حوار: أحمد أمين عرفات برغم أنها فى بداية مشوارها مع الفن، اختارت الطريق الصعب، وهو عالم الأفلام الوثائقية، الذى يعانى من قلة الاهتمام به فى السوق المصرى، استطاعت أن تثبت تميزها مع أول فيلم لها، ومع احتكاكها بهذه الصناعة فى أمريكا عرفت الكثير عنها ونالت جانبا من الخبرة ستحمله أفلامها المقبلة، إنها المخرجة الشابة سلمى سرحان ومعها كان هذا الحوار. لماذا اخترت الأفلام الوثائقية لتكون عالمك؟ لم يكن يخطر فى بالى يوما أن أعمل فى هذا المجال، وأدين للمصادفة بذلك، لأنها كانت سبب اتجاهى للأفلام الوثائقية، ففى المرحلة الثانوية، ذهبت إلى أحد معارض الأدوات الطبية، وأثناء تجوالى فيه شدنى فيلما عن هذا التخصص، فتركت كل شىء وتفرغت له، عندها أدركت قيمة هذا النوع من الأفلام برغم أن ما شاهدته، لم يكن بالحرفية التى عرفتها فيما بعد، وهو ما جعلنى أقوم بتحويل نفسى من القسم الأدبى إلى العلمى، لألتحق بعدها بكلية الإعلام، وواصلت المصادفة معى دورها عندما سافرت إلى أمريكا للسياحة، فأوقعتنى مع فريق أمريكى يقوم بتصوير فيلم عن مصر، فطلبوا معاونتى بما أننى مصرية، وبالفعل شاركت فى تنفيذه خدمة منى لبلدى، خصوصا أنه كان يتحدث عن السياحة، وعندها أدركت أن القدر هو الذى يقودنى لهذا العالم الذى عشقته بشكل كبير. ماذا عن أول فيلم لك وهو «ع الصفر»؟ هذا الفيلم تعاونت فيه مع ثلاث فتيات أخريات، عملنا معا كفريق واحد، وكان يتحدث عن حقوق الإنسان للطوائف المهمشة والفقيرة فى مصر، وصورناه فى أماكن عديدة منها الدويقة والسجون، وكانت مفاجأة لنا عندما حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقى فى الحفل الذى أقيم بجامعة مصر الدولية أخيرا، وهو ما أصابنى بسعادة بالغة، وإن كان همى الأكبر أن تكون أفلامى طريقا للبسطاء لكى يعرفوا من خلالها حقوقهم، ففى هذا الفيلم تناولت قضايا حقهم فى المسكن والمشرب والصرف الصحى والتعبير عن الرأى والتعذيب فى السجون. ولكن قد يرى البعض أن الأفلام التى تركز على العشوائيات والمناطق المعدومة والتعذيب تساعد على تشويه صورة مصر؟ أنا عاشقة لبلدى مصر وأريدها فى أجمل صورة، وهدفى استخدام الأفلام الوثائقية فى عرض واقع اجتماعى لإصلاحه وتوعية الناس بحقوقها. ما حكاية عملك كمصورة أو «كاميرا مان» كما يطلقون عليها باعتبارها مهنة مرتبطة أكثر بالرجل؟ عقب تخرجى فى الجامعة، عملت بقناة سكاى نيوز كمصورة ومخرجة، وقد قمت بعمل تغطيات فترة سقوط الإخوان وفض اعتصام رابعة والمظاهرات التى تلك ذلك، وبرغم نظرات الاستهجان التى كنت أجدها فى عيون الناس، كفتاة تحمل كاميرا وترصد الأحداث بها وسط النيران والمخاطر، كنت سعيدة ولم أبال بكل المصاعب التى كانت تحيط بى. وماذا عن تجربتك فى أمريكا؟ بعد مشاركتى فى تنفيذ الفيلم الوثائقى الأمريكى الذى كان يتحدث عن السياحة فى مصر، انتقلت للعمل فى شركة إنتاج أفلام وثائقية أكبر، فأسهمت معها فى إخراج أفلام عن مهرجانات ثقافية فى لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وإخراج فيديو كليب أغانى لمطربين أمريكيين معروفين والمساعدة فى إخراج برامج الواقع فى قنوات أمريكية، ووضع مقدمة عدة أفلام عالمية تم عرضها فى مصر. هل هناك مشروعات تقومين بها حاليا؟ حاليا أعمل فيلما وثائقيا جديدا، يدور حول المقارنة بين حياة شابين أحدهما مصرى والآخر أمريكى، وكيف يعيش كل منهما يومياته، وكيف يتعاملان مع أحلامهما فى ظل الواقع الذى يحيط بهما، وأسعى للحصول على جائزة تشجيعية أخرى من خلال هذا الفيلم. أخيرا ما أحلامك؟ أحلم بالنهوض بصناعة الأفلام الوثائقية فى مصر حتى تصبح مثل الأفلام الروائية، فهى ليس لها سوق حقيقى، وكذلك نقل التجربة الأمريكية وغيرها من الدول المتقدمة فى صناعة هذا النوع من الفن، كما أحلم بإنشاء قناة تليفزيونية لعرض تلك الأفلام أسوة بالأفلام الروائية الطويلة.