رشا عامر في الأول من فبراير برز اسم الأمير مُقرن بن عبد العزيز الأخ غير الشقيق للملك الراحل عبدالله وكاتم أسراره وأقرب المقربين له بعد تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، هذا المنصب الذي يهيئ صاحبه لكى يصبح "ولي العهد المُنتظر"، بيد أنه في مارس 2014 اختار الملك عبدالله الأمير سلمان - والذى يسبق الأمير مقرن في ترتيب تولى الحكم - وليا للعهد، كان يعلم جيدا ان مقرن سيتولى هو ولاية العهد بعد وفاته ليصبح بينه وبين كرسى العرش خطوة واحدة سرعان ما سيقفزها ليصبح هو الملك في يوم ليس ببعيد. فالأمير مُقرن هو أصغر من تبقي من أبناء الملك الراحل عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، والبالغ عددهم 35 ابنا. وكان في عهد الملك عبد الله هو الشخص الثالث الأكثر نفوذاً في المملكة، بعد الملك عبد الله وولي العهد الأمير سلمان، أما سبب قوته فهو أن هذاين الرجلين يعانيان من المرض، فالملك الراحل عبد الله كان نادراً ما يُرى واقفاً أما سلمان (البالغ من العمر 79 عاماً) فهو مصاب بالباركنسون وإذا قارناه بمُقرن (البالغ من العمر 70 عاماً) فإن هذا الأخير يبدو بصحة جيدة. ولد مقرن في الرياض وحصل على شهادته الجامعية من الأكاديمية العسكرية البريطانية في كرانويل، خدم في السلاح الجوى السعودى منذ عام 1980 قبل أن يصبح حاكم "حائل" شمال المملكة ثم حاكم المدينةالمنورة في الغرب. في أكتوبر 2005 تولى مسئولية جهاز المخابرات السعودى وقد نجح من خلال هذه المهمة في صقل تجربته السياسية من خلال الانخراط في العلاقات الخارجية، لاسيما أفغانستان وباكستان وسوريا واليمن، وقد استطاع خلال هذه الفترة إنشاء شبكة علاقات دولية قوية، وبعد مايقرب من سبع سنوات وتحديدا في يوليو 2012 أصبح مستشارا ومبعوثا شخصيا للملك عبدالله، وفى فبراير 2013 تم تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ممهدين له الطريق لتعيينه ولى العهد المستقبلى. وقد تم تأكيد هذه المكانة في مارس 2014 عندما اختاره الملك عبدالله ليصبح نائب ولى العهد أو بمعنى أدق "ولى عهد ولى العهد" أى أنه الذي يتولى حكم المملكة في حال غياب الملك عبدالله وولى عهده الأمير سلمان، كان نص المرسوم الملكى والموقع عليه من قبل 34 عضوا من هيئة البيعة أى أكثر من 75 % ينص بما لا رجعة فيه أن يكون الأمير مقرن هو ولى العهد والملك الجديد بعد سلمان بشكل تلقائى. فإن أحد المصادر السياسية السعودية أكدت أن سبعة أمراء من أعضاء هيئة البيعة أعلنوا تحفظهم على هذا المرسوم الملكى في إشارة إلى الانقسامات العديدة داخل الأسرة الحاكمة تحديدا على هذا التعيين، فبعكس الأمير سلمان فإن مقرن لا يمثل جزء من عشيرة "السديريين" وهم سلالة الملك عبد العزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديرى، أما مقرن فهو من أم يمنية تدعى بركة ولا أشقاء له وربما كان هذا هو السبب في قربه النفسى من الملك عبد الله الذي كان يفتقر هو الآخر للأشقاء، وبناء عليه فإنه من وجهة نظر بعض أعضاء الأسرة المالكة في السعودية لا يجوز تولى العرش من لم تكن أمه سعودية، وعليه فإذا تولى مقرن الحكم في يوم من الأيام، فإن ذلك سيشكل سابقة هى الأولى من نوعها في البلاد فالملك كان دائما من أم سعودية. يعرف جميع المقربين من مقرن عداوته الشديدة لإيران، هذه العداوة التى تفاقمت بفعل الطموحات الإقليمية للجمهورية الإسلامية ففى برقية دبلوماسية لولايات المتحدة عام 2009 وكشفت عنها وثائق ويكيليكس أقر الأمير أنه يشعر بالقلق إزاء "الهلال الشيعى الذي يكاد أن يصبح بدراً !" في إشارة إلى تنامى نفوذ إيران في الشرق الأوسط. يمثل مقرن الوجه المتواضع والحساس تجاه مخاوف مواطنيه فهو يمثل هامش الليبرالية في هذا البلد المتحفظ، وبفضل هذه السمعة أصبح هو الضامن لاستمرارية الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التى بدأها الملك عبدالله فهو يرأس مثل غيره عددا من المنظمات الاجتماعية، وقد تزوج مقرن مرتان وأنجب 15 ابنا منهم ستة ذكور كما أنه يعشق علم الفلك.