ميرفت فهد كشفت أحدث الإحصاءات أنه على الصعيد العالمي، يجري تزويج واحدة من كل ثلاث فتيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل قبل سن 18 عاما، وواحدة من كل تسعة منهن قبل بلوغ سن 15 عاما. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 15،1 مليون فتاة ستجبرن علي الزواج كل عام، إذا استمر هذا الاتجاه. كذلك أن أفريقيا تأوي 30 من أصل 41 دولة تنتشر فيها ممارسة تزويج صغار الفتيات بمعدل 30 في المئة أو أكثر. هذه الممارسة أشد حدة في غرب أفريقيا، حيث يتم تزويج إثنتين من أصل خمسة فتيات قبل بلوغ سن 18 عاما، وواحدة من أصل ست بنات لدي بلوغ سن 15 عاما. من المعروف أن العديد من المعتقدات والأعراف الاجتماعية والثقافية والدينية والتقليدية تغذي استمرار ممارسات زواج الأطفال في أفريقيا. يضاف إليها البعد الاقتصادي الذي يعتبر بمثابة قوة دافعة لهذه الممارسات. فالنسبة لكثير من الأسر التي تعيش في حالة فقر، يعتبر زواج صغار الفتيات مصدرا للدخل، وبالتالي وسيلة مادية للبقاء على قيد الحياة. و صرح المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان، الدكتور باباتوندي اوسوتيميهن، أنه لا يمكن لأي مجتمع تحمل فرصة ضائعة، ومواهب ضائعة أو استغلال البشر بسبب زواج الأطفال. هذا ويتطلب وضع حد لممارسة تزويج الأطفال العمل على جميع المستويات لتغيير القواعد الاجتماعية الضارة وتمكين الفتيات. وعلى وجه التحديد، ينبغي علي الحكومات، والمجتمع المدني، وقادة المجتمع، والأسر وكل أولئك الجادين في إنهاء زواج الأطفال، النظر في إصدار وتنفيذ دعم المجتمع المحلي لوضع القوانين المتعلقة بوضع حد أدني لسن الزواج. و من الجدير بالذكر أنه أسفرت الجهود الكبيرة المبذولة عن نتائج واعدة في جميع أنحاء القارة الأفريقية في مجال تحدي الوضع الراهن لهذه الممارسة الضارة. وشهدنا ممارسات جيدة مثل "مدارس الأزواج" في النيجر و"مبادرات الفتيات المراهقات" في العديد من البلدان الأفريقية. ففي موزمبيق، وفرت المبادرة المعروفة باسم "منتدى البنات" منبرا للفتيات لتحسين صلاحيات اتخاذ قرارهن؛ ورفع احساسهن بالتمكين؛ وبناء فهمهن فيما يتعلق بمسائل الزواج والصحة الجنسية والإنجابية.