جلال الشافعى جاءت البداية المخيبة للآمال للمنتخب المصري أمام السنغال فى تصفيات أمم إفريقيا 2015 لتجدد مواجع الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة، التي شهدت تراجعًا كبيرًا لمنتخب الفراعنة الذي غاب عن نهائيات أمم إفريقيا مرتين متتاليتين فى 2012 و2013 بعدما حمل لقبها 3 مرات متتالية فى 2006 و2008 و2010، كما فشل فى التأهل لنهائيات كأس العالم 2014. وللأسف ما تعيشه الكرة المصرية منذ سنوات ليس له علاقة بعوامل النجاح فى ظل تخبط إداري، ومستوى متواضع للمسابقات المحلية وعلى رأسها الدوري العام، فضلا عن غياب الجماهير عن المدرجات بسبب شغب الألتراس الدائم، أمور وضعت منظومة كرة القدم فى مصر فى طريق الفشل طوال الفترة الماضية. منذ تولى مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى برئاسة جمال علام، مقاليد حكم الاتحاد منذ ما يقرب من عامين وتحديدا فى ال11 من أكتوبر 2012، بعد انتخابهم من جانب أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، لم يحقق المجلس أي إنجازات تذكر وظهر بشكل مهزوز وضعيف فى اتخاذ قراراته التي يتم التراجع عنها كل يوم، وحتى الآن لم يتخذ المجلس قرارا بإقامة بطولة الدوري من مجموعة واحدة أو مجموعتين، ولم يحدد اسم الملعب الذي سيستضيف مبارة السوبر بين الأهلي والزمالك وإذا ما كانت المباراة ستلعب خارج مصر أو داخلها، فضلا عن خروج منتخب الشباب من تصفيات أمم إفريقيا للشباب والمؤهلة أيضا لكأس العالم لينتهي حلم جيل من اللاعبين، وكذلك المستوي المتواضع الذي ظهر عليه المنتخب فى بداية مشوار التصفيات والخسارة أمام السنغال 2 صفر، وهي استمرار لأزمات المجلس التي بدأت مبكرا بالخروج المهين أمام غانا بتصفيات كأس العالم 2014، وكذلك التهديد بتجميد النشاط لأول مرة فى تاريخ كرة القدم المصرية، وتسجيل ميزانية عام 2012-2013 عجز بلغ 58 مليون جنيه وهو الرقم الأسوأ فى تاريخ ميزانيات اتحاد الكرة، أو أى اتحاد رياضى آخر فى مصر. وهو ما دفع مجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم من خلال حديثه ل"الأهرام العربي" لمطالبة المجلس الحالي بالرحيل فى أقرب وقت، وأن يتقدم كل أعضائه بتقديم استقالتهم، لأن استمرارهم سيقضي علي كرة القدم فى مصر بشكل نهائي، وذلك لأن أعضاء اتحاد الكرة ليس لديهم خبرة ولا رؤية واضحة تجاه القضايا الخاصة بكرة القدم. وأضاف نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق أنه من غير المعقول أن يكون الشغل الشاغل لنائب رئيس الاتحاد هو رئاسة بعثات المنتخب من أجل الرحلات والاستمتاع. وأوضح عبد الغني أن كل أعضاء هذا المجلس يسعون إلى تحقيق أهداف شخصية بعيدا عن كرة القدم، ولأنهم لا يملكون الخبرة لم يفلحوا أيضا فى تحقيق أهدافهم الشخصية. فيما قال جمال علام رئيس اتحاد الكرة ردًا على الاتهامات بتواضع أداء الاتحاد، إن المجلس الحالي أنقذ الكرة المصرية من الضياع والانهيار من خلال تمسكه بإعادة الدورى الممتاز وباقى البطولات المحلية، وإصراره على مشاركة المنتخبات الوطنية فى جميع البطولات الدولية فى ظل الظروف السياسية التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية. وأكد أنه راضٍ عن أداء اتحاد الكرة بنسبة 60%، وأن ال40% الباقية من أداء المجلس سببها غياب الجماهير عن المدرجات. مدرجات خاوية وجماهير غير مسئولة لا يستطيع أحد أن ينكر بأن الجمهور جزء أصيل من المنظومة الكروية فى أي مكان فى العالم وأنه اللاعب رقم 12 فى كرة القدم، وبدون جمهور تفقد الرياضة كثيرًا من أهميتها وجاذبيتها، وما شهدته بطولة الدوري المصري خلال المواسم الأخيرة، يؤكد أن المسابقة فقدت بريقها فى ظل غياب الجماهير عن المدرجات، وهو ما أثر بالسلب علي اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، خصوصا من جانب الأندية الجماهيرية التي فقدت ما يقرب من 70% من قوتها خصوصا أن الجميع يعلم مدى تأثير الجمهور فى مباريات كرة القدم. ولا شك أن لجماعات الألتراس دورا كبيرا فى أزمة الغياب الجماهيري، فى ظل إصرارهم على افتعال المشكلات ومعاداة أجهزة الدولة المختلفة، ولاسيما الشرطة من خلال الهتافات الخارجة عن النص، واستخدام اللافتات المسيئة، وكلما أبدت الدولة نيتها فى السماح بدخول الجماهير إلى المدرجات، تظهر مشكلة جديدة لجماعات الألتراس لتضرب فكرة الحضور الجماهيري فى مقتل. وكان الحل الذي توصلت إليه لجنة الأندية برئاسة المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك لحل تلك الأزمة هو حل روابط الألتراس واعتبارها "جماعات إرهابية"، وهو القرار الذي وافقت عليه جميع الأندية باستثناء نادي وادي دجلة برئاسة ماجد سامي الذي رفض حل روابط الألتراس معتبرها فاكهة الكرة فى جميع أنحاء العالم. مسابقات محلية متواضعة جميع المنظومات الكروية علي مستوي العالم تنطلق فى الأساس من المسابقات المحلية، وما شهدناه خلال مسابقة الدوري طوال موسم كامل فى بطولة، كان أشبه بدوري الشركات، وكان الغرض استئناف النشاط فقط لا غير، وهو ما ألقى بظلاله على مستوى جميع الأندية المصرية فى البطولات الإفريقية، قبل أن يختتم المشهد بخروج منتخب الشباب تصفيات أمم إفريقيا للشباب لأول مرة منذ سنوات طويلة، ثم جاءت الخسارة الأخيرة للمنتخب المصري والأداء المتواضع أمام السنغال لتزيد أوجاع الكرة المصرية التي تعاني كثيرا طوال السنوات الماضية. وهو الأمر الذي علق عليه زكي عبد الفتاح مدرب حراس المنتخب المصري الأسبق، قائلا: إن المستوي الهزيل للمنتخب المصري أمام أسود التيرانجا مشهد جديد على الكرة المصرية، فرغم الصعوبات التي واجهها المنتخب فى ظل تولي برادلي لم يظهر المنتخب المصري بهذا الشكل المتواضع بل تمكن المنتخب من تحقيق العلامة الكاملة فى مرحلة دوري المجموعات بالتصفيات فى ظل وجود منتخب قوي مثل غينيا، وتمكن عدد كبير من اللاعبين المصريين خوض الاحتراف من خلال ظهورهم بمستوى جيد مع المنتخب فى ذلك الوقت أمثال محمد صلاح ومحمد الننى وأحمد حجازي، وأضاف عبدالفتاح أنه يتمني أن يعالج المنتخب أخطاءه فى أقرب وقت كي يعود لسيادة القارة السمراء من جديد. فيما برر شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأداء المتواضع أمام السنغال فى مستهل مشواره بتصفيات أمم إفريقيا قائلا إنه تسلم المنتخب فى ظروف صعبة، حيث تأخر الجهاز الفنى السابق بقيادة الأمريكى بوب برادلى فى الإحلال والتجديد، وإن أكد غريب تحمله مسئولية الخسارة وأنه المسئول الأول والأخير عن نتيجة اللقاء. ودافع غريب، فى تصريحات صحفية، عن التشكيل الذي خاض به اللقاء مشيدًا بأداء أحمد فتحى فى مركز الظهير الأيسر برغم أنه ليس مركزه الأساسى، موضحاً أن عدم وجود خبرة دولية لدى صبرى رحيل كانت سبب استبعاده من القائمة، خوفاً أن تؤثر مباراة بحجم السنغال على رحيل فى حالة عدم تمكنه من تقديم أداء جيد. وفسر غريب الخسارة من السنغال، بأنه مازال فى الفترة الأولى من مرحلة بناء منتخب قوى قائلاً: مازال المشوار أمامنا طويلًا.