الاعتراف بالفشل ومعالجة الأخطاء هما البداية الصحيحة لبلوغ الأهداف وتحقيق النجاح، والاصرار على الفشل يؤدى إلى مزيد من الفشل ويكون علاجه صعبًا ومكلفًا، ولابد أن نعترف بفشلنا فى كرة القدم التى أصبحت مثل الكيف عند الشعوب وفى مقدمتهم الشعب المصرى، ولابد أن يعترف القائمون على كرة القدم فى مصر وعلى رأسهم الاتحاد المصرى لكرة القدم بفشل الفريق القومى الذى أصبح قاب قوسين من الخروج من المسابقة المؤهلة للأمم الافريقية التى ستقام فى المغرب، ليس لأن الفريق هزم مرتين متتاليتين الأولى من السنغال فى داكار بنتيجة هدفين للا شىء والثانية فى مصر على ملعب الدفاع الجوى من تونس نتيجة واحد صفر وكان يمكن لمنتخب تونس مضاعفة هذه النتيجة، أقول ليس نتيجة المباراتين تجعلنا نحكم على الفريق بالفشل ولكنه لا يوجد فريق بالمرة، فاللاعبون الذين شاهدناهم على ملعبى المباراتين لا يستحقون ارتداء فانلة المنتخب الوطنى، ولا يستحقون حرق دم الجماهير التى جلست بالملايين أمام أجهزة التليفزيون تتفرج على العار والفضيحة وترى فريقًا مهلهلاً، لا روح، ولا عزيمة ولا انتماء ولا معنى ولا قيمة، واستمرار هؤلاء إساءة لسمعة مصر الكروية بعد أن كنا أسياد أفريقيا فى هذه اللعبة وحققنا بطولات لم يحققها فريق أفريقى آخر، ووصلنا إلى كأس العالم مرة على يد المدرب الوطنى المرحوم محمود الجوهرى، ثم عرفت فرقنا الانهيار على الأقل بعد ثورة 25 يناير. تدخلت السياسة فى الكرة وتدخلت الكرة فى السياسة بشكل واسع بعد ثورة يناير وفى أعقاب مذبحة ستاد بورسعيد، وظهور التراس ووايت نايتس وغيرهما من روابط المشجعين، وحتى لا نظلم الفريق القومى فإن ضعف الدورى العام بسبب غياب الجماهير وراء عدم ظهور لاعبين جديرين باللعب دوليًا، حتى اللاعبون المحترفون تاهوا فى مباراتى السنغالوتونس، وما قبلهما هزيمة مدوية من غانا أخرجتنا من تصفيات كأس العالم، وإذا استمر هذا الأداء وهذا متوقع فلن نجنى غير الخسائر المدوية التى تسىء إلى مصر وسمعة الكرة المصرية، ولن يقبل الجمهور الذى يحترق أمام شاشات التليفزيون فى المقاهى استمرار المستوى المنهار للفريق القومى، ويتوقع قيام الجمهور برد فعل سيىء إذا استمر هذا المستوى الهزيل فى مباراة بتسوانا لا نريد أن نظلم لاعبين شبابا وجدوا أنفسهم فى هذه الظروف التى لا تتيح كرة قدم جيدة، الجمهور وهو وقود اللاعبين غائب عن المدرجات، الدورى تأثر بغياب الجمهور وأصبح دورى ماسخا وبارد، كل ذلك انتج منتخبًا فاشلاً لا يتحمل مسئوليته شوقى غريب المدير الفنى وحده واستقالته لا تكفى لتحسين مستوى الفريق مع مدير فنى آخر، والأفضل هو تسريح المنتخب ويعتذر اتحاد كرة القدم عن عدم المشاركة فى المسابقات الدولية على مستوى الفريق القومى إذا قدر له الخروج من المنافسة الحالية وهذا وارد فى ظل هذا المستوى المتدنى للاعبين وأن يكون التركيز فى الدورى العام المحلى، والأندية المشاركة فى البطولات الافريقية، وحل مشكلة حضور الجماهير، واقامة دورى جيد، ينتج لاعبين أكفاء وبعد ذلك نفكر فى انشاء فريق قومى على أساس سليم لإنقاذ سمعة الكرة المصرية وغير ذلك فإننا نغامر عن طريق هذا الفريق الكسيح الفاشل بسمعة مصر الكروية. الكرة تطورت فى العالم، شاهدنا كأس العالم 2014، وشاهدنا الأداء الراقى واللياقة البدنية العالية للاعبين والتكتيك الفنى عالى المستوى، هناك عيوب فى لاعبينا وناشئينا لابد من علاجها بطريقة هادئة هم مازالوا يلعبون بطريقة قديمة موجودة فى ملاعب العالم أرجوكم أكرر عندما يكون عندنا دورى قوى نفكر فى المشاركة الدولية بدلاً من الاحراج وحرق الدم الحالى، ورحم الله منتخبًا عرف قدر نفسه.