منذ بناء دولة ما بعد الاستقلال أو الدولة الوطنية وريثة هياكل وأساليب الإدارة الاستعمارية، وأوضاع المسيحيين في المشرق العربى ووادى النيل واحدة من المشاكل المحورية في السياسة والحياة الاجتماعية والقانونية والدينية والطائفية، التى تتفاقم وتزداد توتراً واحتقاناً على نحو غير معهود، خصوصا في ظل مجتمعات تعددية ولكنها انقسامية fragmented، أو طائفية أو لا تزال تنطوى على مسارات طائفية، وتطرح في الخطابات السياسية التسلطية أو القومية أو الإسلامية أو المسيحية بوصفها مسألة أقليات، ومن ثم السعى من بعضهم إلى إيجاد حلولها على أسس ومعايير تتراوح بين حقوق الأقليات والطوائف، ومن ثم تخضع للتوازنات السياسية والاجتماعية على أساس المعيار الديموغرافى العددى، أى نسبتهم العددية إلى مجموع السكان، ومن ثم يتم مقاربتها سياسياً وثقافياً على أساس معيارى الأقلية والأغلبية. ثمة مسعى يبدو تاريخياً لمحاولة “تجهيل" أو تغييب الحضور المسيحى في الثقافة والسياسة، والديناميات الاجتماعية في مصر، ولبنان، وسوريا، والعراق، والسودان، والأخطر في الوعى شبه الجماعى، لاسيما لدى الفئات الاجتماعية الأكثر شعبية في ظل دولة ما بعد الاستقلال والأخطر التعامل معهم على أنهم كتلة مندمجة لا تضاريس لها اجتماعياً وسياسياً .. إلخ، ومن ثم يسهل على بعض القوى الإسلامية والنخب اختصارهم في القيادات الدينية ومؤسساتها، بحيث يسهل التعامل معهم. في حين تيسر هذه السياسة الدينية عملية التعبئة للأغلبية على أساس المعيار والخطاب الدينى الوضعى بكل آثار ذلك السوسيو – سياسية السلبية على وحدة الأمة المصرية والمجتمع وتجانسه وعلى النظام والدولة. تاريخ التعايش المشترك في ظل التعددية الدينية يبدو غائماً ومشوشاً، لاسيما الإنتاج الإبداعى والثقافى والمعرفى والاقتصادى للمسيحيين العرب والمصريين، الذين شكلوا ولا يزالون أحد روافع التحديث في مؤسسات الدولة العربية عموماً والمصرية وأجهزتها على اختلافها، وفى ذات الوقت ساهموا بدور بارز في تأسيس وتطوير المهن الرئيسة – الطب والصيدلة والهندسة والمحاماة ... إلخ، من ناحية أخرى ساهموا في بناء الدولة الحديثة منذ عهدى محمد على وإسماعيل، ومن ثم دورهم المتميز في الإدارة والبيروقراطية بل والتجارة. لعب الأقباط والمسيحيون العرب دوراً بارزاً في مجال الترجمة عن اللغات الأوروبية والأجنبية عموماً في مصر وسوريا ولبنان والعراق، ومن ثم أسهموا في تخصيب اللغة والثقافة العربية بمحمولات جديدة، وفي نقل وتعريب المصطلحات الأدبية والفنية .. إلخ. في هذا الإطار كان دورهم سباقاً في التعليم وفنون المسرح والسينما والفنون الجميلة على اختلافها وتجديد اللغة العربية وآدابها وشكلت إبداعاتهم تطويراً لأجناس الأدب العربى على الصعيدين الإبداعى والنقدى، ومن ثم لعبوا دور الوسيط التاريخى مع الغرب. دور بارز في إطار مشروع النهضة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ناهيك عن دورهم في الحركات الوطنية الدستورية، والاستقلالية، ثم في إطار حركات التحرر الوطنى العربية وكذلك في بناء منظمات المقاومة الفلسطينية. ثمة حضور مؤثر للمسيحيين العرب في بناء دولة ما بعد الاستقلال وفي الحركة القومية الجامعة وذلك في إطار تأصيل الأفكار القومية العربية والدعوة لها والدفاع عنها كجزء من عملية الانعتاق من نير الدولة العثمانية التى هيمنت على المشرق العربى. استمر هذا الدور المتميز للمسيحيين العرب في حياة العرب المحدثين والمعاصرين أيضاً، وذلك في إطار عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهى أدوار مقدرة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، إلا أن ثمة تراجعا في الذاكرة الجماعية وسياسة ومناهج التعليم ووعى بعض الفئات والشرائح الاجتماعية العربية لهذا الدور التاريخى البارز، وذلك تحت وطأة بعض التغيرات الحادة والعنيفة والمتوترة التى شابت الحياة الدينية في العالم العربى لاسيما المشرق العربى ووادى النيل، يمكن لنا رصدها فيما يلى: 1 - الانقلابات العسكرية و"الثورات" التسلطية التى قامت بها بعض الجيوش العربية، قادت إلى عسكرة النظم السياسية التى أصبحت تسلطية واستبدادية تعتمد على تأميم المبادرات الخاصة وتأميم مؤسسة الوقف الأهلية، والأخطر انعكاس ذلك السلبى على حريات الفكر والإبداع، وكذلك سياسة الإصلاح الزراعى والتأميمات في مصر وسوريا، والعراق، والسودان، التى لعبت دوراً مهما في الاقتصادات الوطنية العربية، إلا أنها من ناحية أخرى كانت لها عديد الآثار السلبية في الإدارة والكفاءة والإنجاز، وكذلك على وضع سراة المسيحيين العرب الذين كان بعضهم يعمل في القطاعات التجارية والمصرفية والاقتصادية وفى الاستيراد والتصدير، أو ملكية الأراضى الزراعية، وهو الأمر الذى أدى إلى موجات من الهجرة إلى أوروبا والولاياتالمتحدة وكندا، وأستراليا وتابعهم بعد ذلك بعض من أبناء الفئات الوسطى – الوسطى، والوسطى الصغيرة إلى المهاجر في أعقاب هزيمة يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973. 2 - أدت هزيمة يونيو 1967 وما تلاها من تطورات، ومشكلات جديدة ارتبطت ببدء ظواهر بعض جماعات الإسلام السياسى – التنظيمية والحركية والإيديولوجية -، وعلى رأسها سياسة الهوية والنزاع على هوية المجتمعات العربية، بالإضافة إلى توليد الخطابات الإسلامية السياسية صراعا بين العروبة والإسلام، ومن ثم رفض الإطار العروبى الجامع – شبه العلمانى وغير المعادى للأديان - الذى شارك في صياغته بعض المفكرين من المسيحيين العرب، والذى كان يتسع للحضور المسيحى الفاعل في إطاره، مع بعض الاستثناءات الخاصة بالحالة المصرية. 3 - تفاقمت التوترات والنزاعات على الهوية والأحرى الهويات الوطنية في غالب المجتمعات والدول العربية التى تنطوى على تعدديات دينية ومذهبية وعرقية وقومية ولغوية ومناطقية، وذلك للضعف الذى انطوت عليه عملية بناء الدولة الوطنية ما بعد الاستقلال وهشاشة نماذج وإستراتيجيات بناء الاندماج القومى في هذه المجتمعات – العراق / سوريا / لبنان / السودان .. إلخ -، باستثناء مصر التى استمرت مواريث الدولة / الأمة مستمرة حتى ما بعد حرب أكتوبر ثم أخذت في التآكل بعدئذ بالنظر إلى استمرارية سياسة تديين الدولة وثقافاتها، وإستراتيجيات الهيمنة الإيديولوجية والخطاب السياسى الرسمى الذى أسهم مع خطابات إسلامية أخرى، في توليد شعور شبه جمعى لدى عديد المسيحيين وبعض المسلمين في مصر باستخدام الإسلام في مواجهة القوى السياسية المعارضة على اختلاف مكوناتها وجماعاتها وخطاباتها الإيديولوجية. مما أثار عديد المخاوف من جمود وتطرف ومحافظة إيديولوجيات وخطابات غالبُ الجماعات الإسلامية وخطورة ذلك على نمط الحياة الفكرية والاجتماعية “الحداثية" والمعاصرة. 4 - عنف الجماعات الإسلامية السياسية الراديكالية – الجماعة الإسلامية والجهاد - واستهداف دور العبادة المسيحية في مصر على وجه التحديد – منذ عقد الثمانينيات وحتى خلال عام العملية الثورية في 2011-، وتنامى المشكلات الطائفية على نحو أدى إلى تراكم ثقافة التمييز من النظام وتحولها إلى المجتمع على نحو أدى إلى انقسامات رأسية على أساس الانتماء الدينى، مما دفع المسيحيين المصريين إلى العزوف عن المشاركة السياسية، وتنامى الهجرة إلى الخارج. 5 - في لبنان ما بعد الحرب الأهلية بدأت موجات الهجرة تتزايد على نحو أدى إلى خلل في التوازنات الطائفية والاجتماعية بين مكونات المجتمع اللبنانى، وتراجع الموقع العددى للمسيحيين اللبنانيين بمختلف طوائفهم، خصوصا بعد اتفاق الطائف الشهير وما بعد، وهو ما أشاع إحساسا شبه جمعى بأن ثمة نزعة لتقليص دور المسيحيين اللبنانيين التاريخى في السياسة ومجالات أخرى في إطار الكيان اللبنانى. 6 - تزايد عمليات الأسلمة من أسفل ومن الوسط في مصر من خلال عديد الجماعات الإسلامية من الإخوان المسلمين وآخرين، بالإضافة إلى التمدد الناعم والهادئ للجماعات السلفية – وبعض مرجعياتها الوهابية – وفرض أنماط للأسلمة في الزى وفى اللغة اليومية، وفى العلامات، وفى الشوارع والوظيفة العامة على نحو أسهم في ازدياد عزلة بعض المسيحيين المصريين وبدء اتساع الفجوات النفسية والثقافية بينهم وبين مواطنيهم المسلمين. 7 - أدى الانقلاب السياسى الإسلامى – العسكرى (البشير – الترابى) في السودان وانقلاب تلاميذ أوما يطلق عليهم أبناء الترابى إلى حرب أهلية مع الجنوب انتهت إلى تفكيك الدولة ونشأة دولة جنوب السودان، وبروز أشكال من الحيف ضد المسيحيين من جنوب السودان في الشمال بعد نشأة دولتهم الجديدة في الجنوب. 8 - تنامى سياسة تشجيع مسيحيى فلسطين والقدس على الهجرة إلى بعض البلدان الأوروبية، والولاياتالمتحدة وكندا، على نحو أدى إلى إفقار التعددية داخل المجتمع الفلسطينى. من ناحية أخرى أدى سقوط نظام صدام حسين، وتفكك عرى الدولة إلى نشوب صراعات مذهبية وطائفية بين السنة والشيعة، وانتشار العنف الذى استهدف مسيحيى العراق مما أدى إلى تناقص أعدادهم على نحو بات مثيراً للقلق والخوف على مستقبل الأقليات المسيحية خصوصاً والدينية عموماً في العراق وغالب البلدان العربية. عديد المؤشرات السابقة وغيرها تنبئ بأن أوضاع المسيحيين العرب والمصريين تعانى عسراً وتعنتاً شديدين، بل لا نغالى إذا قررنا أنها تشكل أحد أكبر مشكلات الدولة والمجتمعات العربية ما بعد الاستقلال، والأخطر في الثلاثين عاماً الأخيرة والأخطر .. الأخطر في ظل ما يسمى مجازاً الربيع العربى – المجاز المستعار من ثورات نهاية القرن التاسع عشر الأوروبية، ومن ربيع براغ 1968 – والاصطلاح الأدق منه العمليات أو “الانتفاضات" الثورية في تونس ومصر، واليمن، والبحرين وسوريا، وذلك لعديد الأسباب: أ- مرحلة السيولة وبعض من الفوضى التى تجتاح مصر كنتاج لفجوات الأمن، وصعود الإسلاميين وتمددهم، وتهديد بعضهم ولاسيما من بعض السلفيين لحرية التدين والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية – وعديد وقائع الانتهاكات الدامية -، وبروز بعض الخطابات الدينية التى تحض على كراهية المسيحيين عموماً، ويرون أن ذلك هو ما يأمر به الإسلام على خلاف حاد مع تاريخ من التفسيرات والتأويلات الإسلامية المستنيرة التى ذهبت إلى الأخذ بالحرية الدينية كمبدأ عام يسرى على المسيحيين والمسلمين جميعاً، بل اعتبار مبدأ المواطنة والمساواة هو الذى يحكم العلاقات بين المواطنين أيا كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية مع سقوط عقد الذمة التاريخى نهائياً في ظل الدولة الحديثة في نظر فقهاء الشريعة المعتدلين ومعهم الفقه الدستورى. لا شك أن هذا الخطاب القديم / الجديد الذى ظهر بقوة وكثافة في الإعلام المرئى والمكتوب والمسموع في أعقاب العملية الثورية في مصر، أدى إلى تزايد المخاوف وتزايد الهجرة حيث قررت بعض المصادر الإعلامية أن ما بين 60000 و100000 مسيحى مصرى هاجروا إلى الخارج، وذلك وفق تقديرات بعض المنظمات المسيحية. حيث ترصد منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان أن معلوماتهم تذهب إلى أن “هناك حوالى 16 ألفاً غادروا إلى ولاية كاليفورنيا في الغرب الأمريكى، ونحو 10 آلاف إلى نيوجرسى و8 آلاف إلى نيويورك وما يقرب من 8 آلاف إلى باقى الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى هجرة 14 ألفاً إلى أستراليا، و9 آلاف إلى مونتريال بكندا، وحوالى 8 آلاف في تورنتو، ونحو 20 ألفا في مختلف أنحاء أوروبا. خصوصا هولندا، وإيطاليا، وإنجلترا والنمسا وألمانيا وفرنسا" (المصدر، منتديات سنكسار). وبقطع النظر عن مدى دقة هذه التقديرات التى تنطوى على مبالغات شديدة، إلا أنها تعكس تضخم مشاعر الخوف المتزايدة، خصوصا في ظل الاعتداءات على الكنائس التى بدأت في الساعات الأولى لعام 2011، ثم في أثناء العملية الثورية، وما أعقبها من انتهاكات وتضاغطات دينية وسياسية، فضلاً عن التعبئة الدينية والطائفية أثناء التعديلات الدستورية، ثم أثناء العملية الانتخابية على اختلاف مراحلها الثلاث. ب- إن موجات هجرة المسيحيين العراقيين تشير إلى خطورة الظاهرة ، حيث يشير تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية الدولية لعام 2011 ، أن عدد مسيحيى العراق كان يقدر ب 1.4 مليون قبل الغزو الأمريكى، وأصبح عددهم يتراوح من 400 إلى 600 ألف من طوائف الكلدان أتباع كنيسة المشرق والسريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، وأعداد قليلة من أتباع الكنائس الأرمنية، في ظل عديد المخاطر التى تهدد حياتهم في ظل الصراعات المذهبية والعنف المصاحب لها ولا يزال، حتى إنهم لم يقوموا بالاحتفال بالأعياد في نهاية 2011 خشية وخوفاً من الاعتداءات عليهم وعلى كنائسهم أثناء أداء مشاعر الاحتفال بالعيد. ج - إن العنف والاضطرابات “الثورية"، ومن القوى المضادة لها، والجماعات الإسلامية السياسية على اختلافها تميل إلى التعبئة والحشد على أساس الانتماء الدينى ومحمولاته الإيديولوجية، وهو ما يؤدى إلى تمدد ثقافة الكراهية والتمييز والخوف بين مكونات المجتمعات العربية ومحاولة نفى التعددية الدينية والمذهبية .. إلخ. من هنا بدت العمليات الثورية التى شارك فيها بعض المسيحيين المصريين إلى إضافة أسباب جديدة للانكفاء على الذات الجماعية وتعبيراتها الرمزية ممثلة في المؤسسة الدينية وحول البطريرك والأساقفة وغيرهم من رجال الدين، في ظل تزايد وقائع انتهاكات حرية التدين والاعتقاد، ونزعة التكفير لدى بعض غلاة السلفيين فضلاً عن تراجع نسب تمثيل المسيحيين ودورهم في بناء مؤسسات النظام الجديد – سياسياً ودستورياً - وسياسات تشريع سوف تنزع في رأى بعضهم نحو أسلمة التشريعات، وممارسة قيود على نمط الحياة الحديثة وأنظمة القيم المواكبة لها، فضلاً عن الحريات الشخصية والعامة. مرحلة من الفوضى واتساع الفجوات الأمنية على نحو أدى إلى اتساع فجوات الثقة، والخوف وغموض المستقبل الخاص بوضعيتهم في التركيبات السياسية الجديدة. د- إن الأوضاع في سوريا تبدو بالغة الدقة والحرج سواء على مستوى إمكانية نجاح العملية الثورية، أم احتوائها أو إجهاضها والعنف الدامى المصاحب والمضاد لها، والغموض الذى يعترى إمكانية وصول الإسلاميين – من الإخوان المسلمون والسلفيين – إلى السلطة، وآثره على وضع المسيحيين السوريين وانعكاسات ذلك على توازن التعدديات الدينية والأقليات في لبنان، وفى المشرق العربى كله. الخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة أدى إلى تحذير بطريرك الموارنة بشارة الراعى من خطورة ذلك على أوضاع المسيحيين في لبنان. وجيز ما سبق أن ثمة مخاطر محدقة بأوضاع التعددية الدينية والمذهبية في العالم العربى كجزء من تضاغطات وغلظة وعنف عملية الانتقال في مصر والمشرق العربى في ظل غياب الحد الأدنى من التوافقات والتفاهمات حول القيم السياسية الرئيسة التى سيتأسس عليها النظام الجديد، ونزعة بعض القوى الإسلامية السياسية إلى محاولة إقصاء العملية الثورية والحيلولة دون تطورها، قد تؤثر على أوضاعهم وقدراتهم التنظيمية والتمويلية والإيديولوجية التى حققت لهم النصر السياسى السريع وما يتولد عنه من أوهام ونشوات سياسية لهم ورهاب لآخرين على رأسهم المسيحيون المصريون والعرب.