سوزى الجنيدى السعادة تبقى إيه؟ سؤال دائما ما اشعرنى بالحيرة، فعندما كنت صغيرة كانت بعض السعادة أحيانا فى فستان جديد أو نظرة رضا من أبى لحصولى على درجات عالية، وعندما كبرت أصبحت السعادة فى ضحكات بناتى الصافية حولى أو شعور بالرضا بداخلى عما أحققه فى عملى، ومرت الأيام وفقدت الكثير من براءة الطفولة وصدمتنى الحياة فيمن حولى إلى درجة التعاسة، وبقى دائماً بداخلى السؤال، السعادة تبقى إيه، الأسبوع الماضى فقط وجدت الإجابة لهذا السؤال السحرى، فبعد أن مررت بتجربة مرضية مؤلمة وأصبحت أبسط الأشياء مثل النوم بعمق لعدة ساعات أو الوقوف على قدمى والسير لخطوتين من أصعب الأشياء بسبب الألم الشديد، اكتشفت كم كنت إنسانة سعيدة طوال حياتى أصرت على إتعاس نفسها بدون أن تدرى، ووجدت الإجابة عن السؤال الصعب - السعادة فى الرضا - والغريب أنى وبعد أيام من الشعور بالألم الجسدى الشديد، وعدم القدرة تماماً على الحركة انقلب الأمر بداخلى من تعاسة كاملة إلى سعادة ونور، بعد أن قررت أن أرضى بما كتبه الله لى من ألم، كما رضيت بما كتبه لى من بعض نجاح مهنى، وأسرة جميلة وصحة ولو محدودة والحمد لله، لم أكن ألتفت إلى تلك النعم الكثيرة وأطلب أحيانا فى صلاتى من الله أكثر، وأنا جاهلة بحجم النعم التى أنعم بها علىّ، وبعد الشعور بالرضا جاء التحسن البسيط، فالحمد لله على نعمه الكثيرة جدا. ولهذا فقد استفزنى وأنا فى كل ذلك ما نشر عن تقرير أجرته وكالة جالوب وتعده شبكة حلول التنمية المستديمة إحدى مبادرات الأممالمتحدة عن مؤشر السعادة العالمى بأن مصر تم تصنيفها فى المركز ال 135 من بين 158 دولة بناء على معايير مادية فقط مثل دخل الأسرة ومعدل الفساد، وجاءت بعد الصومال وليبيا، المصرى يا سادة على رأس قائمة السعداء لسبب واحد أنه ومهما كانت درجة فقره تجده مبتسما راضيا، قادرا على استجلاب السعادة وعلى التأقلم مع الظروف وساخرا منها مهما كانت صعبة، الرضى يا سادة هو المؤشر للسعادة وليس المال أو البشر، «اسأل مجرب ولا تسأل خبيرا». عندما ألتقى أصدقاء الطفولة أشعر وكأنى افترقت عنهم أمس ولم يمر أكثر من ثلاثين عاما، أضحك معهم من قلبى وأشعر بالدهشة عندما أتذكر كيف كنت، فيغمرنى شعور بالاشتياق إلى نفسى القديمة بعد أن فقدت الكثير منها فى مهرسة الحياة بمرور الزمن والمصاعب والظروف، زمان كنا أبرياء مائلين للخير ورؤية تفاصيل وجمال ما حولنا، ولدينا القدرة على التفاعل بحب مع الآخرين، الآن وللأسف أصبحنا فاقدين للبراءة مائلين للتشكك لا نرى ولا نريد أن نتفاعل مع التفاصيل الجميلة حولنا، فقدنا براءتنا وصدقنا مع أنفسنا وتصورنا أننا نستطيع التحايل والانتصار على شرور الدنيا والناس حولنا ولكننا انهزمنا لأننا لم نستطع أن نكون أشر منهم فلا زالت بقايا براءة داخلنا توجعنا وتمنعنا. دار الأوبرا ورئيستها المحترمة إيناس عبد الدائم تحتاج لجهة ترعى الأصوات الرائعة الموجودة بها ماديا وفنيا حتى تنجح، أصوات فى غاية الجمال مثل المطربة حسناء، بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى، حسناء الصوت المصرى الجميل الذى لم أسمع من قبل أداء لأغانى سيدة الغناء أم كلثوم وأنا من مريديها بهذا القدر من الروعة والسلطنة، كما استمعت منها وأيضا مروة ناجى غنت لوردة بصوت قوى وأصوات أخرى كثيرة، نحتاج لمستثمر مصرى يسهم فى عودة الريادة الغنائية المصرية مثلما فعل الأمير الوليد بن طلال من تبنى أصوات خليجية ولبنانية بعضها لا يستحق للأسف كل هذه الضجة.