ربما تلعب سطور مقالى هذا على أوتار الحزن الذى خيم على ملايين المصرين من عشاق الساحرة المستديرة عندما شاهد يوم الأحد الماضى مباراة هزلية لفريق البراجيل (منتخب مصر سابقا)، وهو يترنح أمام رديف السامبا. جاءت هذه المهزلة الكروية لتكمل الصورة القبيحة التى رسمها فنانو الفشل صقر وزاهر للكرة فى مصر، فلقد شاهدنا أصحاب الملايين فى الدورى المصرى للمبتدئين يلعبون شيئا غير كرة القدم، فتجد النجم الفذ شيكابالا وكأنه لاعب هوكى، ولم أشعر بوجود الكابتن عماد متعب فى الملعب إلا عند تغييره، بالإضافة إلى شوارع النجم محمد ناصف وكبارى الكابتن وائل جمعة وأحمد حجازى، وجميعها كانت طرق ممهدة ومرصوفة للوصول لمرمى الشناوى مكسب المنتخب الوحيد فى هذا اللقاء. أداء المنتخب فى هذه المباراة إنما هو انعكاس لفشل زاهر ومن ورائه صقر فى الوصول بالكرة فى مصر إلى مصاف العالمية، ويثبت أن الإنجازات القارية الأخيرة التى حققها المنتخب الأول جاءت بمحض الصدفة أو ببركة دعاء الجمهور. اهتم اتحاد زاهر بمعارك نسب البث الفضائى بين الأندية واتحاد الكرة والفصل فى نزاعات الأندية على اللاعبين وعقوبات الشماريخ وإلغاء الهبوط ودورة الترقى، واستعان فى هذا الشأن إلى عباقرته الذين يترأسون لجان شئون اللاعبين والمسابقات والحكام والذين أدوا بذكائهم الفطرى إلى وصول الكرة فى مصر إلى هذا الحال المؤسف. لقد طالت رياح التغيير الكبير والصغير فى مصر ولم تصل بعد لاتحاد حرب الكرة والمجلس القومى للعك الرياضى أهم فوق القانون، أم فسادهم غير ظاهر. أليس من حقنا أن نشاهد فى بلدنا دورى محترم نستمتع فيه بكره قدم حقيقية على غرار تونس والجزائر والسعودية، أليس من حقنا أن نشاهد عددا كبيرا من لاعبينا يغزون أكبر دوريات العالم مثل الكثير من دول أفريقيا التى لا يتجاوز عمرها الكروى العشرون عاما. متى سنشاهد منتخب بلدنا فى كأس العالم ذلك الحلم الذى عاشت أجيالاً متعاقبة تحلم به على مدار عقدين من الزمان، ليس مطلبى هو إزاحة صقر وزاهر من قيادة الرياضة فى مصر فحسب، وإنما محاسبتهم على كل ما سبق، بالإضافة إلى إهدارهم للمال العام فى استقدام هذا المدرب الذى لا يرقى لتدريب فريق مركز شباب ميت غمر.