دينا توفيق فى سبيل النشر وصناعة الكتاب اقتحمت الحاصلة على الدكتوراة في الكيمياء الحيوية مجالاً صعباً للغاية، وتمكنت في غضون عشر سنوات فيه من بناء كيان، حصد نجاحاً أثبت فوزها بترتيب ال 65 من أقوى 200 امرأة عربية كما أعلنتها مجلة فوربس العربية، إن ذلك المجال بالفعل كان هو عشقها الذى ما كانت لتحيا بدونه. ولأنها أيضا صاحبة نظرية النجاح المتأني بدأب أصرت على مدى سنوات على نشر الكتب العلمية التى تعرف أن لها جمهورها ولم تخف من المجازفة الجريئة، تلك هى د. فاطمة البودى «سيدة النشر» القوية. متخصصة فى التحاليل الإكلينيكية لماذا تترك عملها الأصلى لتنشئ مشروع دار نشر لم تكن متأكدة من مدى نجاحه مستقبليا، لماذا؟ تحد أم حب أم أشياء أخرى لها علاقة بتركيبتك الشخصية؟ لها علاقه باهتمامي بالشأن الثقافي العام، وبعد حصولي علي الدكتوراة لم أجد أي تحد في عملي المهني بالتحاليل الطبية. متى تحديدا شعرت فاطمة البودى أنها يجب أن تكون منخرطة فى عالم الثقافة والنشر وأريد الفكرة الأولى والتاريخ الأول والكتاب الأول والنجاح الأول الذى حفزك على الاستمرار بإصرار؟ منذ زمن وأنا قارئة متفاعلة مع الحياة الثقافية، ولكن وتحديدا عام 2000 وبإلحاح وتشجيع من أصدقائي العلماء مثل د. مستجير ود. مصطفي فهمي لنشر كتب ثقافة علمية، وكان أن نشرت أول كتاب اسمه «مولد الزمان» ترجمه مصطفي فهمي .. «الجينوم البشري» ترجمه د. مستجير، أما النجاح الأول فكان الفوز بنشر رواية «موسم الهجرة الشمال» للطيب صالح وهو الحدث الذي لفت نظر الإعلام إلي دار العين للنشر، ثم توالت الكتب مع د. جلال أمين، د. حسين أمين والأعمال الكاملة ليحيي الطاهر عبد الله، ثم جاء كتاب «ممر التنمية والتعمير» للدكتور فاروق الباز للتأكيد ولترسيخ سمعه الدار ونشاطها الواسع، ثم الخروج إلي العالم العربي عبر المعارض المختلفة، ثم كان التفات معرض فرانكفورت لدار العين وتمت دعوتي لبرنامج الدعوات الناشرين المجتهدين. وبعد أن التفت الناس إلى دار العين، هل كانت المرأة جزءا من حساباتك؟ جدا جدا، ونشرت عدة كتب بالتعاون مع منظمات نسائية عديدة. امنحينى نماذج لكاتبات تعتزين بأنك الناشر الأول لهن؟ العديد أصدرت أعمالهن الأولى مثل الكاتبات سهير صبري، أمل رضوان، وعزة كامل. هل تقبلين أحيانا كتابا لأن الكاتبة امرأة من باب التشجيع؟ وبالتأكيد يكون الكتاب جيدا ولكن سببك الأول يكون أنها امراة؟ أشجع المرأة طبعاً . الناشرة المحترفة والمثقفة من الطراز الأول والمتخصصة فى فرع علمى دقيق بكل خبراتها وإطلاعها على خبايا الكتاب والنشر والإبداع.. ألم تفكر يوما فى الكتابة والخروج برواية أو كتاب باسمها؟ أكتب وأحتفظ لنفسي بما أكتبه لأنني أعلم تماماً مسؤلية الكتابة. ما رأيك بمصطلح best seller ؟ أدبيا وماديا كمتخصصة فى النشر؟ «البست سلر» لا يعني كتابا جيدا، وهذه ظاهرة غربية استهلكناها بامتياز، ويزعجني جدا التلاعب في مسألة عدد الطبعات وكذلك قوائم الأكثر مبيعا، لأنها بلا ضوابط. ما رأيك فى أداء اتحاد الناشرين؟ اتحاد الناشرين لابد من إعادة صياغته من جديد، هناك من يحرك الأمور من وراء ستار بحيث يجهض ويهضم أي تغيير مقترح، كما أنه تجب إعادة النظر في المنظومة ككل فبعد تولي الإخوان أصبحت الأمور سداحا مداحا. ما المجهودات التى بذلتها كناشرة للوصول إلى ذلك المركز الرفيع فى عالم الكتاب؟ من منطلق إحساسي بالمسئولية عن حقوق كتاب الدار سعيت للاشتراك لمعرض فرانكفورت الدولي، كما شاركت بمعرض لندن وجنيف ومعرض نيويورك الدولي للكتاب، كل هذه المعارض وسعت دائرة العمل ونقلتها إلي الدولية بالتعاون مع ناشرين مختلفين من أنحاء العالم، كما تمت دعوتي بأمستردام وبرلين للتعرف والتعاون مع دور النشر المختلفة هناك.