رويترز سلمت الحكومة السورية روسيا أمس الجمعة (17 يناير كانون الثاني) اقتراحا لوقف إطلاق النار في حلب وتبادل السجناء في إطار الاستعداد لحضور محادثات سلام مقررة مع المعارضة هذا الأسبوع تشارك روسيا في رعايتها. ولم يصدر رد من فصائل معارضة للرئيس بشار الأسد المتشرذمة الذين لا يزال حضورهم المحادثات المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء (22 يناير) في سويسرا محل شك مما دفع الولاياتالمتحدة إلى توجيه دعوة في اللحظات الأخيرة لهم للمشاركة. وحاولت واشنطن طمأنتهم إلى أن المفاوضات ستؤدي إلى رحيل الأسد من السلطة. وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري لرويترز إن هدف المعارضة هو وقف إراقة الدماء في سوريا الآن وليس بعد الانتهاء من العملية الدبلوماسية لكن المشكلة أن النظام السوري لم يبد أي جدية في هذا الصدد. وتحقق قوات الأسد مكاسب في الحرب التي اندلعت قبل نحو ثلاث سنوات وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 ألف شخص وقد ساعدها في ذلك الاقتتال الداخلي بين قوات المعارضة بالاضافة الى الدعم الذي تتلقاه من ايران وحصولها على اسلحة وعتاد جديد من روسيا. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو إنه سلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب أكبر مدن البلاد وإن حكومته مستعدة لتبادل للسجناء وهو ما تريده المعارضة. وتحاول واشنطنوموسكو التفاوض على بعض الإجراءات لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة والسماح بتدفق المعونات الانسانية إلى أكثر المناطق تضررا في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام. ولكن لا توجد علامة تذكر على وجود موقف تفاوضي متماسك أو على تراجع العنف. وتقاتل قوات المعارضة المسلحة فيما بينها في معارك تضم اسلاميين متشددين ادى نفوذهم إلى تراجع الدعم الغربي للانتفاضة. وقالت مصادر لرويترز إن قوات الأسد التي كانت تترنح فيما مضى استعادت قوتها كما عززتها أسلحة وامدادات روسية جديدة. ورفضت أغلب قوات المعارضة المتشرذمة التي تقاتل في سوريا المفاوضات التي تعرف باسم جنيف-2 . وقال صالح إن هناك كثيرا من النقاش فيما بين أعضاء التحالف فيما يتعلق بجدية مؤتمر جنيف وبفرص النجاح في مؤتمر جنيف في نهاية المطاف وإن الائتلاف يتشاور مع المجتمع الدولي حول جدوى المشاركة مؤكدا ثقته في أن الائتلاف سيتخذ في النهاية القرار الصائب لصالح سوريا. وأصدرت الولاياتالمتحدة التي تشارك روسيا في رعاية مؤتمر جنيف نداء في اللحظة الأخيرة لمعارض الأسد للمشاركة في أول محادثات مباشرة لإنهاء حرب أدت إلى تشريد الملايين وأشعلت التوترات في المنطقة وخارجها. وقال جلال الدين الخانجي عضو الائتلاف الوطني السوري وممثل اللجان المحلية في حلب إن الدول الكبرى لا تضمن تنفيذ أي قرارات بعد مؤتمر جنيف ولا يمكن ضمان تنفيذ ما يتم التوصل إليه في جنيف في سوريا لأن الطرف الآخر غير جاد. وأعلن بعض أعضاء الائتلاف الوطني السوري الذي يضم 120 فصيلا بالفعل معارضتهم المشاركة في المحادثات حيث يخشى الكثيرون ان تقوض مصداقيتهم في الداخل المشاركة في عملية لا يرون فيها فرصة لاجبار الأسد على التنحي. وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الائتلاف على الحضور وأكد أن التلميحات من سورياوروسيا إلى أن العملية يمكن أن ينتج عنها استمرار الأسد في السلطة جانبها الصواب.