قمة الأهلى والزمالك الأفريقية التى ستقام يوم الأحد المقبل أتوقعها قمة فى الإثارة والقوة لسبب بسيط هو أن الفريقين يسعيان بجدية للفوز بها لأنها قمة حاسمة فى مشوار التأهل للدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأفريقى..صحيح أن التعادل ربما يكون فى مصلحة الأهلى على اعتبار أن لديه سبع نقاط، والزمالك له أربع نقاط فقط، ولكن من يركن إلى أن التعادل فى مصلحته يخسر، وخير وسيلة للفوز هى السعى إليه بقوة وليس اللعب على التعادل، ولهذا أتوقع أن أرى فيها كرة قدم حقيقية من الجانبين، وربما شهدت حرصًا أكثر فى التأمين الدفاعى من جانب الأهلى، ورغبة حقيقية فى الهجوم من جانب الزمالك الذى ليس أمامه سوى خيار واحد هو الفوز، إذا كان يريد أن يكمل المشوار، بينما التعادل يحفظ للأهلى فرصته فى إمكانية التعويض فى المباراة التالية، حتى ولو كانت خارج أرضه فى جنوب أفريقيا مع فريق أورلاندو بيراتس. أما إذا ما خيب الفريقان ظنى وجاءت المباراة باهتة وعقيمة خاصة فى ظل ما تردد عن زيادة احتمالات إقامتها بدون جمهور فإننى لن أتعجب أو أندهش، فهذا هو "سلو" الكرة المصرية و"عادة" لاعبيها الذين لا يستقرون على حال! ......................................... ** أخيرًا.. تحددت المنتخبات العشرة التى تأهلت إلى المرحلة الأخيرة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، والتى تضم منتخبات كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والجزائر والرأس الأخضر فى المستوى الأول.. ومصر والكاميرون والسنغال وإثيوبيا وبوركينا فاسو فى المستوى الثانى، وستحدد القرعة يوم الاثنين المقبل الموافق 16 سبتمبر الجارى أطراف المواجهات الخمس الحاسمة التى ستقام من مباريات ذهاب وعودة، يصعد بعدها الفائز بمجموع المباراتين إلى نهائيات كأس العالم مباشرة، لتمثيل القارة الأفريقية فى هذه البطولة الكروية الأولى فى العالم. ولا يمكن أن تمر هذه المرحلة قبل الأخيرة للتصفيات الأفريقية دون التوقف أمام بعض الملاحظات المثيرة للدهشة والاستغراب والتى تدعونا جميعًا إلى إعادة النظر فى الكثير من أمور كرة القدم فى القارة الأفريقية، والتى تطورت فيها بعض المنتخبات بصورة ليس لها مثيل وتراجعت منتخبات أخرى بصورة غريبة وغير مفهومة: أولاً: منتخب الرأس الأخضر أو "الكاب فيير" هو بحق الحصان الأسود الجديد فى الكرة الأفريقية فقد نجح فى الإطاحة بآمال منتخب "نسور قرطاج" التونسى فى هذه الجولة من التصفيات الأفريقية، وحرم تونس من شرف استكمال مشوار المونديال والتأهل للمرحلة الأخيرة من التصفيات.. ولم يأت ما حققه منتخب الرأس الأخضر من فراغ، وإنما نتيجة تخطيط مدروس بدأت ثماره فى الظهور منذ آخر بطولتين للأمم الأفريقية 2012 و2013 عندما أطاح بمنتخبى الكاميرون وجنوب أفريقيا.. ومن توابع هذه الهزيمة التى تعرض لها منتخب تونس، الإطاحة بنبيل معلول المدير الفنى للمنتخب التونسى، لأن الهزيمة كانت ثقيلة صفر/2، والمصيبة أنها كانت فى استاد رادس بتونس وسط جماهيره! ثانيًا: منتخب ليبيا أضاع على نفسه فرصة العمر، فبعد أن كان متصدرًا المجموعة التاسعة ومتقدمًا على الكاميرون بنقطتين، استسلم للهزيمة فى ياوندى بهدف للاشىء، رغم أن منتخب الأسود التى لا تقهر لم يعد كذلك على الإطلاق، ويظهر أغلب نجومه فى صورة باهتة لا تقارن بالأجيال الذهبية لهذا المنتخب! ثالثًا: منتخب إثيوبيا أثبت هو الآخر أنه قادم بقوة على الساحة الأفريقية والعالمية، وإطاحته بمنتخب البافانا بافانا الجنوب أفريقى فى مجموعتهما الأولى خير دليل على ذلك. رابعًا: أتصور أن كل الاحتمالات ستكون مطروحة خلال الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، ولا معنى لحديث البعض عن تفوق "س" من المنتخبات على "ص"، فالعبرة أصبحت بالجهد الذى يبذل فى الملعب والإعداد السليم المبنى على أسس علمية.. ووارد جدًا أن يتفوق منتخب مدرج فى المستوى الثانى على آخر فى المستوى الأول، وهذا يجعلنا نقول إنه لا داعى للخوف من التصنيف العالمى، الذى جعل منتخب مصر يتراجع إلى المستوى الثانى لسبب أساسى هو غياب الفراعنة عن التأهل لآخر بطولتى أمم أفريقية، ولابد ألا تهتز ثقتنا بأنفسنا لأن منتخبنا مازال يمثل قوة لا يستهان بها فى القارة الأفريقية، والانتصارات الخمسة المتتالية له فى هذه التصفيات تؤكد ذلك، بصرف النظر عن نتيجة مباراة غينيا التى أقيمت أمس الثلاثاء. خامسًا: منتخبات ليبيريا وتوجو وأنجولا والمغرب التى سبق لها شرف المشاركة فى بطولات كأس العالم.. أين هى الآن؟! ولماذا تراجعت؟ الإجابة عندى أن هذا هو حال الكرة الأفريقية من قديم الأزل حيث تكون هناك طفرات لبعض المنتخبات، بفضل بعض الأجيال الكروية فيها، وهذا يجعلنا نؤكد أن استمرارية منتخبات إثيوبيا والرأس الأخضر أو بوركينا فاسو أو حتى الجزائر والسنغال، مرهونة بأمور كثيرة أبرزها حالة التوافق والانسجام بين مجموعة اللاعبين الذين يمثلون القوام الأساسى للمنتخب من جهة، وبينها وبين أجهزتها الفنية من جهة أخرى. ولا يسعنى فى الختام إلا أن أدعو لمنتخبنا الوطنى بأن يوفقه الله فى المرحلة الأخيرة المتبقية لتحقيق الحلم.. حلم العودة إلى كأس العالم بعد غياب 24 سنة. يارب.