جابر القرموطى تظل الأهرام المؤسسة الصحفية الأكبر والأهم في عالمنا العربي والإقليمي وربما الدولي، إذ تحمل المؤسسة إرثا صحفيا وتنويريا منذ تأسيسها في 27 ديسمبر 1875، وصدور العدد الأول منها في 5 أغسطس 1876، الأهرام لم تعد ملكا لمن فيها ولا ملكا للدولة التي تنتمي إليها ولا الفقراء الذين يقصرون قراءة الصحف علي «الأهرام» فقط برغم أن مصر بها نحو 13 صحيفة يوميا، لكن تبقي «الأهرام» المعبرة عن مصر ورئيس مصر وحكومة مصر وأضيف إليها حاليا جزء من شعب مصرالذي يري في الأهرام ما لا يراه في الصحف الأخري، «الأهرام» تعرضت كما الحال للصحف الحكومية أو التي تتبع الدولة إلي تحولات مهمة منذ تأسيسها لكن التحول الأهم والأبرز كان في 25 يناير 2011 وما تلاها، التحول طال كل المؤسسات ونجح من نجح وأخفق من أخفق، الأهرام نالتها سهام كثيرة ومن اتجاهات عدة لكن السهم الأكبر والأخطر» عام 2011 « بالذات كان من بعض أبنائها، نعم أبنائها الذين لم يدركوا الخطر المقبل علي مؤسستهم وكان في إمكانهم احتواء هذا الخطر من البداية وعدم الانسياق إلي ما كان يسعي إليه البعض من أن «الأهرام» انفرط عقدها ولابد أن يتم بيعها، نعم صار حتي بعض الكبار في المؤسسة بأن أذكر هذا الأمر في الإعلام المرئي وأشدد عليه، ولما سألت عن السبب والهدف من وراء الترويج لبيع «الأهرام» أو علي الأقل محاولة بيعها، كان الرد، يا سيدي لازم المؤسسات الحكومية تتحول لخاصة، لأنها وهي حكومية باتت خاصة، وخيرها يذهب إلي مجموعة بعينها، وقتها تلقيت مكالمة من شخصية مصرية بارزة كانت بالخارج يشدد أيضا علي ضرورة تبني فكرة بيع الأهرام وأن هناك من يعرض أساليب عدة لمشاركة كل ما سماهم «الأهراميين» في «خير الأهرام»، ويبدو في خضم الأحداث التي شملت البلد وفي كل القطاعات أن الرؤية باتت ضبابية بامتياز ولم يعد المواطن المصري مهما كان موقعه من الرئيس للرجل الفقير مدركا لطبيعة ما يحاك ضد البلد ومؤسساتها، وربما الله سبحانه وتعالي زادني من فضله إلا انساق وراء هذه الفكرة الخبيثة وأقول في الإعلام المرئي أن هناك حديثا في الكواليس بشأن بيع الأهرام، وأدركت أن الهدف البلبلة فقط وإشاعة الفوضي وتأليب الأهراميين علي بعضهم ليس أكثر من ذلك، زملائي الشرف لنا أن ننتمي إلي «الأهرام» التي ستظل ملك الشعب حتي لو كان الشعب غير مدرك لذلك.