سيطر الواقع السياسي والأمني الراهن في الأراضي الفلسطينية على إهتمام صحف عربية تناولته في افتتاحياتها اليوم السبت، حيث رأت أن الواقع يسوده الترقب لتفعيل حراك فلسطيني قوي يقوم على أسس المصالحة الوطنية الشاملة "التي لم تعد تحتمل التأجيل.. حراك يكتسب قوته من الدعم الطبيعي الذي يأتي من الدول العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية ولملفاتها الرئيسية". ونوهت الصحف بإحياء الفلسطينيين بالأمس ومعهم ملايين الأحرار في العالم، الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الفلسطيني.. وهى ذكرى مقتل ستة من أبناء الشعب الفلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية في 30 مارس/آذار 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة السلطات الإسرائيلية لأراضي فلسطينيين بالقوة. ففي دولة قطر، أشارت صحيفة (الوطن) بعنوان "ذكرى يوم الأرض تجديد للارادة وحشد للتأييد" إلى ارتفاع الأعلام الفلسطينية يوم أمس الجمعة خفاقة وموحية بالكثير من المعاني المهمة عبر المسيرات والتظاهرات الحاشدة داخل الأراضي الفلسطينية، وفي مختلف عواصم ومدن العالم لتخليد الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض. وشددت على أن هذه المناسبة التي تشكل في كل عام وقفة مهمة للمناضلين والثوار الفلسطينيين تأتي لمراجعة ما تحقق في المسيرة النضالية الطويلة من أجل الحقوق المشروعة للفلسطينيين في استعادة أرضهم السليبة وعودة أبنائهم المهجرين قسرا من الشتات وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في ظل واقع مشحون بالتحديات. ولفتت الصحيفة إلى أن عملية السلام التي يرعاها المجتمع الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية، لاتزال مجمدة تماما كما تستمر إسرائيل في تطبيق سياسة فرض الواقع بالقوة وهى السياسة التي أبطلها استمرار المقاومة الفلسطينية الشجاعة بكل سجلها المشهود من التضحيات الغالية طيلة العقود والسنوات الماضية. واعتبرت الصحيفة أن المرحلة المقبلة تملؤها تحديات جسام بالنسبة للقضية الفلسطينية معربة في الوقت نفسه عن الأمل في أن يمثل الحشد القوي للحراك السياسي والشعبي الداعم لفلسطين الذي أظهرته فعاليات "يوم الأرض" أمس منطلقا جديدا لتقوية المفاوض الفلسطيني وإيجاد السبل السياسية الفعلية الكفيلة بتجاوز واقع جمود عملية السلام، بما يمهد ويفتح الطريق للسلام العادل والشامل المنشود الذي يعيد للفلسطينيين كل حقوقهم المشروعة.