ريم عزمي أفرد مهرجان نامور السينمائي الدولي للأفلام الفرانكوفونية واختصاره « فيف FIFF » في دورته رقم 29 مساحة كبيرة للمرأة ، وقد قدم 156 فيلماً فى الفترة من الثالث حتى العاشر من أكتوبر الجاري، ويعتبر أحد أهم المهرجانات الناطقة بالفرنسية. وهناك اهتمام بتعدد الثقافات ومنافسة للأفلام العربية، ولا سيما من لبنان ودول المغرب العربي، واستكمالا لاختياراته المدققة المرتبطة بالإنسانية العالية ومشكلة الهجرة وجدنا أن معاناة وطموحات النساء من دول كثيرة تلقى اهتماما من السينمائيين. فمنذ البداية عُرض في الافتتاح فيلم «مخطوبة في طوكيو» هو العمل الروائي الطويل الثالث للمخرج البلجيكي متعدد المواهب ستيفان ليبرسكي ومأخوذ عن رواية بعنوان «لا من حواء ولا من آدم Ni d'Eve ni d'Adam» للكاتبة البلجيكية آميلي نوتومب التي نشرتها في عام 2007، وحققت أعلى المبيعات وترجمت لأربعين لغة، وهي مستوحاة من تجربتها الشخصية لأنها كانت مخطوبة لشاب ياباني.وعرض في حفل الختام الفيلم البلجيكي الفرنسي «أرض ترابية Terre Battue»، عن رجل يفقد عمله وربما تحسن الأمر أثناء بحثه عن عمل جديد، لولا أن تركته زوجته وحيدا، والمفاجأة أن أكبر مشكلة ستكون مع ابنه لاعب التنس! ووجدنا الفيلم الفرنسي «العالم الجميل Le Beau Monde» عن شابة فقيرة موهوبة في التطريز تقع في حب شاب من أسرة برجوازية، لكنها لا تستطيع الاندماج مع حياة الرفاهية! وفاز الفيلم التونسي «شلاط تونس Le Challat de Tunis» بجائزة أحسن عمل أول، للمخرجة كوثر بن هنية، وأختير في مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي في قسم السينما المستقلة، وتدور الفكرة حول العنف ضد المرأة وهو يجمع بين الوثائقي والروائي وقصته حقيقية ومأخوذة عن رجل مجهول كان يقود دراجة بخارية ويضرب أرداف الفتيات في الشوارع بآلة حادة عقابا لهن فيما يبدو على زيهن، برغم قول إحداهن أنها ترتدي الجلباب الفضفاض، وجرت الأحداث في عام 2003 ثم قررت المخرجة البحث في القضية بعد عشر سنوات، وعلق على الفيلم محمد هاني أحد مؤسسي جمعية الديمقراطيين التونسيين في دولة البنلوكس - وهو اتحاد بين بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج - وقال إن هذه مشكلة اجتماعية، وأن جلال الدريدي الذي ظهر في الفيلم واعترف بارتكابه هذا العمل، ليس الفاعل الحقيقي وأنه كان يشعر بالتهميش فأراد فقط أن يحقق شهرة! وأن المجرم الحقيقي مازال مجهولا حتى يومنا، وأن البعض اتهم النظام السابق بتدبير هذه الحوادث! وفيلم بعنوان «أمل Hope » إنتاج فرنسي عن رحلة الأفارقة الشاقة لعبور الصحراء الكبرى والوصول إلى الجزائر ثم المغرب من أجل الهرب بقوارب صغيرة، مما يعرضهم لإطلاق النار! والفيلم يذكرنا بنموذج مبسط من الفيلم الأسطوري «تيتانيك» إنتاج 1997، فالرجل يسعى لإنقاذ المرأة بكل ما يستطيع حتى لو فقد حياته، فهي تضحية تستحق حتى تستمر الحياة وتصل المرأة إلى بر الأمان! وذهبت جائزة أحسن فيلم قصير إلى «الخاطئات Les Pecheresse» من إنتاج بلجيكي وهو من نوعية الصلصال، عن قصص ثلاث نساء في ثلاثة عصور مختلفة يعانين ظروفا صعبة ويتسبب غضب الرجل في نهاية مؤلمة لهن! وفاز بجائزة الاكتشاف الفيلم الفرنسي «بارك الله فرنسا Qu›Allah Benisse la France» وهو من ضمن الأفلام التي تقترب من الثقافة الإسلامية، ويعرض حياة مهاجرين أفارقة ويقع أحدهم في حب شابة عربية وهي الفرنسية الجزائرية صابرينا الوزاني ويقرر الزواج منها، فيصطدم بنوع آخر من التمييز أن العرب ذاتهم لا يفضلون الزواج من الأفارقة وليس الأوروبيين فقط! ثم يتطور الأمر في اتجاه إيجابي، حيث يظهر الجانب المتسامح في الإسلام ليحل أزمة الأعراق، وهي قصة مأخوذة عن السيرة الذاتية لمخرج الفيلم عبد الملك.ويتشابه معه الفيلم البلجيكي الفرنسي «المسيرة La Marche» المأخوذ عن أحداث واقعية جرت في عام 1983.