د. أحمد كريمة السياحة إجمالا من العادات المستحبة، التى تتفق وفطرة الإنسان فى السفر والتنقل، ولا تتعارض مع الشرائع السماوية، حيث تذكر الكتب السماوية سفريات لأنبياء ورسل عليهم السلام ومعاصريهم من أكابر أتباعهم رضى الله عنهم وتفيض مصنفات تاريخية معتمدة برحلات أولياء وعلماء وغيرهم إلى مراقد صالحين ومؤسسات تعليمية، ورحلات الرحالة مشهورة معلومة. تأسيسا على ما ذكر: السياحة الدينية لا يستهان بها، ويجب وضع خطط عملية للدعايات العلمية الشرعية لها لبلادنا مصر الزاخرة ولله المنة والفضل بمراقد الصالحين من آل البيت والصحابة والأولياء رضى الله عنهم ومساجد وأسبلة وقلاع، ويقترح فى هذا الجانب ما يلى: أولا: الإفادة من تخصص «الآثار الإسلامية» لإنشاء مؤسسة سياحية دينية تخصصية، وعمل موسوعة للآثار الإسلامية ومكوناتها العلمية لدى كلية الآثار ووزارة الأوقاف وغيرها موجودة. ثانيا: رفع ودفع حظر لا مسوغ له عن زيارة سائحين إيرانيين أخلاط من شيعة وسنة ولا دينيين وعوام من الناحية العلمية أو المذهبية وأعدادهم كبيرة، وهؤلاء ليس كما يشيع وكلاء الوهابية المتسلفون ليسوا دعاة للتشيع، فمصر بأزهرها ومناعتها الحضارية أكبر من تحول ثقافتها الوسطية أو هويتها المصرية، وإسلامها ليس مهزوزا يؤثر فيه ما فى مزاعم عملاء بعث الفتن بين المسلمين لتحويل الصراع من عربى إسرائيلى إلى سنى شيعى. ثالثا: تشجيع السياحة الدينية لأغراض التعلم، بتخفيف شروط وقيود الأزهر الشريف، وعمل بدائل موازية فيما يعرف بدراسات حرة بالجامع الأزهر للوافدين. رابعا: تشجيع سياحة دينية لما يخص أهل الكتاب، خصوصا المسيحيين وعمل مؤسسة دينية مسيحية للمزارات والآثار المسيحية على غرار ما يتم للسياحة الدينية الإسلامية. خامسا: ترشيد احتفالات دورية كموالد الأولياء والقديسيين لتكون لقاءات دعوية للمسلمين ورعوية لأهل الكتاب وحظر ممارسات تتنافى مع مكارم الأخلاق لإنعاش معاملات مالية فى شتى المحافظات التى لا تخلو واحدة من هؤلاء. سادسا: غل ممارسات المتسلفة بتحريم السياحة الدينية وتجريم آرائهم المناهضة للنصوص الشرعية القاضية بالحل والإباحة، المتعدية على مؤسسات تخصصية بالدولة (الأزهر الشريف، دار الإفتاء المصرية، الأوقاف) بمفاهيم مغلوطة نابعة من جهلهم بآليات الاستدلال من النصوص الشرعية مثل فهمهم السقيم بخبر (لا تشد الرحال) وجهلهم المطبق بشرعية «الفنون الجميلة ومنها التماثيل» وعداوتهم للتراث الحضارى كآثار الفراعنة التى حافظ عليها صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقع على فقهاء الشريعة الإسلامية واجب تصحيح وتصويب تخاريف السلفية وافتراءاتهم. إن السياحة الدينية من الخارج وفى الداخل لا تقل أهمية وجدوى ونفعا عن سياحة التنزه والترويح عن النفس، ولى بحث فى السياحة قيد الطلب لمن يرغب فى بثه ونشره.