هشام الصافورى بعد توجيه الداعية اليمنى الشهير الحبيب على الجفري، عدة رسائل للأطراف الفاعلة فى المشكلة اليمنة، عبر حسابه على «فيس بوك» اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بالهجوم على الجفري، منتقدين الطرح الذى أبداه، ومعتبرين أن كلامه بمثابة تشريع وتأييد للعدوان. وكان الجفرى قد دعا اليمنيين لعدم تصديق من يكذب ويدعى أن ما يحدث فى اليمن هى قضية سنة وشيعة، أو أنها قضية يهود وأمريكان، مؤكدا أن الذين يتكلمون على أنها قضية أمريكان، هم الآن على مائدة التفاوض مع أمريكا، وأن المسألة ليس لتخليصكم من سطوة دول الجوار، ولكنها معركة إيران وليست معركتنا نحن. وطالب الجفرى أهل الجنوب فى اليمن بألا يشمتوا بالدماء التى تسيل من إخوانهم. ووجه حديثه لأبناء أهل البيت الهاشميين «الزيدية» فى اليمن قائلا: ظُلمتم على مدى ثلاثين سنة، واضطُهِدتم، لكن الذى يفعله الحوثى بكم اليوم سيجلب لكم من الاضطهاد ما هو أشد. وناشد الجفرى أبناء أهل البيت الهاشميين فى الجنوب «الشافعية»، ألا يصدقوا اللحن الذى يلحن لهم به الخطاب الإيراني، «أهل البيت، أهل البيت، أهل البيت»، معتبرا أن أهل البيت ليس منهجهم ما تُدعون إليه، فقضيتهم ليست قضية أهل البيت، بل قضيتهم هى السياسة. ونعت الجفرى الحوثيين ب «إخوتنا الذين بغوا علينا»، قائلا: الثمن الذى تُطالَبون بدفعه لإنقاذ اليمن غالٍ، وهو أن تفضّوا الشراكة بينكم وبين إيران، لكن الاستمرار فى التماهى مع إيران ستكون عواقبه أشد وأصعب. ثم وجه حديثه إلى عبدالملك الحوثى مذكرا إياه بأن القادة العظماء ليسوا هم الذين يستمرون بالتمسك بمظاهر عظمتهم، القائد العظيم الذى يتخذ القرارات الصعبة التى ربما تأتى له بشيء من العار واللوم عند أتباعه لكنها فى مصلحة البلد، فجدك سيدنا الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما وعليهما السلام، وهو خليفة وأنت لست خليفة، عندما تنازل عن الحكم لحقن الدماء ذَمَّه بعض أتباعه فقالوا: «السلام عليكم يا مُذلَّ المؤمنين»، فهل عندك الشجاعة التى من خلالها تستطيع أن تتخذ مثل هذا القرار. وقال الجفرى فى رسالته للرئيس السابق على عبدالله صالح: التقينا مرارا أيام وجودك فى الحكم، وأعترف أنك كنت خلوقا وحسن التعامل معنا، لا أنسى الفضل، لكن أُذكّرك بقولك ذات مرة لعدد من قيادات الإصلاح حين سألوك: لماذا تقبل النقد من فلان ولا تقبل منا؟ فقلت لهم: إن هذا يتكلم عن دين وليس عن سياسة، فاذَن لى أن أقول لك بعيدا عن السياسة وأنت تعلم أنه ليس لى توجه سياسي: يا أبا أحمد، ما مضى من العمر أقل بكثير مما بقي، صدقنى كل الذى حولك ويحيط بك وإرادة الانتقام أو إرادة الإصلاح، الثمن الذى يُدفع لا يساوى لحظة تقف فيها بين يدى الله عز وجل.. تدارك نفسك فالموت قريب. وحذر الجفرى دول الخليج من الاستماع إلى مطالبات بعض الإسلاميين بتوظيف إثارة النعرة الطائفية ضمن الأدوات الداعمة للمرحلة التى أنتم فيها، لأن الطائفية لا تأتى بخير أبداً. لكن يبدو أن الكاتبة اليمنية بشرى المحطورى، كان لها رأى آخر، فقالت ردا على الجفري: ما رأيته وسمعته منك أصابنى بالصدمة والدهشة ولا يخلو برأيى من اثنتين: إما أنك غير متابع للأحداث التى تحصل هذه السنة وبالتحديد من أيام الثورة الأخيرة، وبالتالى عندك قصور فى المعلومات الصحيحة، حيث إنك تسمع من جهة واحدة فقط.. أو إنك بعت نفسك لسلطان الظلم والجور وقبضت مقابل ذلك أموالا زائلة لتقول ما تقول هذه الأيام الصعبة والخطيرة، وهذا الظرف الاستثنائى والخطير الذى تمر به الأمة.. وأنا أميل إلى أنك قلت ما قلت بسبب أنك غير متابع للأحداث، وهذا فيه قصور كبير من عالم مثلك. وتابعت: وصفتَ السيد عبدالملك الحوثي، بأنه أداة إيران فى المنطقة وهذا خطأ كبير، من أبرز الأشياء التى أرد به على كلامك هذا أن جمال بن عمر يقوم برحلات مكوكية بين قطر والرياض وصنعاء، لأن بعض الأطراف اليمنية (حزب الإصلاح) مرتهن لها، فهل سمعت يوما أن المبعوث الأممى جمال بن عمر قد زار طهران؟ هذا يؤكد تماما أن قرار أنصار الله وطنى ويمنى مئة بالمئة، مضيفة أن إيران تدعم حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية بكل ما تملك من قوة، فلماذا لا نراك ولا نسمعك تقول إن لإيران مشروعاً فى غزة؟ فإيران دعمها لأنصار الله غير مشروط، مثلما تدعم حماس بالضبط، تدعمنا ضد ظلم واستبداد أنت ذكرته بنفسك، وقلت إن الزيدية ظلمت على مدار 30 عاما، وطبعا أيضا ظلمت ظلما شنيعا فى الحروب الست الظالمة ولو أنك لم تتطرق إلى هذا. وقالت المحطورى: إن السيد عبدالملك ليس أداة بيد أحد، وما قولك هذا إلا خدمة للدول العشر، لأنها هى من تقول هذا الكلام، وتتغنى به، وأنت عالم كبير ستصدق قولك هذا فئة كبيرة من محبيك ومتابعيك، فاتق الله، فهذا قول يثير الطائفية بشكل كبير جدا من حيث تدرى أولا لا تدري. وقالت المحطوري: أنت تثير الطائفية بشكل كبير عندما تقول لإخواننا الشافعية ألا يفرحوا ويشمتوا فيما حصل لإخواننا الزيود، لأن المستمع إلى قولك هذا من الزيدية سيتبادر إلى ذهنه أن الشوافع فرحوا بما حصل فى مساجد الزيدية من تفجيرات وقتل، وهذا يوغر صدورهم على الشافعية، وهذا فيه إذكاء لنار الطائفية، فاتقى الله أيها العالم الجليل، حيث إن الشوافع لم يفرحوا أبدا، ولم يشمتوا أبدا، إنما هم مثلنا ومثل كل حر مسلم يكره الدواعش كرها وبيلا، ولا أدل ولا أكبر على هذا من المساعدة الكبيرة التى تلقاها الجيش وأنصار الله فى تطهيرهم وملاحقتهم فى المحافظات الجنوبية للدواعش الملاعين. وأضافت: نصحت المملكة بأن تبعد عن مساعدتها ودعمها للدواعش والقاعدة، أو بما معناه هذا، وهذا يدل على أنك مؤمن بأن الجارة السعودية ودول الخليج تدعم الدواعش فى اليمن، وتعترف بأن هذا خطأ، فلماذا لا يكون كلامك فى صف أنصار الله والجيش الذين يقومون بملاحقة الدواعش فى كل مكان من كتاف إلى دماج إلى البيضاء إلى....إلخ، لماذا لا تقول كلمة حق بأن الدواعش خطر على الأمة ويجب على الزيدية والشافعية وكل حر شريف فى هذا الوطن المساعدة فى القضاء عليهم.. ووجهت المحطورى تساؤلا للجفري: عن ماذا تريد السيد عبدالملك أن يتنازل ليحقن دماء المسلمين؟ أن يترك الدواعش يعيثوا فى الأرض فسادا؟ أم أن يتنازل ويترك المخلوع عبدربه هادي، يعود لتولى السلطة؟ أم ماذا بالضبط؟ فالحسن بن على، سلام الله عليه عندما تنازل لمعاوية عن الحكم كان على أساس أن يكون الحسين بن على بن أبى طالب، هو الذى يكون بعد معاوية خليفة، وعلى أساس أن الحسن بن على، سلام الله عليه، لم يقم معه أحد، خذله الناس، تركوه، فعلى ماذا يتنازل السيد عبدالملك، وهو معه لمقاومة أهل الظلم والجور اليمن كله، هذا من جهة، ومن جهة أخرى السيد عبدالملك لم يطلب الملك والسلطة يوما، ولا يريد إلا زوال الفساد والفاسدين، وأن يمتلك اليمن قراره بنفسه، وثرواته تكون له، وهذا ما لا يرضى السعودية وأمريكا من ورائها. وقال باسم محمد: هل يمكن أن توضح لنا من يمثل الإمام الحسن ومن يمثل معاوية، مع أن كلامك واضح أن السيد عبد الملك الحوثي، هو من يمثل جده الإمام الحسن، لكن هل يمكن أن توضح لنا من هو الذى يمثل معاوية الذى سيتنازل له السيد عبد الملك الحوثي. أما أبو قادر الهاشمى فقال: كلامك بمثابة تشريع وتأييد لما حصل كونك انتقدت فقط طرفا واحداً، لأنك ستتحمل دماء الأبرياء بكلامك، والله إنى أحبك وأخاف عليك مما قلت، لأنك تعرف حرمة دماء المسلمين، أنا معك فى كل ما قلته على الحوثي، لكن عدم ذكرك للطرف الآخر بمثابة تشريع له ما يفعل وتشويش وتضليل. وقالت فاطمة الشامي: شيخنا الفاضل لو الحرب ضد إيران لماذا القصف على اليمن، فليقصفوا إيران، ولو افترضنا أن أنصار الله ولاءهم لإيران فهل يقصف وطن بأكمله وتدمر جميع معسكراته من أجل فرضيه الولاءات، تمنينا أن تصمت أفضل.