سوزي الجنيدي افتتح اليوم فى القاهرة الاجتماع الوزارى للدول اعضاء مبادرة الشرق الاوسط الموسع وشمال افريقيا " منتدى من اجل المستقبل " والتى تنعقد تحت الرئاسة المشتركة المصرية البريطانية بمشاركة الدول العربية، والدول الثمان الصناعية الكبرى، إضافة إلى دول من بينها باكستان، وأفغانستان وسويسرا. واكد السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية رئيس وفد مصر فى الاجتماعات فى كلمته نيابة عن الحكومة المصرية انه يرحب بالمشاركين على ارض مصر فى وقت نحتفل فيه هذا العام بمرور عشر سنوات على تدشين منتدى المستقبل كمحفل لتطوير اواصر التعاون بين الدول الصناعية كبرى ودول الشرق الاوسط الموسع وشمال افريقيا بشراكة فاعلة بين الحكومات والمجتمع المدنى . ووجه حمدى لوزارة الشكر للرئاسة البريطانية المشاركة للمنتدى على جهودها وحسن تعاونها لقيادة دفة هذا المحفل هذا العام كما وجه التهنئة لروسيا والامارات على توليهما الرئاسة المشاركة القادمة متمنيا لهما كل التوفيق لدفع هذه المبادرة لما فيه خير شعوبنا وتعظيم مصالحنا المشتركة. اضاف ان عقدا كاملا مضى منذ انعقاد المنتدى الاول شهد فيه العالم خاصة المنطقة العربية تحولات ضخمة اكدت الحاجة لتعميق الحوار بين الحكومات والمجتمع المدنى بما فى ذلك مجتمع الاعمال من خلال إدراك كامل بالمسئوليات المشتركة واكدت كذلك الحاجة لبناء علاقات اكثر توازنا بين دول الشرق الاوسط الموسع والدول الصناعية استنادا للاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المستركة " دون إملاء او استعلاء ". وقال ان اجتماعنا ياتى بينما نصيغ فى مصر دستورنا الجديد وفق خريطة الطريق التى رسمها الشعب لنفسه وبنفسه ، فشعبنا سيقول خلال اسابيع قليلة كلمته فى مشروع دستور يعلى كرامة الانسان ويصون حرية الاعتقاد والفكر والتعبير ، دستور يمكن المرأه عبر مساواة عملية بالرجل فى الحقوق والواجبات ويحترم ويجسد حقوق الفلاح والطفل وذو الاعاقة ويجرم الاتجار بالبشر ويلزم الدولة بحماية حقوق الانسان وامنه وتمكينه بالتعليم والمسكن الملائم والرعاية الصحية والحفاظ على البيئة ويرسخ الفصل بين سلطات ويجعل استقلال القضاء على رأس القيم ويكفل حرية الصحافة والاعلام والحريات النقابية ويحفظ الهوية الثقافية المصرية بروافدها المتنوعة ويؤسس لدولة مدنية عصرية . اضاف نائب وزير الخارجية انه اذا كان شعبنا يمضى بخطوات واضحة لتحقيق تطلعاته نحو الحرية والديمقراطية فانه يدعم فى الوقت نفسه المطالب المشروعة للشعوب العربية الواقعة تحت الاحتلال من اجل التحرر . وقال نائب وزير الخارجية ان الحراك الاجتماعى الواسع الذى شهدته مصر وبلدان عربية اخرى الأعوام الاخيرة انما يعبر عن النضج السياسى الذى بلغته شعوب المنطقة فلم يكن من قبيل المصادفة ان رفعت ثورة 25 يناير شعار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، جسدت العفوية التى اجتمعت بها ارادة الملايين على هذا الشعار إدراك المواطن المصرى البسيط مدى تشابك حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية فى الحقوق المدنية والسياسية . واضاف انه لم يكن أيضاً من قبيل المصادفة ان تخرج الملايين للشارع مجددا فى 30 يونيو الماضى "لتستعيد التفويض الذى منحته قبل عام كامل عبر صناديق اقتراع كادت ان تغلق بلا رجعة" ولتعيد ثورة 25 يناير الى المسار الصحيح بعدما فشل النظام السابق فى تلبية تطلعات الشعب المشروعة وانحرف عن الديمقراطية وليعيد بذلك شعب مصر العظيم بعزيمته كتابة التاريخ مجددا كما سطر حروفه الاولى قبل آلاف السنين . واوضح السفير حمدى لوزة ان اجتماع اليوم ياتى فى خضم الاستعدادات الجارية لإجراء الاستفتاء على مشروع دستور جديد خطه أبناء غيورون على وطنهم اختلفت قلوبهم على محبته فقد استوعب شعب مصر اخطاء الامس وقرر بمحض إرادته الحرة ان يطوى صفحة الماضى القريب منطلقا نحو مستقبل تشارك فى صياغته كافة فئاته وطوائفه وفقا لجدول زمنى محدد لتنفيذ خريطة الطريق التى رسمها لنفسه وبنفسه . واشار نائب وزير الخارجية الى انه وفيما يمضى شعبنا لتحقيق تطلعاته نحو الحرية والديمقراطية فانه يدعم فى ذات الوقت المطالب المشروعة للشعوب العربية الواقعة تحت الاحتلال .. واضاف انه مع دعمنا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية اسرائيلية وتركيبا بالجهود الدولية فى هذا الصدد فاننا نشعر بقلق عميق ازاء استمرار اسرائيل فى التسويف فى وقت يستمر فيه الاستيطان واقتطاع الارض وامتنان كرامة الفلسطينيين حتى بات الامل فى امكانية تحقيق حل الدولتين يتلاشى. واكد التزام مصر الثابت بمواصلة العمل الجاد من اجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل بالشرق الاوسط ودعمها حق الشعب الفلسطينى لتقرير مصيره واقامة دولة مستقلة ذات سيادة على كامل اراضى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس شرقية وفق كافة المرجعيات ذات الصة وعلى رأسها مبدا الارض مقابل السلام وهو ما نامل ان يعكسه البيان الختامى للمنتدى بوضوح . وقال السفير حمدى لوزة نائب وزير الخارجية ان هناك ثلاثة مجات رئيسية مثلت محاور العمل خلال فترة الرئاسة المصرية البريطانية المشتركة هى تمكين المراة والتنمية الاقتصادية مع التركيز على تشغيل الشباب وحرية التعبير فكل من هذه المحاور يعكس اولويات وتحديات يلزم علينا كحكومات ومجتمع مدنى فى دول مجموعة الثمانية ودول المنطقة التعاون لمواجهتها واستفادة كل طرف من تجارب الاخر والتنفيذ الأمين للتعهدات التى سبق الالتزام بها فى اطار الاجتماعات السابقة لمنتدى المستقبل وترجمتها الى واقع ملموس من خلال توفير التمويل اللازم للمشروعات المتفق عليها