وسام سعيد لم تكن واقعة الفصل التعسفي للإعلامية إيناس الشواف رئيس تحرير شبكة راديو النيل وهى : (ميجا إف ام 92.7 / راديو هيتس 88.2 / نغم اف ام 105.3) الواقعة الأولى في ملف فساد بدا واضحا داخل شركة صوت القاهرة ، بل سبقتها حالة قصل تعسفي وحالتان من الإيقاف عن العمل دون وجه حق ليكشف العديد من أوجه التخبط الإداري والفساد المالي داخل الشركة، فضلا عن أن واقعة فصل إيناس الشواف جاءت وفقا لما تراه ويراه العديد من المراقبين للوسط الإعلامي المسموع في إطار تصفية حسابات سياسية ، حيث لم تقف صامتة أمام العديد من الانتهاكات لاستعدادات ثورة 30 يونيو قبل اندلاعها وما تم من تشويه لثورة 25 يناير وأهدافها ، ومحاولة تشويه رموزها في هذه المحطات. حول واقعة فصلها - غير القانوني - التي أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف وهزت الوسط الإعلامي أجرينا هذا الحوار مع المعدة و الإعلامية إيناس الشواف لتروى تفاصيل فصلها التعسفي وما وراءه من فساد قد يطال واحدة من أعرق شركات (الميديا) في مصر * كيف حدث الفصل المفاجىء لك بعد سنوات خدمة طويلة قدمت فيها العديد من الضيوف ذوى الثقل في مختلف المجالات؟ فوجئت يوم "الأربعاء 12 فبراير، الساعة الواحدة ظهرا، في الوقت اللي كنت أمارس فيه عملى اليومى وأتابع فيه ضيف برنامج (أحمر شفايف) على إذاعة (نغم إف إم)، بوصول إيميل من الإدارة بأن بقية مرتبي لشهر ديسمبر (الذى كنت قد تقاضيت ربعه من قبل) ومرتبي لشهر يناير تم وقفهما تمامًا وأنهما لن يصرفا لي ، وعليّ مراجعة الشئون القانونية لشركة صوت القاهرة، فاتصلت بالشئون القانونية وحددوا لي مقابلة في الرابعة عصرا، وأثناء ذهابي إليهم وصلنى إيميل آخر وكان الصدمة لأنه كان موجها لجميع العاملين بالشبكة مفاده بوقف التعامل معي باعتبار أنه تم إنهاء التعاقد، بدون إخطارى أولا بذلك وفي الشئون القانونية لقيت جواب رفتى جاهزا، والأغرب إن الرفت تم يوم 26 يناير، دون علمى لمدة تعدت الأسبوعين". *يتردد من قبل شركة صوت القاهرة أن المسألة لا تتعدى كونها إنهاء تعاقد بناء على مخالفتك شروط العقد ..كيف ترين ما حدث؟ هذا الكلام غير منطقى لأن إنهاء تعاقد غالبا ما يتم وفقا لاتفاق بين الطرفين وقبول بينهما بعد الإخلال بشروط التعاقد وهذا مالم يحدث ، هذا ليس إلا فصلا تعسفيا لا سند قانوني وراءه ، بل تكمن وراءه مجموعة من الأسباب غير المهنية ، بل هى سياسية وإدارية . ولو كان إنهاء التعاقد كما يقولون لأسباب مهنية مثل الإخلال بالمواعيد أو وجود ثغرات في الغياب والحضور بشكل رسمى ، فهذا أمر يثير الضحك حينما تعلم أن الشركة لم تتعامل معنا بهذا المقياس من قبل خاصة وأن طبيعة عملي كرئيسة تحرير لمحطات الشبكة تجعل مواعيد حضوري وانصرافي مرنة وتنصب على مسئوليتي أن تتم الحلقة على أكمل وجه بحضور جميع الضيوف وانضباط الحلقة على الهواء . فضلا عن أن تاريخي مع الإعداد الإذاعى مشهود به من المستمع نفسه، وحلقات الهواء تشهد لي بذلك ونوعية الضيوف ومدى ثقلهم سواء سياسيين بارزين أو فنانين عازفين عن الظهور الإعلامى ، أو أدباء وكتاب ، وبعض الرياضيين وأقدر لمعظمهم أنهم يفضلون مشكورين الاستجابة لطلبي قبل الظهور في أي محطات اخري . وقل لي ما قيمة مواعيد الحضور والانصراف أمام ضيوف بحجم مرشحي الرئاسة في الانتخابات السابقة ، حينما قمت بعمل حلقات لجميع مرشحى الرئاسة على الهواء مثل عمر موسى وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وأحمد شفيق والرئيس المعزول أيضا؟ *إذن ما أسباب الخلاف ثم الفصل المفاجىء؟ الفصل من العمل من وجهة نظرهم مسنود على بند في العقد يفيد بأن من حق الشركة إلغاء التعاقد في حالة إخلال الطرف الثانى بأي من التزاماته.. حيث اتهمني أني غير ملتزمة بالحضور وبعدد ساعات العمل والأيام المقررة وأنى أقدمت على خطأ وهو عمل دعاية غير مدفوعة لفيلم معروض حاليا بالسوق". الغريب أنى طوال فترة عملي في السنوات السابقة لم تطلب منى أو من زملائى مواعيد محددة وأيام بعينها للحضور والإنصراف بحكم طبيعة عملي الذى يعتمد على الوجود الخارجى أكثر ، كما أن أن عملي يتم تقييمه بالإنجازات وقدرتى على إدارة حلقات الهواء وأيضا بالسبق الإعلامى في استضافة الشخصيات المعروفة في المجالات المختلفة (خاصة مجال الفن) فور وقوع الحدث أو نزول العمل الفنى.. وهذا ينفي عنى تماما الخطأ الثانى الموجه ضدى في جواب فصلي من العمل.، خاصة وأنه لم يتم توجيه أي تحذير شفهي أو كتابي بالإبتعاد عن استضافة نجوم مشاركة في أعمال فنية معروضة بالسوق. فالدعاية لفيلم (لا مؤاخذة) واستضافتي لمخرج الفيلم عمرو سلامة ومنتجه محمد حفظي والطفلين الممثلين، هي ليست المرة الأولى التى تقدم فيها الشبكة بمحطاتها الثلاث هذه النوعية من تغطية الأعمال الفنية ، والمستمع نفسه شاهد على ذلك ، بل أصبح في حكم العادة أن يأتي أبطال أي فيلم فور عرض الفيلم للمحطة أو نزول ألبوم غنائي ،وهذا أمر طبيعي ولا توجد قناة أو جهة إعلامية لا تقوم بذلك أما الأسباب الحقيقية وراء فصلي التعسفي فهى تراكمية وأراها نتاج صراع فكري وسياسي كبير بيني وبين القائمين على الشبكة من حيث التوجهات السياسية ، ومدى رفضي وقبولي لضيوف بعينهم ، أو اتعراضي على مواقف وتعبيرات صدرت من زملاء علي الهواء تتضمن مخالفات وتجاوزات في حق ثورة 30 يونيو أثناء تحمسي لها قبل اندلاعها، وثورة 25 يناير حينما تم تشويه رموزها دون وجه حق . *هل هناك وقائع بعينها تستطيعين ذكرها؟ الوقائع كثيرة ، أذكر منها أنه قبل 30 يونيو في منتصف الشهر محاولة لمنع حلقة الفنان (خالد الصاوي) وهو معروف بميوله الثورية خوفا أن يشير لثورة 30 يونيو حينما كان نظام المحطة تابعا للسلطة الإخوانية القائمة آنذاك ، فاعترض مدير القناة خوفا من أن يحشد خالد الصاوي الناس للنزول يوم 30 فأقنعته بضرورة وجوده وقبلت الحلقة على مسئوليتي ومسئولية المذيعة سالي عبد السلام ووائل منصور ومديرة (ميجا إف إم) وسام وجدي وأذكو واقعة أخرى أيضا قبل 30 يونيو أيضا وهو ما حدث للمذيعة (زهرة رامي) التي تم إيقافها أسبوعا كاملا لمجرد أنها سألت على الهواء المستمعين «هتعملوا إيه يوم 30 يونيو؟» !! فلهذه الدرجة كانت إدارة المحطة تتلون مع الأنظمة السياسية الحاكمة. وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة واستقالة الدكتور البرادعي وحملة الهجوم عليه اعترضت على سب صريح له حينما قال أحد الزملاء المذيعين وهو الزميل حسام عصام على الهواء معترضا على رفضه مقابلة الصحفيين في مطار القاهرة قبيل مغادرته : «ما يغور بقى بقرعته وبنظارته دي ويريحنا » وكان رد فعل الإدارة سلبياً جدا علي اعتراضي ، ووعدني المدير أن ينظر في الأمر وتجاهل ملا حظاتي ولم يفعل شيئا . وفي مرة أخرى سجلت اعتراضى على الزميل محمد الغيطي الذي كان يقدم برنامج (الشارع المصري) حيث قال تعليقا على المظاهرات التي كانت أمام مجلس الشورى اعتراضا على قانون التظاهر إن الموجودين كلهم من شباب 6 إبريل، فأبديت تحفظى على دقة المعلومة لأن المتظاهرين كان من بينهم بعض شباب حزب الدستور وما يعرف عنهم بأنهم شركاء في ثورة 30 يونيو ، فتوجهت إليه بعد الفاصل الإعلاني وحدثته حول تحفظي ووعدني أن يصحح المعلومة في الجزء الثاني ، وهذا لم يحدث بل واشتكاني في الإدارة وفوجئت بالسيد وليد رمضان مدير الإذاعة يقول لي بالنص : سيبي الغيطي في حاله ، يقول اللي هو عايزه. وأخيرا أذكر حينما تحدث الزميل يسرى الفخراني مهاجما أحد المستمعين على اعتراضه على دستور 2014 قائلا : « عموما دي وجهة نظرك التي لا تعبر إلا عن عدد قليل في الشارع ما لهمش لازمة يعيشوا في البلد أصلا » ، فنبهت الإدارة لأن ذلك لا يليق ويؤدى إلي عزوف الناس عن المحطة ، وأيضا لم يلق اعتراضي أى رد فعل طيب بل زاد من حنق الإدارة تجاهي . ولن أنسى حينما اعترض مدير الشبكة على وضعى صورتى وأنا أمضى استمارة تمرد على صفحتى علي الفيس بوك وذلك قبل 30 يونيو ولامنى لذلك بشدة. أضف إلى ذلك علمهم بمواقفي الصريحة وغير المحايدة التي تعبر عنها صفحتي علي (الفيسبوك) وتغريداتي على تويتر . *هل من ضمن الأسباب موقفك المؤيد لتأجير ترددات إذاعتين من ثلاث تضمهم الشبكة رغم محاولة رئيس الشبكة عرقلة عملية التأجير؟ أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي في إقصائي وفصلي حيث إنها كانت أزمة كبيرة داخل أروقة شبكة راديو النيل وكادت أن تهدد جميع العاملين فيها ، وما حدث أنها كانت خفية وحبيسة الأدراج والنيات السيئة لكنها ظهرت وافتضح أمرها بالمصادفة حين أرادت وزارة الإعلام التعاقد مع شركة (كلمة) التي رسيت عليها المناقصة لتأجر لها المحطة ترددي إذاعتين من ثلاث وهما هما (نغم إف إم وراديو هيتس) وهذا ما لم يرض إدارة الشبكة ورئيس الشركة سعد عباس . وحينما اتصل بي نائب رئيس مجلس إدارة شركة (كلمة) لأنه لا يعرف أحد سواى داخل الشبكة على حسب قوله يطلب منى الرغبة في مقابلة العاملين للتعاون معهم وأنهم لن يسرحوا الموظفين والمذيعين بل سيتعاونون معهم . وفي يوم الخميس 16 يناير أرسلوا لي إيميلا مفاده أنهم يريدون إجراء مقابلة مع جميع الموظفين في المحطتين المراد تأجيرهما ، فقمت بدورى وما تحتمه على المهنية والأمانة واحترام قوانين العمل بإعادة إرسال الإيميل لكل من : السيد وليد عابدين المدير الإداري ، والسيدة وسام وجدى مديرة إذاعة ميجا إف إم ، والسيدة عايدة سعودي مديرة راديو هيتس ومديرة العلاقات العامة ، فلما علم العديد من الزملاء والعاملين في هذه الإذاعات أن النية لفصلهم لم تعد موجودة وأن الشركة الجديدة الخاصة ستتعاون معهم توقفوا عن جمع التوقيعات لرفض إيجار الإذاعتين الذي كانت الإدارة تسعى له بين العاملين ، وهذا يفسر لنا أيضا السبب وراد فصل المذيع محمد فهمي تعسفيا من قبلي بأسابيع نتيجة إلقائه محاضرة وسط الزملاء عن مزايا القطاع الخاص في التأمين على الموظفين والعاملين وأنه أفضل من حالتنا المعلقة بين القطاعى العام والخاص ، وأننا حتى اليوم غير مؤمن علينا. ولو رجعنا إلي تاريخ إبلاغي بوقف بقية مرتبي سنجد أنه مرتبط بهذه الواقعة فلماذا إذن أعطوني جزءا من الراتب ومنعوني جزءا آخر ،ثم كان قرار فصلي نهائيا بعد ذلك ، وادعوا أن وراء الفصل أسباباً مهنية وأن ذلك لمصلحة الشبكة . *هذا ما كان يقوله سعد عباس رئيس الشركة في وسائل الإعلام أن فصلك كان لمصلحة الشركة ما رأيك في هذا؟ أنا من أول يوم لعملي معهم ليس لي مواعيد محددة ولا يشترط تواجدي كل يوم والكل يعرف ذلك...فما الجديد الذي جعل الحضور أو الانصراف هو المقياس لإخلاص العمل، وأريد أن أسألهم ماذا عن النجوم والأسماء الكبيرة والمشهورة التي كانت ضيوف حلقاتي؟ ، وماذا عن تطوعي لتوصيلهم واحضارهم بسيارتي الخاصة إذا لزم الأمر لكى لا يخل ذلك بمهنية العمل الإذاعي ووعد للمستمع بظهور ضيف بعينه ؟ وماذا عن أدائي لمهام عملي كاملة دون إخلال أثناء وبمجرد خروجي من عملية جراحية كبير أجريتها العام الماضي حتي إني كنت أتابع ضيوف حلقاتي وأنا طريحة الفراش ، ولكن يبدو أنها مكافأة نهاية الخدمة. *وماذا عن موقف زميلك (إبراهيم الجارحي) الذي قرر وقف برنامجه (المواطن جارحي) تعاطفا معك؟ إبراهيم الجارحي على رأس كثيرين أسعدوني بتعاطفهم معي ، ولكن إبراهيم كان أسرع مبادر في ذلك ولن أنسى له هذا الموقف، ، ولن تتخيل حجم من واسوني وقرروا تدشين حملات مقاطعة الإذاعات الثلاث ، وحملة أخرى تحت عنوان (Keep Calm وتضامن مع إيناس الشواف) كما لن أنسى أيضا تغريدة الكاتب الكبير عمر طاهر وهو صديقي ، التي أشادت بي وبتاريخي وردت لي اعتباري ورفعت الكثير من معنوياتي بعد هذا القرار ، وكذلك تغريدة المؤلف عزيز الشافعي وخالد البلشي ، وما كتبه أسامة الشاذلي عن أزمة فصلي التعسفي تحت عنوان (المخلصة والطبال) على موقع الوادي نيوز. وأخيرا كانت هناك مبادرة من الفنانة بشرى حيث أوقفت هى الأخرى برنامجها الأسبوعي لتحفظها على تخبط الإدارة. *هل أنت على خلاف مع زميلك أحمد الشناوي ابن رئيس الشبكة ، وهل يحاول والده فرضه بالقوة على المحطة ؟ ليس لي خلاف شخصى معه بل على العكس أكن له كل الاحترام والتقدير لأنه لم يسيىء لي ، وهو قد تم بالفعل تعيينه رئيسا لقسم الأخبار ليكون مسئولا عن مجموعة من الموظفين على الرغم من كون عمره لم يتعد 23 عاما وتخطى بذلك العديد من الكفاءات داخل الشبكة ، وأنه لا يقدم اسمه الحقيقي على الهواء بل تحت اسم (أحمد الشناوي) وليس أحمد سعد عباس . وللإنصاف فإنه يجتهد في عمله كمذيع وكرئيس لقسم الأخبار ويعمل بمنتهى الإخلاص ولكن من حوله لا يمكنهم نسيان أنه ابن رئيس الشبكة ويتعاملون معه من هذا المنطلق. وما أشيع بيننا من خلاف كان بسبب تجاهله ذكر اسمى على برنامجه (شعبي الحبيب) في إحدى الحلقات ، ولما سألته عن السبب قال لي إن مدير الشبكة وليد رمضان طلب منى ذلك ، فطلبت منه وقتئذ أن يكون شاهدا على أسلوب الإدارة معى ، ولا أخفي عليك أن كثيراً من الزملاء نصحونى قائلين : « ظبطي ابن رئيس الشركة علشان أبوه يظبطك» ، ولكنى تعاملت معه كزميل ليس أكثر. *ومن من الوسط الإعلامي أبدى تعاطفا معك؟ بفضل من الله هم أكثر بكثير من أن أذكرهم ، خشية أن أنسى أحدهم فأنا فوجئت بعدد من الشخصيات العامة السياسية والفنية يتصل بي هاتفيا مما أثبت لي مقدار ما أحظى به من حب واحترام داخل الوسط ، وأنا ممتنة للجميع وأقدم لهم عميق شكري وسعادتي كانت أكثر بمئات الشباب العادى الذي أمطرني برسائل تعاطف وحب على الفيسبوك ، حتى أن أحدهم قال : لقد تربينا على اسمك في الإذاعة.