علاء عزت أن ترفض بقاء، والتعامل، مع المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، فقد يكون الأمر مقبولا، لكن أن ترفضهم وفى نفس الوقت تسير على نهجهم، فهذا هو قمة التناقض الذى يسير على دربه مجلس إدارة النادى الأهلى الجديد برئاسة المهندس محمود طاهر.. هذا الرجل الذى ظهر معلناً الحرب على الإخوان فى النادى الأهلى.. قبل أن يفاجئ الجميع بأنه يدير النادى بنفس فكر الجماعة!! المتابع الجيد، يمكنه رصد وتحليل سياسة المجلس الأحمر الذى بدأ عهده على ذات الطريقة التى انتهجها الإخوان المسلمون بعد وصولهم إلى الحكم عن طريق الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث كان أول ما فعله مجلس طاهر هو الإطاحة بأهل الخبرة فى النادى والاستعانة بأهل الثقة من المحاسيب، وتفرغ الرئيس الجديد لتسديد فاتورة نجاحه وقائمته فى الانتخابات عن طريق إسناد المناصب القيادية فى النادى إلى من ساندوهم فى المعركة الانتخابية، وكانت البداية بتعيين علاء عبد الصادق مديرا لقطاع الكرة، على سبيل المثال لا الحصر. وكان مرسى قد بدأ عهده فى رئاسة مصر بالإطاحة بالجميع، وتوسيع الطريق أمام أهله وعشيرته، والذين كانوا سببا فى فشله وسقوطه، ولم يكن غريبا على الإطلاق أن يقارن الكثيرون بين سياسة إدارة المجلس الأحمر للنادي، وبين الطريقة التى كان يدير بها مرسى وجماعته لمصر. وكان محمود طاهر، قد استهل فترة ولايته التى بدأت قبل شهرين، بفترة هدوء، وكان دعما وأبدا ما يؤكد على شعاره الانتخابى «لا للإقصاء»، وأعلن عن تجديد ثقته فى الجميع، ولكنه كان هدوءا من النوع الذى يسبق العواصف، حيث نقض عهده، وأطاح أول ما أطاح بالمدير الفنى محمد يوسف ومدير الكرة سيد عبد الحفيظ بدعوى انتقاده، فى سابقة فريدة وغريبة على النادى الأهلي، قبل أن يطيح بهادى خشبة، ومدير قطاع الكرة بدون مبرر معلن، وآخرين فى قطاع الناشئين بدعوى التخلص، وتطهير النادى من الإخوان المسلمين. وأكبر دليل على أن هدف محمود طاهر هو التخلص من الجميع وإفساح الطريق أمام أتباعه وأنصاره، هو قيامه بالإطاحة بمدير النشاط الرياضى رءوف عبد القادر، وإسناد المهمة إلى طارق الدوري. وفى الطريق تغيير المنظومة الإعلامية وهو التغيير الذى كان مرتقبا حدوثه فى الاجتماع السابق للمجلس والذى عقد مساء الاثنين الماضى وانتهى فجر الثلاثاء، إلا أنه تم تأجيل الإعلان عن التغيير، تأجيلا للصدام من الإعلاميين الذين ساندوه فى حملته الانتخابية، بعد أن فشل فى الإطاحة بالعاملين فى قناة النادي، فيما من المنتظر أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة تغيير رئيس تحرير مجلة النادى الرسمية الحالى الزميل إبراهيم المنيسي، والغريب أن محمود طاهر عقد جلسه مع المنيسى لبحث تطوير المجلة، قبل أن يكتشف الجميع أن طاهر نفسه قام بتكليف الزميل ياسر أيوب بالمهمة منذ أكثر من شهر تقريبا، وهى التسريبات التى وصلت لرئيس تحرير المجلة الحالي، والذى خرج عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» يقدم كشف حسابه عن فترة رئاسته، وكاشفا عن تفاصيل جلسته مع رئيس النادى بشأن التطوير. والغريب أن كلمة نظرية المؤامرة بدأت تفرض نفسها عند التعليق على أى قرار أو فرمان يصدر من المجلس الحالي، فهناك من يؤكد أن المجلس أطاح بالحرس القديم وفقا لنظرية التآمر، التى أشاعها البعض، وأن الحرس القديم يعمل لإفشال المجلس الحالي، لمصلحة المجلس السابق برئاسة حسن حمدي، وهو الاتهام الذى وجه إلى المدير الفنى السابق محمد يوسف، وهو نفس المصطلح الذى استخدمه أعضاء الجهازين الفنى والإدارى بالفريق الأول قبل الإطاحة بهم عند تفسيرهم لظاهرة التفاوض مع لاعبين جدد من دون علمهم، وهو ما أكد لهم أنه خارج حسابات المجلس فى الفترة المقبلة، وهو ما حدث بالفعل، والحقيقة أن تلك النظرية كانت سببا مباشرا فى الصدام العنيف الذى حدث بين محمود طاهر من ناحية، ومحمد يوسف وسيد عبد الحفيظ من ناحية أخري، والأخير تحدث مع رئيس النادى من منطلق رفضه تعامل المجلس معه ومع غيره وفقا لتك النظرية. وأكبر دليل على ذلك تكذيب يوسف وعبد الحفيظ تصريحات رئيس النادي، وأكدا أنهما ومعهما هادى خشبة وغيرهم لم يتقدموا باستقالتهم من مناصبهم، إنما تمت الإطاحة بهم بقرارات إقالة سابقة التجهيز. العامرى يطيح بالخطيب وبعد أن انفردت «الأهرام العربي» فى عددها السابق، بنشر مخطط الإطاحة الكامل وبالأسماء بمن معروف عنهم انتماؤهم لجماعة الإخوان المسلمين من النادى الأهلي، قبل أيام من نجاح المخطط، تفجر «الأهرام العربي» مفاجأة جديدة. وتقول المفاجأة إن العامرى فاروق، وزير الرياضة الأسبق، وعضو مجلس الإدارة الأسبق بالنادى الأهلي، والذى كان من أكبر حلفاء محمود طاهر وقائمته فى الانتخابات السابقة، وقف بالمرصاد أمام استمرار أسطورة النادى محمود الخطيب داخل القلعة الحمراء. وكان محمود طاهر يرغب فى استمرار الخطيب، واتصل به بالفعل هاتفيا فى أعقاب الانتخابات، وعرض عليه الوجود فى لجنة الكرة بالنادي، وهو الأمر الذى رحب به الخطيب على الفور، إلا أن العامرى فاروق، والذى كان على خلاف دائم وحاد مع المجلس السابق، وقت أن كان عضوا مهمشا فى مجلس الإدارة، ثم عندما جلس على كرسى الوزير، رفض واعترض بشدة، وقال بالحرف الواحد لرئيس النادي، والعهدة على الراوى: «أنت عاوز ترجعهم تانى للنادي، وإحنا ما صدقنا خلصنا منهم، أنت عاوز تهد كل اللى عملناه»، وهدد العامرى فاروق بالانقلاب على المجلس الجديد فى حال عودة الخطيب، وكان العامرى هو قائد، ورأس الحربة، للحملة الانتخابية لمحمود طاهر وقائمته، وتردد أنه هو ما كتب البيان المهين فى حق الخطيب، وقت ظهور الأخير فى إحدى الحملات الانتخابية لمرشح الرئاسة الخاسر فى الانتخابات المهندس إبراهيم المعلم طريقة، والذى وصف فيه الخطيب أنه لم يعد أسطورة من أساطير النادي. المهم أن الخطيب علم بموقف العامرى فاروق وتهديده لرئيس النادي، وعلى الفور قام بالاعتذار بطريقة غير مباشرة، قبل أن يتم تسريب الخبر إلى وسائل الإعلام، بعد أن خرج مؤكدا أنه مضطر لاعتزال العمل الإدارى لمدة عام بناء على تحذيرات من طبيبه المعالج. وأكد المقربون من مطبخ الإدارة داخل القلعة الحمراء أن العامرى فاروق يشارك فى إصدار القرارات ويفرض آراءه وتوصياته على الجميع، وأكثر من يزعج رئيس النادى حاليا هو تسريب كل القرارات والتوصيات التى يتم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات السرية إلى وسائل الإعلام، وهو ما يؤكد أن المجلس الحالى مخترقا. صدمة الموعدين .. وثورة الأعضاء وكان عدد كبير من نجوم الكرة السابقين فى الأهلي، قد تلقوا بصدمة كبيرة بعدما انتهى اجتماع مجلس الإدارة الأخير دون الإعلان عن قرارات رسمية بشأن توليهم مناصب فنيه وإدارية فى مختلف فرق النادي، وهم اللاعبون الذين كانوا مؤيدين لمحمود طاهر فى حملته الانتخابية، وتلقوا بالفعل على مدار الفترة الأخيرة وعودا بالعودة إلى النادى من خلال إسناد مناصب كبيرة ومهمة لهم وعلى رأسهم خالد بيبو وأحمد بلال وهشام حنفي، وهم أبرز المبشرين ب «الجنة الحمراء». ومن ناحية أخري، أبدى أعضاء النادى الأهلى استياءهم الشديد من قرار المجلس بشأن رفع قيمة الاشتراكات السنوية للعضوية بقيمة %20، إلى جانب رفع قيمة العضوية العاملة الجديدة من 120 ألفا إلى 160 ألف جنيه مصري، ورفع قيمة العضوية العاملة بالفرع الثالث الجديد، الشيخ زايد، من 70 إلى 80 ألف جنيه، فى الوقت الذى تقدم فيها الأندية الأخرى تسهيلات مثل نادى الزمالك الذى عاد وفتح أبواب العضوية أمام الفئات المستثناه بقيمة 20 ألف جنيه فقط وعلى أقساط، ونادى وادى دجلة الذى قام بتخفيض عضويته بقيمة 10 آلاف جنيه زيادة مدة الأقساط إلى 7 سنوات.