نصر زعلوك بمناسبة اليوم الوطنى للمملكة الذى يصادف أول الميزان (23 سبتمبر من كل عام) التقت مجلة «الأهرام العربى» السفير عادل حسن الألفى قنصل مصر العام فى جدة ليتحدث عن العلاقات المصرية - السعودية التى هى فى أفضل أحوالها حاليا وانعكاس ذلك على أحوال العاملين المصريين وأسرهم فى مناطق اختصاص القنصلية التى تمتد من تبوك شمالا إلى جيزان ونجران جنوبا مرورا بجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف من العاملين فى شتى المجالات والتخصصات . كما تحدث السفير عادل الألفى عما تقوم به القنصلية المصرية العامة من جهود كبيرة فى رعاية الجالية المصرية وأيضا فى العمل على حل أى مشكلات تصادفهم، ومساندة أى متهمين فى قضايا أو نزاعات أو محاكمات، بالإضافة إلى متابعة أحوال الموقوفين المصريين فى السجون، بالإضافة إلى الخدمات المقدمة للمعتمرين الحجاج المصريين وكذلك القيام بأداة وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية وآخرها انتخابات الرئاسة المصرية التى تمت بنجاح منقطع النظير بالتعاون مع السلطات السعودية. وفيما يلى نص الحوار الذى أجرى فى مكتبه بمقر القنصلية العامة بجدة.. فى البداية هل لنا معرفة تطور العلاقات المصرية - السعودية خاصة بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو ؟ السفير الألفى: فى البداية نهنئ حكومة وشعب المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولى العهد، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولى وولى العهد، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز بحلول ذكرى اليوم الوطنى السعودى لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود، حيث تنعم المملكة بفضل الله ثم بفضل هذه القيادة الرشيدة بالأمن والأمان والاستقرار والنهضة الكبرى فى شتى المجالات بأبنائها، وأيضا بكلمتها المسموعة فى المحافل الإسلامية والدولية لما تتمتع به من مصداقية وقوة.. وبالنسبة للعلاقات المصرية السعودية يقول السفير الألفى الحقيقة المؤكدة أن المملكة العربية السعودية ظلت بحق سند مصر فى المحن والشدائد منذ تأسيس دولتها الحديثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وحتى الآن على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذى ضرب أروع الأمثلة فى الأخوة الصادقة، وهو ما تجسد فى رسالته عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التى عبرت عن مدى ما يمكنه جلالته من حب لمصر وأهلها وحرصه على أرض الكنانة وصخرة الدفاع عن مصالح الأمة فلم تكن رسالة تهنئة عادية بل منهاج عمل ودعوة صادرة من القلب للوحدة ونبذ الشقاق وتحذير لأبناء الأمة جميعا أن يعتصموا بحبل الله المتين وألا يتفرقوا وتذكير للعرب جميعا بأن مساندة ودعم مصر هى مساندة ودعم للأمة جميعا. لقد واصلت المملكة مساندتها للشعب المصرى لتحقيق آماله نحو غد جديد كما قال خادم الحرمين إن مصر العروبة والإسلام قادرة بحول الله وقوته على العبور إلى بر الأمان وها هى مصر تؤكد من جديد أنها على الرغم من فداحة الصعاب ماضية فى طريقها المرسوم لتنفض عنها غبار الفوضى وتستعيد مكانها ومكانتها بين شقيقاتها ولتواصل دورها المهم. وأضاف قائلا: فعلى الرغم مما شهدته مصر خلال الفترة الماضية من تحديات بالغة الصعوبة فإن العلاقات الثنائية مع المملكة ظلت كعهدنا بها على جميع المستويات والأصعدة، بل شهدت تصاعدا فى مجمل حجم معاملاتها فى شتى النواحى، حيث بلغ عدد الزيارات الثنائية الرسمية خلال العام الماضى 14 زيارة، والتى تراوحت ما بين زيارات وفود دون الوزارية ووفود وزارية، وعلى مستوى رئيس الوزراء، هذا بالإضافة إلى زيارة رئيس الجمهورية للممكلة خلال ذات الفترة، كما شرفت مصر باستقبال خادم الحرمين الشريفين خلال مروره بالقاهرة فى طريق عودته للمملكة من إجازته الخاصة قضاها فى المغرب، وذلك لتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى بفوزه بالرئاسة . وماذا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟ لقد شهد حجم التبادل التجارى زيادة فى عام 2012، حيث تشير الإحصاءات التجارية إلى نمو حجم التجارة بين البلدين بلغ 1.75% زيادة على الذى كان فى العام السابق وبلغ حجم التجارة بين البلدين 5.3 مليار دولار خلال عام 2013 بنسبة 10.8% عن قيمتها فى العام السابق 2012، وزادت الورادات المصرية من السعودية بنسبة 14.8% لتصل إلى 3.2 مليار دولار من البترول والمشتقات البترولية، وكذلك حركة التبادل السياحى تغلبت على ما واجهته مصر من ظروف طارئة وزادت فى الصيف الحالى على الصيف الماضى بنسبة كبيرة ولم تتأثر السياحة الدينية فى موسمى العمرة والحج على الرغم من ضغوط وأعمال التوسعة المباركة فى الحرم المكى الشريف. ما عدد الحجاج المصريين هذا العام والدور الذى تقوم به القنصلية العامة لمتابعة أحوالهم وحل أى مشكلات تصادفهم؟ عدد الحجاج المصريين سيصل إلى نحو 62 أو 63 ألفا هذا العام بنسبة تخفيض 20% مثل العام الماضى بسبب استمرار أعمال التوسعة فى الحرم المكى الشريف، وتقوم القنصلية المصرية بعمل تسهيلات لإنهاء إجراءات جميع البعثات وتجهيز غرفة عمليات مخصصة للرد على الاستفسارات والشكاوى والحوادث ورصد حالات الوفاة وتعمل على مدار 24 ساعة بالتواصل مع السلطات السعودية ووزارة الخارجية المصرية وتلازم القنصلية المصرية البعثة الرسمية للحجاج وتعاونها فى أداء عملها. كما تقوم القنصلية بإعداد تقرير شامل بجميع السلبيات التى وقعت فى الحج عقب انتهاء الموسم وإرسالها إلى الجهات المختصة بمصر سنويا للعمل على تلافيها مستقبلا، ومن بين هذه المشكلات أماكن الإقامة والانتقالات والرعاية الصحية، وهذا التقرير مهم حتى تتم جميع السلبيات والعمل على حلها من خلال لجنة الحج العليا. وحول المصريين المحتجزين أو الموقوفين فى السجون ودور القنصلية فى رعايتهم ومتابعتهم ؟ القنصلية لها مندوبون يقومون بمتابعة هؤلاء المسجونين فى شتى القضايا وزيارتهم وحصر أعدادهم فى سجون المملكة فى دائرة اختصاص القنصلية وإنهاء مصالحهم والعمل على سرعة الإفراج عن من انتهت مدة حكمهم وتقديم المساعدات القانونية والقضائية لهم، وحضور جلسات المحاكمة تمثيلا من القنصلية، وإعداد أى مستندات أو أدلة تسهم فى تبرئة المتهم أو تخفيف الحكم عليه . وعن دور المكتب العمالى فى القنصلية قال السفير عادل الألفى: المكتب العمالى يقوم بدوره بالبحث الدائم عن فرص عمل مناسبة للمصريين هنا والمساهمة فى حل مشاكل العمالة لدى كفلائهم، ومساندة المواطن فى نزاعاته مع أطراف أخرى سواء أطراف حكوميه أم خاصة وعملت القنصلية عدة منتديات للتوظيف تجمع بين العمال وبين أصحاب العمل الذين يريدون عمالا فى تخصصات مختلفة . وحول دور القنصلية فى الإعداد وتجهيز لجنة الانتخابات لاستقبال المصريين فى الخارج للإدلاء بأصواتهم للموجودين فى المنطقة الغربية السعودية، قال القنصل العام: إن القنصلية قامت بالفعل بإدارة عدة استحقاقات سياسية مهمة خلال الفترة الماضية بالتعاون مع السلطات السعودية، حيث قامت حكومة المملكة العربية السعودية بتذليل الصعاب أمام إتمام العملية الانتخابية للجالية المصرية فى ربوع المملكة من تبوك فى الشمال إلى نجران وجيزان فى الجنوب، الأمر الذى كانت فيه القنصلية المصرية وأشقاؤها فى الأمن السعودى ووزارة الداخلية السعودية يدا بيد فى تنظيم قيام المواطنين المصريين بالإدلاء بأصواتهم سواء فى الاستفتاء على الدستور أو فى الانتخابات الرئاسية، فكانوا نعم الشركاء فى ذلك الاستحقاق الوطنى المهم إذ لم يبخل الأشقاء السعوديون بأى جهد لإتمام عملية التصويت على امتداد الايام المخصصة له على الوجه الأكمل، وظهرت فيه الروح الأخوية الحقة من جانب أبناء الشعب السعودى الكريم، وهو ما اعتادته مصر من شقيقتها المملكة العربية السعودية .