تقرير يكتبه هاني فاروق تأكيدا لما نشرته "الأهرام العربي" في العدد الماضي حول مهمة الرجل الثاني بسفارة دولة قطربالقاهرة السيد أسامة يوسف القرضاوي، في ظل ما تقوم به دولة قطر من دعم تنظيم الإخوان بمليارات الدولارات لزعزعة أمن واستقرار مصر لتحقيق مآرب شخصية. ننشر اليوم وثيقة سرية تؤكد أن أسامة يوسف القرضاوي، هو الرجل الثاني بسفارة قطر، بل أصبح الرجل الأول لدولة قطر في مصر في أوقات الأزمات التي شهدتها مصر عقب ثورة 30 يونيو. الوثيقة الصادرة من مكتب السفير القطريبالقاهرة بتاريخ 18 أغسطس 2013، وتحمل رقم (س.م.ق:24/1/2 _631)، تؤكد أن نجل القرضاوي، المستشار بالسفارة تولى مهمة قائم بالأعمال بالإنابة خلال الفترة من 18 إلى 34 أغسطس 2013، خلال فترة غياب السفير سيف بن مقدم البوعنين، السفير القطري لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، الذي فوض اختصاصاته لأسامة القرضاوي، خلال فترة غيابه في مهمة رسمية خارج القاهرة في هذا التوقيت. وما يثير الشكوك أيضا أن الفترة التي فوض فيها السفير اختصاصه لنائبه القرضاوي، تزامنت مع فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة في 14 أغسطس، وما أثير عن اختباء بعض من رموز الإخوان على رأسهم المرشد محمد بديع وحازم صلاح أبو إسماعيل داخل السفارة بعد فض الاعتصامين لعدة أيام، وما قيل عن تنقلهم بسيارات دبلوماسية تتبع السفارة القطرية خلال هذه الفترة ليفلتوا من قبضة العدالة، وما يؤكد ذلك أن ذلك تزامن مع مهمة السفير وتولي أسامة يوسف القرضاوي، مهمة الرجل الأول لقطر في مصر والشبهات التي تزامنت مع وجوده، المظاهرات وأحداث العنف التي شهدها شارع جامعة الدول العربية، وتحديدا ميدان مصطفى محمود، المجاور لسفارة قطر في أثناء تردد تلك الشائعات عن حماية الإخوان لرموز الإرهاب الذين هددوا أمن واستقرار مصر والعبث بمقدراتها، والمتاجرة بالوطن والشعب لتمكين القطريين والغرب منا لتنفيذ مخططات التقسيم الدنيئة التي وصلت فيها التهديدات التي رعتها قناة الجزيرة القطرية بتفجير مصر. فوجود أسامة القرضاوي، يرتبط ارتباطا وثيقا بالدور الخبيث الذي تقوم به تلك القناة المغرضة في تأجيج الأحداث في مصر، والمستمر على ذات النهج حتى الآن، خصوصا في ظل التصريحات العدائية التي تخرج من القيادة القطرية بين الحين والآخر تجاه مصر، والتي دفعت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، في موقف عروبي، بتوجيه خطاب شديد اللهجة إلى دولة قطر حتى تتوقف عن سلوكها المشين تجاه مصر. الجدير ذكره، أن اجتماعات السفراء والمندوبين الدائمين لدول الخليج، السعودية والكويت والإمارات والبحرين، التي كانت تتم لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب غاب السفير القطري عن كثير منها وفوض نائبه أسامة يوسف القرضاوي لحضورها بدلا منه، وهو ما أثار حفيظة بعض من السفراء الخليجيين، لما في ذلك من علامات استفهام. وما يثير الشكوك حوله أيضا أن السفير القطري فوض نجل القرضاوي في أن يحل مكانه في اجتماعات عديدة بجامعة الدول العربية، بحجة وجود السفيد في مهمة رسمية خارج القاهرة، وأبرزها كان في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بجامعة الدول العربية. أسامة القرضاوي، الذي يحمل الجنسية القطرية والمولود فيها في 10 فبراير 1972، هو أصغر أبناء الشيخ القرضاوي، أصبح وجوده في مصر غير مرغوب فيه، والدليل على ذلك ردة فعل الشارع المصري الذي سخر من عندما أعلن والده الاستقالة من هيئة كبار العلماء بالمجلس الأعلى للشئون الدينية يوم الاثنين الماضي، في الوقت الذي كان يتم النظر في شطبه من المجلس بعد التصريحات والفتاوى التي صدرت عن الشيخ باستباحة دماء المصريين ورجال الجيش والشرطة وتدمير الوطن. وما يؤكد بالدليل القاطع أن السيد أسامة هو نجل الشيخ يوسف القرضاوي، أنه كان في استقبال والده الذي وصل إلى مصر قادما من الدوحة في 29 يونيو 2012، بعد وفاة والدته زوجة الشيخ السيدة إسعاد عبد الجواد، التي أقيم عزاؤها في الثالث من شهر يوليو عام 2012، والذي تم ذكر أن المهندس أسامة القرضاوي، المستشار بسفارة قطربالقاهرة هو ابنها، وكان يقف بجوار أشقائه الشاعر عبد الرحمن يوسف، والدكتور محمد القرضاوي، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة قطر. الأدهش أن ما يدل على خيانة الوطن من القرضاوي ونجله أسامة، ما كشفته بعض التقارير عن أن سيناريو إخراج الانتخابات الرئاسية وتوصيل محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة تم في دولة قطر وداخل الديوان الأميري، في ظل العلاقات الغامضة والخفية التي تربط بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين ودولة قطر، عن قيام الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (والمقيم في قطر منذ أكثر من 40 عاماً والمقرب جداً من العائلة الحاكمة في قطر) ونجله أسامة الذي كان يعمل آنذاك قنصلاً لسفارة قطر في القاهرة الذي دوراً كبيراً في تهريب أموال ضخمة إلى القاهرة في حقائب الأب والابن باعتبارها حقائب دبلوماسية لا يتم تفتيشها، وما صاحب ذلك من فتوى مثيرة من الشيخ القرضاوي بأن تأييد مرسي في انتخابات الرئاسة واجب شرعي وديني. وما يثير الشك في هذا الإطار، وما لأسامة القرضاوي، من دور خطير فيها، الزيارات الغامضة غير الرسمية التي قام بها الشيخ أحمد بن ناصر رئيس الاستخبارات القطرية مساعد رئيس الأركان إلى مصر، في 25 مايو 2012، الذي وصل إلي القاهره فجأة بعد إعلان المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية ولقاءاته بخيرت الشاطر نائب تنظيم الإخوان، وما ذكر وقتها عن أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى كان مديرا للمخابرات الحربية آنذاك استدعى نظيره القطرى، وأخبره احتجاجا شديد اللهجة على تلك الزيارة، مؤكدا له أن مصر «مش سايبة»، وأن زيارة المسئول القطرى يجب أن تتم بالتنسيق مع الأجهزة المعنية. والزيارة الأخرى الغامضة كانت في 11 يناير 2013، في لقاء سري مع قيادات تنظيم الإخوان الحاكم آنذاك، دون موعد سابق أو حتى لقاء نظيره المصري اللواء محمود حجازي، وما تردد عن مشكلته في مطار القاهرة في إحدى الزيارات وضبطه بأجهزة اتصالات بالأقمار الصناعية خلال فترة حكم الدكتور محمد مرسي، ودور بلاده الخفي في تخريب مصر على أيدي تنظيم الإخوان. ويربط البعض واقعة سرقة شقة الشيخ القرضاوي بمدينة نصر بدوره ونجله في دعم تنظيم الإخوان، ففي 26 يناير 2012، كان أسامة يوسف القرضاوي الذي كان وقتها نائبا للمندوب الدائم للسفارة القطريةبالقاهرة، محورا رئيسيا في البلاغ الذي قدمه باكتشافه سرقة مبلغ 63 ألف يورو وهاتفين محمولين قيل أنهما "ثريا" من داخل شقة والده الشيخ يوسف القرضاوي، بشارع حسن الإمام بمدينة نصر. وليس هناك ما لا يدع مجالاً الشك من أن سفارة قطر، ووجود أسامة القرضاوي فيها، كان لهما دور في تهريب عاصم عبد الماجد، الملاحق قضائيا إلى دولة قطر التي مارست استفزازها بقناتها المثيرة للفتنة والتي أذاعت تسجيلا لعبد الماجد وهو موجود في أحد فنادق الدوحة الأسبوع الماضي. علامة استفهام أخرى حول أسامة يوسف القرضاوي، ما تداولته تقارير صحفية نشرت في شهر يونيو 2013، لسنا متأكدين من صحتها، عن أن الشيخ وسيم يوسف، أحد أشهر الشيوخ في الإمارات، خطبة ندد فيها بشيوخ الفتنة، الذين يبعثون الشباب إلى الجهاد، والذي ذكر أن ابن الشيخ لبى دعوة أبيه وذهب للجهاد في سوريا، ووفقًا لمقربين من الشيخ الإماراتي فإن المقصود هو أسامة نجل الشيخ القرضاوي، الذي يعمل في السفارة القطرية في القاهرة، والذي رافق سلفيين مصريين سافروا إلى تركيا للتسلل إلى حلب، والجهاد فيها قبل أن يقوم وزير الخارجية القطري، بناءً على طلب من القرضاوي، بإصدار أوامره إلى أسامة بالعودة إلى مكان عمله في القاهرة.