زينب هاشم حالة من الغضب تخيم على العلاقات المصرية - المغربية، خاصة بعد تصريح التليفزيون المغربى بعدم الاعتراف بالثورة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو ما أعلنته فضائيتا المغرب الأولى والثانية منذ أيام، وترتب عليه وقوع أزمة كبيرة بين الجانبين، وربما جاء ذلك عقب زيارة الرئيس السيسى لدولة الجزائر، وهو ما دفع الكثيرين للزعم بأن مصر ستنحاز للجانب الجزائرى على حساب المغربى فى قضية البوليساريو، وهى الصحراء محل الصراع بين المغرب والجزائر..«الأهرام العربى» فتحت باب النقاش بين عدد من المسؤلين والبرلمانيين المغاربة والمصريين الذين خصونا بتصريحاتهم عبر سطورنا المقبلة . وربما بدأت المشاحنات الداخلية بين المصريين والمغاربة عندما خرجت المذيعة أمانى الخياط على شاشة إحدى الفضائيات لتسىء للمغاربة، مؤكدة أن التجارة الرائجة فى المغرب الدعارة ومن بعدها لقاء يوسف شعبان مع الإعلامية رولا خرسا، ليؤكد أن أصول العاهل المغربى محمد السادس يهودية، وهو ما جعل هناك ضغينة فى قلوب الشعب المغربى والشعور باستهداف الإعلام المصرى لهم. كانت البداية مع المغربى عادل بن حمزة الناطق الرسمى باسم حزب الاستقلال أكبر أحزاب المعارضة فى المغرب وعضو البرلمان المغربى والذى تحدث ل «الأهرام العربى» قائلا: أعتقد أن العلاقات الثنائية بين بلدين كمصر والمغرب يجب ألا تتأثر بتقارير إعلامية سواء صادرة من الرباط أم القاهرة، خصوصا أن المغرب لم يتأثر فى مناسبات كثيرة بتصريحات صحفيين وفنانين مصريين كانت جد مسيئة للمغرب، لأن لكلتا الجهتين أطرافا خارجية لا تريد علاقات طبيعية بين البلدين الشقيقتين، وبالطبع تقع مسئولية عدم تسهيل المأمورية لتلك الجهات التى تهدف الوقيعة على الطرفين أيضا، كما أنه على الجميع أن يعرف أن كثيرا من القضايا السيادية للمغرب ولمصر لا يمكن أن تكون موضوع مزايدات أبدا. وعن دور الإعلام الذى كان شريكا أساسيا فى النزاع، يضيف بن حمزة: الإعلام حر فى التعاطى مع قضايا البلدين شريطة احترام المهنية والابتعاد عن التجريح والتحريض وكل انفلات سواء فى الرباط أم القاهرة تجب معالجته كحالة معزولة وليس موقفا رسميا مع العلم بأن الخلط قد يكون حادثا بين الأمور لا شك فيه، لكن هناك فى كل بلد الوسائل والآليات التى تحفظ استقلالية وسائل الإعلام وفى نفس الوقت تكون قادرة على الحفاظ على مصالح البلد. وعن الشكوك التى وجهها البعض وأكدها ما جاء عن لسانه أيضا لكون أن هناك طرفا آخر يضرب الطرفين ببعضهما قال: شخصيا لا أستبعد العامل الخارجى والذى لا ينظر باطمئنان لتوحد واستقرار العلاقات المغربية - المصرية، لذلك أعتقد أننا مستقبليا الوضع سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات، لكن أتمنى أن تتغلب الحكمة والوفاء للعلاقات التاريخية بين البلدين، وأعتقد أن مسئولية الصحافة الجادة هى تطويق الوضع الحالي، وفسح المجال للأصوات الأكثر توازنا واعتدالا. ويتفق مع نفس الراى المغربى د. إدريس لكرينى مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات والذى استبعد وجود أى توتر بين البلدين مهما كانت الأسباب حتى هذه الساعة، كما أنه لا يصح أن نتحدث عن توتر فى العلاقات سواء ارتباك أو قطع هذه العلاقات أو حتى توصلها إلى منطقة خطر. ويستكمل الحديث قائلا: من المفترض أن تكون هناك مواقف رسمية عبر قنوات رسمية صادرة من رؤساء الدول أو وزارة الخارجية أو السفارات المعنية بهذه الدول طالما أن الأمر يتعلق بتصريحات صحفية واردة من هنا أو هناك، لذلك لا يمكننا الحديث عن توتر فى هذه العلاقة وما وقع فى الإعلام المغربى هذه الأيام ينبغى ألا نفصله عن سياقه، خصوصا أنه فى الأشهر الأخيرة كانت هناك مجموعة من المواقف التى مست بالشعب المغربى والنظام السياسى المغربى، وعندما نتحدث عن هذه المواقف التى كانت مستمرة برغم بروز الاعتذارات من جهة أو أخرى، لكنها لم تتوقف، وبالتالى يمكن القول بأن ما صدر على الوجه الآخر وهو غير المنتظر من الإعلام المغربى فى الآونة الأخيرة أن يأتى فى هذا السياق والمقصود منها إعطاء الإشارة إلى الإعلام المصرى وصانعه بأن المغرب يرفض المخرجات المسيئة له، خصوصا أن المغرب كان له موقفا إزاء التحول الذى عرفته مصر فى الآونة الأخيرة، كما أن العاهل المغربى بعث برسالة إلى الرئيس السيسى يهنئه بالفوز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا ننس زيارة وزير الخارجية لمصر للإقرار بالواقع الذى حدث إبان إسقاط الرئيس مرسى، إذن نحن أمام مواقف لم تتغير من الناحية القانونية والدبلوماسية، كل ما فى الأمر أنها الرسالة موجهة إلى الإعلام المصرى لوقف الإهانات التى تكررت فى الآونة الأخيرة. وفيما يتعلق بتأثير هذا الموقف وعلاقته بالتقارب المصرى - الجزائرى، وهو ما تردد أنه كان سببا لغضب المغاربة من الرئيس السيسى عقب زيارته للجزائر يضيف لكرينى: لا أعتقد أن المغرب قد يزعجه التقارب المصرى - الجزائرى، طالما أن المغرب لحدود الساعة مازال يمد يده إلى الجزائر ومازال هناك كثير من التحديات المرتبطة ببناء الاتحاد المغاربى، وبتجاوز الشرخ القائم الإقليمى العربى، وكذلك المتعلق بالمواجهات والتحديات المشتركة فى المنطقة، خصوصا أن الطرفين يتشاوران فى عدد من القضايا المهمة مثل الارتباك الأمنى فى ليبيا وما يجرى إثر تمدد تنظيم القاعدة والتحديات التى تخص القضية الفلسطينية ومجموعة من القضايا التى تهم المغرب والجزائر ومصر، لذلك لا يزعج المغرب التقارب المصرى الجزائرى، لكنه فى نفس الوقت المغرب انزعاجه ربما من بعض السلوكيات التى تتحدث عن وجود نوع من التعاطف أو التراجع عن الموقف الرسمى المصرى فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية . ويؤكد لكرينى قائلا: لا ننسى أبدا أن قضية الصحراء معروضة أمام الأممالمتحدة والطرفان المشتركان فيها، وهما المغرب والجزائر يجريان مفاوضات ثنائية تشرف عليها الأممالمتحدة، أما الموقف المصرى من هذه القضية، فقد ظل منذ اندلاع الأزمة موقف بناء ومحايد وهناك تخوف من صانع القرار ومن فاعليات السياسيات المدنية المغربية أن تتحول مصر إلى طرف، أو ربما السعى فى إبداء مواقف معاكسة للمصالح المغربية فى قضية الصحراء، خصوصا أن الكل يعرف وزن مصر ودورها فى داخل جامعة الدول العربية، وهو عامل لابد أن نستحضره بقوة. وفى النهاية لابد من التأكيد أن المنطقة العربية فى المرحلة الراهنة تفترض الحظر وتجاوز الخلافات، فلا ننس بأن النظام الإقليمى العربى حاليا يعيش أتعس مراحله لأنه نظام مشروخ ومأزوم وفتح جبهات خارجية من قبل المغرب أو من قبل مصر لن يكون إلا ضد مصالح البلدين وضد المصالح الإقليمية فى المنطقة، ونحن أمام تحديات مشتركة فى بناء النظام الإقليمى العربى الذى أصبحت تتحكم وتلعب فيه قوى خارجية ضد مصالح البلدين وضد المصالح الإقليمية فى المنطقة، كذلك نحن أمام تحديات مشتركة والتى أصبحت تلعب فيه قوى دولية أخرى مثل الدور الإيرانى والتركى، وبالتالى الحاجة ملحة عن البحث المشترك وتنسيق المواقف، وكذلك عن الإشكاليات التى تتم فى سوريا وليبيا وإشكاليات القضية الفلسطينية، وما يحدث فى اليمن فالأمر يتطلب قدرا من التنسيق وتجاوز الإشكالات، وأعتقد أن صانعى القرارات فى البلدين واعون كل الوعى بهذا الأمر، وبرغم الارتباكات مازالوا يضعون مسافة بينهم وبين هذه الخرجات الإعلامية، وهو ما يشكل حصنا منيعا فى العلاقات الدولية، كما أن كلا الطرفين مصر والمغرب لن يكررا ما حدث عام 2009 بعد المقابلة المشئومة بين الجزائر ومصر، لذلك لن يؤثر ما جرى على العلاقات بين البلدين، وبالتالى يجب على الفاعليات للمجتمع المدنى والأحزاب السياسية والمثقفين تحمل مسئولية كبيرة فى التركيز على ما يجمع البلدين ويحافظ على التوحد فى العلاقات، ومن ثم العلاقات المشتركة والتآخى والحب أيضا. ويختلف المغربى حنان رحاب عضو المكتب السياسى للاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية مع الرأى قائلا: الأمر بالنسبة لى غير مفهوم وغير واضح ولم يكن منتظرا، لكن التقارب بين نظام عبد الفتاح السيسى ونظام بوتفليقة قد يكون سببا فى هذا التحول الذى يبدو أنه طارئ وقد يمتد أيضا لفترة. ثم أن تكرار حالات المس بالمغرب ومواطنيه من قبل الإعلام المصرى وأيضا من قبل بعض الفنانين كان جزءا من هذا التوتر الذى لا يخدم البلدين على الإطلاق، لكن ما هو مؤكد أن هناك موقفا خاصا بمصر ونظام السيسى من قضية الصحراء، ومنذ شهر ونصف الشهر قامت الحكومة الجزائرية بإبرام اتفاقيات فى القاهرة ومن ضمن هذا تقديم العطاء لمصر وهو الدفعة الأولى للاقتصاد المصرى المنهار، ومن ثم المغرب قد استبق بالاعتراف والإعلان بأن الانقلاب المتمثل فى الجيش والسيسى أعطوا أوامر للإعلام المصرى كله على عدم الرد نهائيا فى الموضوع . ويؤكد عبد الفتاح البلعمشى، مدير المركز المغربى للدبلوماسية الموازية والذى اعتبر أن الخروج الإعلامى للقناتين الأولى والثانية للتليفزيون المغربى ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى ومصر لم يكن عاديا ولا طبيعيا وإلا لما فاجأ الرأى العام المغربى بهذا الشكل ويضيف: هناك احتمالات لوجود طرف ثالث آخر وهو الذى أرجعه البعض لحكم حزب العدالة والتنمية الحاكم للمغرب وتدخلاته لإحداث الوقيعة بين البلدين . لذلك أستبعد أن يكون «التوجه الإسلامى» لرئاسة الحكومة التى يقودها حزب العدالة والتنمية، وراء توجيه التقريرين الإخباريين لأننى لا أعتقد أن لحزب العدالة والتنمية المغربى الجرأة على اتخاذ مثل هذه المواقف، وهو بالفعل لديه مواقف خاصة يعبر عنها على المستوى الحزبى، لكن على مستوى التدبير الحكومى وتسيير شئون البلاد، فلا يفوت فرصة للتعبير عن أنه جزء من استمرارية السياسة الخارجية العامة للبلاد. ويستطرد البلعشمى فى الحديث، قائلا: لذلك أعتقد أن التقرير التلفازى الذى بث فى القناة الأولى والثانية كان مفاجئا، وكاد أن يخلق أزمة لو أن الطرف المصرى قام برد فعل واعتبر ما تم أنه موقف رسمى للسياسة الخارجية المغربية، لكن الرأى العام استغرب الطريقة التى لم يألفها فى الخط التحريرى للقنوات العمومية بالمغرب، حيث إن هذه القنوات معروف عنها أنها انعكاس للموقف الرسمى من القضايا بشكل عام، وفى غياب زى مؤشر معقول لتوتر العلاقات بين المغرب ومصر، وقد شكلت لهجة تلك القرار مفاجأة للنخب والرأى العامة بصفة عامة، وأطلق العنان لعدد كبير من التحليلات والتى تبقى فى نظرى غير ذات مصداقية فى غياب توضيح رسمى من طبيعة العلاقات المصرية - المغربية من قبل المسئولين المغاربة، فلا اعتقد مثلا أن السبب فى تحول الخط هو زيارة الملك لتركيا ولقاء أردوغان ولا زيارة السيسى للجزائر، لكنى أعتقد أن هناك جهات مجهولة تريد أن توقع بين المغرب الشقيقة لمصر، والأمر يحتاج إلى فتح التحقيق حول كيفية اختراق قنوات عمومية من طرف أشخاص يريدون إحداث وقيعة للبلدين وهو يضر ويجب ألا يتكرر الاختراق إذا صح الأمر . ويستبعد البلعشمى دور الإعلام، قائلا: أعتقد أن ما يضبط العلاقات بين الدول هو أكبر من علاقات إعلامية، لأن هناك مصالح سياسية مشتركة بين البلدين، ولا أعتقد أنه تقارير إعلامية خالصة، فلابد أن نتدبر بشكل آخر العلاقات والجهات المتربصة بها بين المغرب ومصر وهو ما يفسر التعاطى المصرى، فلم تكن هناك محاولات لتطويق الحادثة بشكل يضمن استمرار العلاقات بين الدولتين . أما الإعلامى المغربى محمد مشهور، رئيس تحرير يومية "الحركة" فيتحدث قائلا: شخصيا، ومن منطلق اقتناعى التام بمدى قوة ومتانة العلاقات بين الشعبين المغربى والمصرى الشقيقين، لا أولى اهتماما كبيرا لبعض الخرجات الإعلامية غير المحسوبة، والتى تنم أساسا عن جهل بثقافة وحضارة وتاريخ كل من المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، وأعتبر هذه الخرجات بمثابة فقاعات صابون تتبخر فى الهواء فى أقل من ثانية، لأن العلاقة بين المغرب ومصر هى علاقة بين دولتين عريقتين لهما مؤسساتهما الدائمة التى تراعى المصالح المشتركة، ولا تخضع للظرفية. فالثابت فى هذه العلاقات هو الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى وفى اختيارات الشعوب، لكن للأسف الشديد، هنالك جهات معينة تحاول تنفيذ أجندات هادفة إلى تقويض استقرار البلدان العربية وتشجيع التطرف والإرهاب، بعد أن تعرت حقيقة وهم ما سمى ب "الربيع العربى". لكن الشعبين المصرى والمغربى وقيادتيهما لهم من الحكمة والتبصر ما يجنب البلدين الشقيقين السقوط فى فخ الاستفزاز والاستفزاز المضاد إعلاميا، لأن معركتنا الحقيقية المشتركة هى تحقيق التقدم وضمان الاستقرار وترسيخ قيم التسامح والانفتاح ونبذ التطرف بكل أشكاله واستئصال الإرهاب. ويضيف مشهور: وأخلص إلى القول بأن كل محاولات الإساءة إلى العلاقة الطيبة بين المغرب ومصر سيكون مآلها الفشل، لأن الدم الزكى المشترك للجيشين المغربى والمصرى فى حرب أكتوبر المجيدة لا يمكنه أن يصير كما تقولون فى مصر إلى "ميه". ويتفق معه المغربى تاج الدين الحسينى، أستاذ العلاقات الدولية المغربية، بأن هذه المشكلة لن تؤثر فى علاقات المغرب بمصر ولن تؤثر على أحقية المغرب بالصحراء، لكن تطورات العلاقة بين الجزائر ومصر إنما تعبر عن تحالفات غير منضبطة بخصوص وحدة المغرب، فالتخوفات المطروحة للمغرب تلاحظ النزعات العدوانية، خاصة فى وسائل الإعلام فلا يزال هناك احترام متبادل وحقيقى فى التوجة الإعلامى المغربى ولن أسمع أية توجهات أو اتهامات خاصة للجانبين، خصوصا وأن الجميع يعلم أنه عقب الانقلاب جاءت انتخابات ديمقراطية وتوصل الرئيس السيسى للحكم بعد فوزه فى هذه الانتخابات، وذلك على عكس الاعتقادات التى ترددت بصفوف الإخوان المسلمين وما نتمناه هو أن تتمكن وسائل الإعلام بين كلا البلدين من تجنب الهفوات السخيفة. ومن الجانب المصرى، يحلل د. محمد الخولى، خبير العلاقات الدولية ما حدث على أنه سحابة صيف وقعت بين دولتين شقيقتين تحترم كل منهما الأخرى، ويستكمل حديثه قائلا: نحن لا ننسى مدى تقدير شعب المغرب للفكر والثقافة المصرية، وهو ما ترجمته الشعوب فى استقبال المثقفين والفنانين نظرائنا من المفكرين داخل دولة المغرب، وعندما يأتون إلينا يكونون حاملين فى أعناقهم جميل مصر ودورها فى شهرتهم، ومن ثم لابد أن نتجاوز السحابة وألا نسمح لعناصر مغرضة الاصطياد فى المياه العكرة، لأن الجزائر عندما استقبلت السيسى قدمت دعما اقتصاديا لمصر، لذلك يجب علينا كسياسيين الارتفاع عن الأخطاء السياسية لتوطيد العلاقات بين البلدين، وذلك بعيدا عن المؤامرات الوضيعة وسوء الفهم لموقف مصر بالنسبة للصحراء المغربية، فبعض الأطراف تستغل الحكم وتستغل أيضا تصريحات المسئولين الرسميين فى مصر حتى يحدثوا الوقيعة بين البلدين، كما أنه فيما عدا ذلك يجب ألا يتم الاحتكام للسلوكيات التى يمارسها التنظيم الدولى للإخوان والإرهاب. بينما يرى اللواء محمود عطية، الخبير فى السياسة الدولية، وعضو المجالس القومية المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسى الذى يحكم دولة بحجم مصر عاصمة التاج يجب ألا ينتظر إملاءات من أى دولة أخرى،خصوصا أن الشعب المصرى فوضه ليدير شأن بلاده، ومن هنا كانت له حرية التنقل فى جميع بلدان الأرض، كما يرى من أهمية لزيارته لأى دولة مجاورة أو صديقة. ويستكمل الحديث قائلا: يجب ألا تكون الآفاق ضيقة أو أن يغضب البعض من علاقات دول بعضها لبعض، لأن الرئيس السيسى كما سمعناه قال فى احتفالات أكتوبر يجب أن نكون شعبا نظيف القامة والفعل واللسان إعلاميا، ونحن ملتزمون بذلك فى سبيل أن نلتقى مع من يهاجموننا لأنهم يهاجمون مصر وأرجو من جميع القيادات أن يلتزموا بذلك، لأن مصر لها كل الحق فى تقييم علاقات فى أنحاء المعمورة لكى تصبح مصر الجديدة، كما وتظل مصر ناصية الدنيا وعاصمة التاريخ وهى محور العالم ولو كره المغرضون. أما د. سعد الزنط مدير مركز الدراسات الإستراتيجية وأخلاقيات الاتصال فيقول: التركيز كان على أن العلاقة المصرية - الجزائرية المتنامية هى أحد مسببات الأزمة، لكنها ليست السبب الحقيقى لأن الحكومة المغربية إسلامية وبها بعض القنوات التى تدار ضد الصوت المصرى وتبث من تركيا، ومن هنا بدأت تثير الشعب المغربى على الرئيس المصرى، ومنذ أشهر بعدما اقترفت المذيعة أمانى الخياط الخطأ بدأت القنوات التى تبث من تركيا تثير الشعب والحكومة والملك نفسه على المصريين، وهناك جزء آخر خاص بالقنوات المصرية التى تتبع الإخوان لتلعب نفس الدور المضاد، خصوصا أن المغرب من الدول العربية المهمة، والتى تعتبر أوروبية ولها تأثير كبير على الدول الأوروبية، لما تحوى بالناطقين بالفرنسية ولها تأثير كبير على الاتحاد الأوروبى بتأثيرها الثقافى الممتد، وهو الموقف المتلاحق من الطرفين، ففى الأزمة الأولى الواقعة بين مصر والمغرب اعتذر السفير المصرى واكتفوا بذلك، وهذا يعنى أن الخط فى العلاقة بين المغرب ومصر هادئ من قبل الحكومة المصرية التى لا تريد أن تفتح جراح جديدة، خصوصا أن الملف المغربى عند المصريين أصبح من الملفات المسكوت عنها، هذا بالإضافة إلى وجود ملك السعودية فى المستشفى، وهو له تأثير واحترام كبيران ولو كان فى كامل صحته لفضل الطرفان الصمت احتراما لملك السعودية . وعن مستقبل العلاقة بين البلدين يقول: مصر ملزمة أكبر من المغرب لبذل مجهود كبير لاستعادة العلاقات الطيبة مع المغرب من خلال وزارة الخارجية، وذلك لأن المغرب هى الدولة الوحيدة التى يعشق شعبها مصر، وليس معنى التقرب من الجزائر أن نخسر المغرب، ولا ننسى أيضا قضية «البوليساريو» والتى تم العمل عليها أثناء حكم مبارك. أما الجزء الثانى من المشكلة، هو ما أقدمت عليه تركيا التى باتت تغازل مصر، خصوصا فى الفترة الأخيرة لفتح باب جديد به مكر سياسى، وهو ما أقدمت عليه قطر أيضا، وبنفس الفكر واجهت المغرب إيران لأن السفارة الإيرانية هى أحد القصور التى بناها الملك الحسن ملك المغرب الأسبق خلال الشهر الماضى لتعود العلاقة مرة أخرى مع إيران، ومن هنا أصبح هناك تحالف إيرانى - تركى - مغربى على غرار الإيرانى - التركى - القطرى، لذلك لابد لوزارة الخارجية أن تعمل على الدوائر الواضحة لهذه العلاقات لتخترقها لتخفيف الضغط عن مصر لتجهض أية تكتلات ضد المصلحة، هذا أيضا بخلاف أن هناك جهة أخرى تمارس دورها وهى الجهة الأمريكية التى قامت بتغيير السفير الأمريكى فى مصر وهو دبلوماسى أمنى، وهو وزير الدفاع الذى كان مسئولا عن جميع العمليات العسكرية فى العالم فى البنتاجون وإستراتيجيته مختلفة عن الآخر الذى أقيل من قبله، وهو ما أكد أوباما فى حواره مع الويست بوينت، عندما قال لدينا إستراتيجية جديدة، أما المصريون فنحن مصرون على إيصال المصريين للديمقراطية، ولذلك لابد من إفساد العمليات التى تطبخ ضد مصر فى العالم كله.