محمد زكى هنا مصنع الأمن والأمان.. هنا أكاديمة الشرطة، مصنع حماة الوطن وأمنه الداخلى، وإحدى أهم مؤسسات الأمن فى مصر التى يتخرج فيها رجال يواجهون فى اليوم صعوبات وتحديات أمنية لم تشهدها مصر إلا فى فترات الحروب. وقد عاشت الأكاديمة ما عاشته وعانت منه جميع مؤسسات الدولة، طوال فترة حكم المعزول.. لكن الأسئلة ما زالت حائرة وملحة فى عقول الكثير، عن مدى اختراق الجماعة الإرهابية، بطلاب تابعين لها، تم قبولهم فى الأكاديمية العام الماضى.فى السطور التالية يوضح لنا اللواء دكتور أحمد جاد منصور مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، فى حواره مع "الأهرام العربى" كل هذه التفاصيل وغيرها، وتفعيل شرط التحرى السياسى للطلاب المقبولين. وإلى نص الحوار: بداية.. نريد تعريفًا أمنيا لما تشهده مصر حاليًا من أحداث عنف؟ اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية أكد أكثر من مرة أن مصر تواجه حربًا مع الإرهاب سواء بالداخل من جماعات التطرف الدينى وجماعة الإخوان "الإرهابية" وأيضا حربا خارجية من الدول التى تمتنع عن توريد أسلحة جديدة لنا لمواجهة هذا الإرهاب، وأكد أن هذا لن يثنينا عن مواجهة هذا الفكر الإرهابى، مهما كلفنا من تضحيات وسقوط الشهداء من رجال القوات المسلحة أو الشرطة لن يرهبنا، بل بالعكس سيزيد من عزيمتنا لأننا لن نترك وطننا لأيدى حفنة من الإرهابيين والقتلة يدمرونه.. وأحب أؤكد أن أكاديمية الشرطة فخر لكل المصريين، حيث تعتبر مصنعاً للرجال مثل القوات المسلحة، الأمر الذى جعل الإقبال عليها كبيرا من المصريين والعرب والأجانب. أثناء تولى الإخوان ومرسى الحكم تم التحاق طلاب ينتمون للجماعة بكلية الشرطة ماذا عنهم؟ أولاً الطلاب الذين تم قبولهم بالأكاديمية خلال فترة حكم الرئيس المعزول مرسى حوالى 70 طالبا وهم تحت رقابتنا، ونحن نطبق لوائح ونظام وقوانين بالأكاديمية، ومن يخرج عن هذا الإطار لن نتوانى عن تنفيذ القانون ضده، وطالما يلتزم هؤلاء بالقوانين سوف نأخذ بأيديهم لأنهم أولا وأخيرا أولادنا ومصريون ولن نتركهم ضحية لهؤلاء، حيث تقوم الأكاديمية بتنظيم لقاءات ثقافية فى كل المجالات والتى تكفل ترسيخ قيم الوطنى والولاء وتوضيح القيم الدينية الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة. هل تم إلغاء شرط التحريات السياسية من القبول؟ بالعكس تم تفعيل هذا الشرط مرة أخرى، وهذا ليس قرارنا ولكن حكم محكمة بعد أن حكم على جماعة الإخوان المسلمين بأنهم جماعة إرهابية، ولن نتوانى فى تنفيذ أى حكم قضائى خصوصا أن أعضاء جماعة الإخوان أثبتوا أن ولاءهم للجماعة وليس للوطن. فى ظل التحديات الأمنية التى تشهدها مصر حاليًا.. ماذا عن تطوير التدريب والأداء ومتابعة كل ما هو جديد فى هذا المجال؟ أولاً أكاديمية الشرطة المصرية أكبر أكاديمية شرطة فى العالم، ومن أقوى الأكاديميات فى العالم، ولا يوجد مثيل لها فى العديد من الدول المتقدمة، بل إن دولاً كثيرة تطلب التعاون معنا فى مجال التدريب وتبادل الخبرات، وأكثر دليل على ذلك العرض الذى أقيم للطلبة الجدد، وحضره السيد وزير الداخلية أخيرا،ً وشاهدنا خلاله طلابا جدداً لم يتعد على التحاقهم أكثر من أربعين يوما، ويؤدون هذه الاشتباكات وعبور الموانع بهذه المهارة الفائقة، الأمر الذى جعل بعض الضيوف من دول العالم المختلفة يرغبون فى زيادة تبادل الخبرات وقبول أعداد إضافية لأبنائها، وأكاديمية الشرطة المصرية هى الوحيدة فى العالم التى تنفذ خططا حديثة لاقتحام البؤر الإرهابية بأساليب تختلف عن باقى الأكاديميات وينفذ بفكر مصرى خالص، وبعض الدول طلبت الاطلاع على هذه المشروعات للاستفادة منها، ونحن نسخر العلم للاستفادة منه ليس فقط فى مجال الأمن، بل فى شتى نواحى الحياة . نعلم التوتر السياسى بين مصر وبعض الدول هل أثر ذلك فى مجالات التعاون الشرطى؟ نحن جزء من الدولة المصرية وأحد قطاعات وزارة الداخلية المعنية بالتعليم والتدريب، وبالتالى فنحن حريصون كل الحرص على تنفيذ توجيهات الدولة وتحقيق المصلحة العليا لوطننا الحبيب مصر الكنانة. تم أخيرا الإعلان عن قبول دفعة استثنائية من الأطباء البشريين.. فهل لهذا علاقة بما تمر به مصر حاليًا؟ نظرا لتوسع الوزارة فى إنشاء العديد من المستشفيات التى تقدم أفضل أوجه الرعاية الطبية لأبناء جهاز الشرطة والمواطنين، لذلك جاء الإعلان عن قبول هذه الدفعة الإستثنائية من الأطباء البشريين وبالنسبة لمراحل ومواعيد تقديم طلبات الالتحاق لقسم الضباط المتخصصين لكلية الشرطة، فإن تقديم طلبات الالتحاق كان من خلال مكتب تنسيق القبول بالأكاديمية من يوم 8 إبريل الجارى إلى الأربعاء الموافق 17 إبريل الجارى. ما شروط القبول؟ الشروط المطبقة على طالب الالتحاق لقسم الضباط المتخصصين، تتمثل فى أن يكون المتقدم مصرى الجنسية من أبوين يتمتعان بهذه الجنسية عن غير طريق التجنس، وأن يكون المتقدم محمود السيرة وحسن السمعة، ولم يسبق الحكم عليه فى عقوبة جنائية بإحدى الجرائم المنصوص عليها فى قانون العقوبات، أو ما يماثلها من الجرائم المنصوص عليها فى قوانين خاصة، أو بعقوبة مقيدة للحرية فى جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة. الكلية الحربية افتتحت العام الماضى كلية للطب البشرى ويتم القبول فيها بعد الثانوية العامة، لماذا لا تقوم أكاديمية الشرطة بنفس الخطوة ولديها الإمكانات البشرية والفنية ؟ ندرس هذا الموضوع فى ضوء توجيهات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ونحن فى الأكاديمية نقوم بدراسة هذا الموضوع من كل جوانبه سواء البشرية أو اللوجستية، وسيتم عرض النتيجة على السيد وزير الداخلية. قلت فى أحد المؤتمرات الصحفية إنه تم استحداث إدارة جديدة بوزارة الداخلية مثل إدارة العنف ضد المرأة بقطاع حقوق الإنسان.. هل يمكن التوسع فى قبول الطالبات من الثانوية العامة لسد العجز فى هذه التخصصات؟ نظام الشرطة النسائية موجود منذ عام 1983، ولدينا المئات من بناتنا الضباط فى التخصصات المختلفة، ووصل بعضهن إلى رتبة اللواء، ولدينا لواء طبيب عزة الجمل، مدير مستشفى الشرطة بالقاهرة الجديدة، وهى من أكثر الكفاءات الشرطية والطبية، واستحدثت وزارة الداخلية إدارات جديدة مثل إدارة العنف ضد المرأة بقطاع حقوق الإنسان ويترأسها ضابطة برتبة عقيد، وهى إدارة أنشئت من أجل مساعدة السيدات المضطهدات وجرائم العنف بشكل عام ضد المرأة. كما ندرس التوسع بشكل كبير فى قبول الإناث بالأكاديمية، لأنه فى المستقبل يمكن أن يتم تخصيص ضابطة بكل قسم تتعامل مع قضايا المرأة، ولدى الأكاديمية بكلية الدراسات والبحوث أبحاث كثيرة تطالب بذلك وجميعها قيد الدراسة. أثناء دخولنا الأكاديمية فوجئنا بأتوبيسات مدنية تحمل مدنيين.. بالاستفسار قالوا لنا طلبة جامعات مدنية.. ماذا يفعلون هنا؟ انطلاقا من الإستراتيجية الإعلامية لأكاديمية الشرطة والمبادرة التى أطلقها اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية تحت مسمى "اعرفنى صح" والتى تهدف إلى دعم وتوثيق العلاقة بين الأكاديمية ومختلف المدارس والجامعات المصرية، للتعرف عن قرب بالبرامج التدرسية والتعليمية بجميع كيانات الأكاديمية والوقوف على مستجدات التطوير لتشكيل صورة ذهنية إيجابية عن الأكاديمية، وهو ما ينعكس على الصورة الذهنية العامة لجهاز الشرطة لدى الإعلام والرأى العام، قمنا بتنظيم عدد من الزيارات لطلبة الجامعات وتستمر حتى نهاية الفصل الدراسى الثانى، بواقع زيارتين كل أسبوع تشمل ثمانى جامعات، منها على سبيل المثال القاهرة وبنها والمنصورة، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. هذا يدخل ضمن الأنشطة الاجتماعية والتوعوية لنقل الصورة الحقيقية بين الشرطة والمواطن.. ماذا عن الاهتمام بفرد الشرطة العامل بالأكاديمية؟ العنصر البشرى بالأكاديمية هو أساس تقدمها، ونحن نضعه فى أولويات اهتمامنا، فالأكاديمية لا تتوانى فى الارتقاء بمستوى الأداء وحرصا منها على ذلك تقوم بتكريم المتميزين فى الأداء على مستوى جميع الفئات لكى يكونوا قدوة لزملائهم، ومثلا يحتذى فى البذل والعطاء، منهم الضباط والأفراد والعاملون المدنيين، وتم منحهم شهادات تقدير ومكافآت مالية، وأيضا تكريم الضباط (أب مثالى)، والأمهات المثاليات، ومن العاملين المدنيين والمتميزين من المجندين فى عيد الأسرة، وذلك فى إطار الاهتمام بالبعد الاجتماعى وإعلاء قيمة الأسرة الواحدة لدى جميع أبنائها.