أسامة الدليل ما بين السعودية وباكستان ما هو أهم بكثير من دعم الرياض للمعارضة المسلحة بصواريخ إسلام آباد في سوريا.. فهناك طموحات نووية (محتملة) للسعودية ترصدها العديد من أجهزة الاستخبارات في العالم.. وفي تقرير صدر في السابع من يناير الماضي عن معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية في نيودلهي بعنوان (الفكر النووي السعودي و الصلة الباكستانية) أكدت المحللة ريشمي كازي، أن الرياض تتوقع تحديا نوويا (محتملا) من إيران على المدى البعيد ردا على سلسلة الحروب بالوكالة التي تقودها السعودية في اليمن والبحرين وسوريا وفلسطين .. وأن الشكوك قد تنامت في أكتوبر الماضي بعد رفض السعودية مقعد مجلس الأمن، وبعد تقارير صدرت بعد ذلك بشهر بشأن التعاون الباكستاني السعودي (المحتمل) في إنتاج السلاح النووي ما أثار العديد من الأسئلة بشأن طموحات السعودية في حيازة قدرات تسليحية نووية. ومع التفاهمات الأمريكيةالإيرانية باتت المخاوف تتعاظم بشأن (احتمال) تجاهل الغرب للتهديدات الإيرانية للمصالح السعودية التي تضع نفسها كقوة إقليمية إسلامية (سنية) بمواجهة إيران النووية التي باتت قوة إقليمية إسلامية (شيعية) .. ومن العجيب أن السعودية كانت من أوائل دول المنطقة الداعية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في بداية السبعينيات من القون الماضي، ومع ذلك كانت من أشد المدافعين عن حق باكستان في تجربة أسلحتها النووية في مايو 1998 إذ تعهدت وقتها بضخ 50 ألف برميل من النفط يوميا لباكستان، إذا ما تعرضت لعقوبات اقتصادية من قبل القوى المناهضة لهذه التجارب ما عزز إصرار باكستان على امتلاك السلاح النووي. لكن يبدو أن محاولات السعودية لمحاصرة تمدد النفوذ الإقليمي لإيران في المنطقة وإضعاف حلفاء طهران، قد بلغت بعد التطورات الجارية في المنطقة وفي مقدمتها تطورات الأوضاع على الأراضي السورية منعطفا خطيرا، وبالذات بعد أن أثبتت واشنطن قدرة عجائبية على التخلي عن كل حلفائها ومصالحهم الإستراتيجية من خلال جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة السورية سياسيا، واتجاهها العلني للتخلي عن تبعية الاقتصاد الأمريكي للنفط الخليجي.. ما يعني بالخلاصة أن تفضي السياسة الخارجية الأمريكية لخلق فراغ إستراتيجي (محتمل) في مجال التعاون الأمني بين الجانبين في سياق الدفاع عن السعودية حال تعرضها لتهديد إيراني (محتمل).. أيضا . وفي يوم الثلاثاء الماضي نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مستشار الشئون الدولية لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين شيخ الإسلام قوله إن السعودية تمول الإسلام الجديد في شمال باكستان لمواجهة النفوذ الإيراني.. وفي الثلاثاء الذي سبقه اعترف المحلل الإستراتيجي الأمريكي فان جونز، بأن على واشنطن أن تدفع بالسعودية وإيران للجلوس على طاولة مفاوضات لحل الأزمة في سوريا لأننا بحسب نص تصريحاته لشبكة CNN- أمام حرب بالوكالة بينهما. وبينما تعارض الولاياتالمتحدة تقديم السعودية للصواريخ المحمولة للأفراد المضادة للطائرات والدبابات باكستانية الصنع للمقاتلين في سوريا خشية وقوعها في أيدي التنظيمات التكفيرية، وبالذات منظومة الصواريخ المضادة للطائرات (المحمولة) كتفا من طراز (إنزا) التي (يحتمل) أن يستخدمها الإرهاببين ضد الطائرات المدنية في أي مكان من العالم – بحسب نص تصريح سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى – إلا أن السيد عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للأبحاث أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الولاياتالمتحدة (قد تسمح) لحلفائها بتزويد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات بعد فشل مفاوضات جنيف وعودة التوتر مع الروس .. أي أن الرجل يرى أن هذا.. (احتمال)!! وإلى أن يحسم هذا الأمر .. سيظل (ماثلا غير محتمل) أن هناك صراعا داخل حضارة الإسلام بعد أكثر من 1435 سنة.. وأن هذا الصراع الذي تأجج في قرون سحيقة يتخذ من الصواريخ النووية (المحتملة) والصواريخ التقليدية (المحمولة) عنوانا عريضا له.. وهو ما انتهى إليه أنتوني كوردسمان الخبير الإستراتيجي الأمريكي ومدير إدارة التقييم المخابراتي الأسبق بمكتب وزبر الدفاع الأمريكي.. في الرابع من فبراير الجاري في تحليل له نشر في دورية خدمة معلومات العلاقات السعودية الأمريكية SUSRIS .. وكان عنوان التحليل: السعودية وإيران والصدام داخل حضارة واحدة.. والتحليل ينتهي إلى أن الإسلام في العالم لا في الشرق الأوسط فحسب دخل حيز الصراع الداخلي، وأن الكثير من موارد المسلمين ستنضب قبل أن يحسم الصراع السني الشيعي وأن على الغرب ألا ينتظر للفرجة على هذه الكارثة ليبرهن لنفسه على انتصار الديمقراطية والقيم الغربية.. وأن من مصلحة الأمن الإستراتيجي لأمريكا وأوروبا، العمل فورا على إيجاد صيغة جادة للتفاوض ما بين السنة والشيعة.. قبل أن ينتهي سباق التسلح السني الشيعي لانفجار العنف الديني المتطرف في وجه الغرب.. وهو أمر مؤكد.. لا هو محتمل ولا محمول..!