلاق الطاقات الكامنة للمرأة وإعطائها الفرصة للإبداع وتحقيق ذاتها ومشاركة نظيرها الرجل جنبا إلى جنبا في خدمة هذا الوطن وإعلاء شأنه في مختلف الحافل الإقليمية والدولية. وقد تقدمت للتسجيل في البرنامج ما يربو على 150 شابة عمانية تتراوح أعمارهن بين 18 و 35 عاما، ولم تكن أي منهن قد أبحرت من قبل، وقليل منهن من يعرف السباحة، وقد خضعت المتقدمات لاختبارات قبول صارمة، وقد تم في النهاية اختيار 30 شابة منهن ليلتحقن بالبرنامج التدريبي الافتتاحي لبرنامج الإبحار الشراعي. يسعى البرنامج لتحقيق عدد من الأهداف البعيدة الأمد كإيجاد صناعة بحرية فاعلة في عمان تسهم في خلق فرص وظيفية جديدة في هذا القطاع الذي سيستثمر المهارات المختلفة لأبناء وبنات الوطن، وهو الأمر الذي يشير له ديفيد جراهام في قوله: "يهدف هذا البرنامج لخلق جيل جديد من البحارات، وإيجاد فرص وظيفية جديدة للإسهام في مسيرة تنمية الرياضة النسائية بالسلطنة، وبعد فترة قصيرة من التدريب تمكنت هؤلاء الإحدى والعشرون فتاة من تحقيق هذا الإنجاز الذي يفخر به الجميع". وأضاف: "لم يقتصر إنجاز هؤلاء الفتيات على حصولهن على هذه الشهادات، والدور الذي يلعبنه في تدريب جيل جديد من البحارات العمانيات، وإنضمامهن لفريق عمان للإبحار النسائي الوطني، إذ استطعن في شهر فبراير المنصرم تحقيق المركز الرابع في النسخة الثانية من الطواف العربي للإبحار الشراعي ضمن مشاركتهن في فريق الإبحار الشراعي النسائي الأول بعمان الأمر الذي يعد إنجازا بحد ذاته". ويهدف البرنامج أيضا لتأهل المرأة العمانية لتمثيل بلادها في أولمبياد 2020. وفي هذا السياق تعبر أمل البريكي عضوة فريق عمان للإبحار النسائي الوطني، والتي تسكن في ولاية المصنعة وهي في ربيعها الثاني والعشرين من عمرها، ووحول البرنامج تقول أمل: "لقد كان البرنامج صارما جدا ولكنه كان ممتعا، ولقد كنت مترددة في البداية حول ما إذا كنت سأتمكن من القيام بهذا الأمر، ولكن الوضع أختلف الآن، إذ أجدني أتعلم كل يوم شيئا جديدا وقد تخلصت من التردد نهائيا، وأنا فخورة بما حققته مع زميلاتي في هذه الفترة القصيرة وأتطلع للتحديات والمنافسات القادمة، ولقد حظينا بفرصة رائعة من وطننا الغالي وقائده المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه، وسنواصل مسيرنا وعزمنا على تحقيق المزيد من الانجازات ورفع راية الوطن خفاقة في جميع المحافل." تحظى معلمات الإبحار اللواتي حصلن على الشهادات المعتمدة للبرنامج بفرص وظيفية دائمة بعمان للإبحار وذلك في مدارسها المنتشرة في السلطنة، سيقمن بصقل مهارات جيل جديد من البحارة العمانيين، كما أنه باعتبارهن جزء من فريق الإبحار النسائي الوطني لعمان للإبحار فإنه سيواصلن تطوير مهاراتهن والتدريب المكثف للتمكن من المنافسة بفاعلية في مختلف المحافل الدولية.