أحمد إبراهيم عامر ليس غريبا أن يخرج د. يوسف القرضاوى مناديا بالجهاد ضد الجيش المصرى ويدعو الغرب للتدخل العسكرى ويصف جنود مصر بأنهم أسوأ من جنود الاحتلال الإسرائيلى متناسيا، وصف رسولنا الكريم بأنهم خير أجناد الأرض.. كما أساء إلى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت ووصف حكومة الدكتور الببلاوى بوزارة الظلمة، وتطاول على الفريق أول عبدالفتاح السيسى واتهمه بقتل الشعب المصرى.. حتى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لم يسلم من لسان القرضاوى واتهمه بأنه شارك فى قتل المصريين، كما اتهم وسائل الإعلام المصرية بعدم المهنية فى نقل الأحداث. بل وصل الأمر إلى دعوة مجلس الأمن والأمم المتحدة فى أنحاء العالم أن يأتوا إلى مصر ليروا ماذا يحدث، كما وجه دعوة تحريضية للمسلمين فى جميع دول العالم ل"يكونوا شهداء على المذابح الوحشية" حسب وصفه. إنه يوسف القرضاوى القطرى الجنسية والهوى.. ولم لا وهو من نسى أنه ولد فى قرية صفط تراب التابعة لمدينة المحلة، وسافر فى ستينيات القرن الماضى لقطر قبل أن تصبح دولة فى ظروف لا تزال غامضة، حيث كان متهما ضمن آخرين فى قضية سيد قطب وهو الوحيد الذى لم يحكم عليه، وتم الإفراج عنه بل الموافقة وبمباركة من صلاح نصر، رئيس المخابرات المصرية حينذاك ليحصل على الجنسية القطرية، ويكون البوق الدينى للنظام القطرى على مدار 42 عاما هى عمر هذه الدولة. ولم يكن مستغربا أن يخرج علينا «شيخ الفتنة» بكلمات تدعو إلى إراقة دماء المصريين، فهو أصبح ليس منا، وأكبر دليل أولاده، فهو له سبعة أبناء ثلاثة ذكور وأربع بنات جميعهم يحملون الجنسيتين القطرية والمصرية قبل أن يخرج علينا ابنه عبدالرحمن يوسف ليعلن تنازله عن الجنسية القطرية فى محاولة لإثبات ولائه لمصر. أما المفاجأة الكبرى التى تؤكد انتماء القرضاوى وأبنائه لقطر هى ابنه أسامة الذى يشغل منصب نائب السفير القطرى بالقاهرة.. دون التنازل عن جنسيته المصرية، حيث يحمل رقما قوميا هو 27202108800317 واستخرج بطاقة شخصية عام 2010 بصفته مواطنا مصريا حاصل على بكالوريوس دراسات إدارة أعمال فى الوقت الذى لم يستخرج جواز سفر مصريا حتى يبعد الأنظار إليه خلال سفرياته واكتفى بدخول البلاد بجواز سفره الدبلوماسى القطرى فى سابقة تعد الحالة الأولى من نوعها بين جميع أعضاء الوفود الدبلوماسية. ويقوم أسامة بدور كبير كهمزة وصل بين التنظيم الدولى للإخوان الذى يعد والده أحد كبار قيادته وبين تنظيم الجماعة المحظورة فى مصر، وينقل كل التعليمات والتكليفات التى يصدرها التنظيم الدولى لإثارة الفوضى وارتكاب عمليات القتل بحق الجيش والشرطة، ويتم ذلك بسهولة تنقله بجوازه الدبلوماسى. وأمام هذا الوضع الغريب كان لابد أن نسأل الخبراء الدبلوماسيين عن الأمر، فقال السفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية السابق, إنه لم يسبق له أن صادف دبلوماسيا رفيع المستوى يحمل جنسيتين، بل أضاف أن الخارجية المصرية على سبيل المثال تشترط ألا يتزوج أعضاء السلك الدبلوماسى من زوجة أجنبية، وألا يتجنس بجنسية أخرى وهى شروط مطبقة فى معظم دول العالم. وأوضح برغم أن اتفاقات فيينا للعلاقات الدبلوماسية التى لا يوجد بها ما يمنع ازدواج الجنسية لأعضاء الوفود الدبلوماسية للدول فإن أى دولة رشيدة معتزة بدبلوماسيتها لا تقبل أن يمثلها من يحمل جنسية ثانية. وفى استغراب أضاف السفير أحمد القويصنى أن هذه الحالة تصادفه - لأول مرة - طوال عمله فى الخارجية المصرية أن يرى دبلوماسيا رفيعا يحمل جنسيتين ويعمل فى سفارة جنسيته الثانية لدى دولة جنسيته الأولى.. وتساءل: هل أسامة القرضاوى لا يزال يحمل الجنسية المصرية أم تنازل عنها؟ أما الخبير القانونى عصام اللبان فأكد أن قانون الجنسية المصرى يحتم على المواطن حامل جنسية أخرى أن يتقدم بطلب لوزارة الداخلية ليثبت فيه جنسيته الأخرى وفى حالة أسامة يوسف القرضاوى فهو حامل للجنسية بالميلاد والأب، وأنه لم يتقدم بطلب للسلطات المصرية لإسقاط جنسيته المصرية عنه، لذلك فهو قانونا يخضع للقانون المصرى داخل القطر المصرى حتى لو دخل البلاد بصفته الأجنبية والدبلوماسية ومن حق السلطات المصرية تطبيق كامل قوانينها بما فيها الحالة من التجنيد، خصوصا أنه استخرج بطاقة رقم قومى فإنه يتمتع بجميع حقوق الجنسية وعليه أن يطبق عليه أيضا جميع واجبات الجنسية المصرية وأولها القانون المصرى. لم يقتصر الأمر على أسامة بل إن إحدى بنات القرضاوى تعمل أيضا دبلوماسية بسفارة قطر بالولايات المتحدةالأمريكية.. هذا بخلاف النجل الآخر للقرضاوى عبدالرحمن يوسف، الذى كتب مرارا يتهجم على الجيش المصرى وآخر ما كتب «تويتة» على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يسخر من طرد السفير التركى بالقاهرة. والغريب أن شيخ الفتنة القطرى لا يزال يشغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر, ويصدر فتواه التحريضية ضد مصر وجيشها. ومن جانبه يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن فتاوى الشيخ القرضاوى تعد فى الدساتير والقوانين خيانة عظمى تعرض صاحبها للمحاكمة وسحب الجنسية الوطنية عنه، لأن الدعوة إلى التدخل الأجنبى لا تقل جرما عن التخابر والتجسس ضد الوطن. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن بيانات وفتاوى القرضاوى تخرج عن نطاق التعاليم الإسلامية ووصفها بأنها دعوة آثمة، ومرفوضة ابنة القرضاوى تعمل بالملحقية الثقافية القطريةبأمريكا للقرضاوي سبعة أبناء، أربع بنات وثلاثة من الذكور، كلهم درسوا في جامعات أمريكية وأوروبية. ابنة القرضاوي الكبرى (إلهام) درست الفيزياء في جامعة لندن، وأختها (سهام) درست الكيمياء في جامعة ريدبندج بإنجلترا، والثالثة (علا) درست في جامعة تكساس في مدينة اوستن - على مقربة من هيوستن- وهى تعمل الآن فى الملحقية الثقافية القطريةبأمريكا، ودرست (أسماء) في جامعة توتنجهام في بريطانيا، أما ابنه الأكبر محمد، فدرس في أمريكا ومثله أسامة أما ابنه عبد الرحمن، فهو الوحيد الذي درس في كلية الشريعة في قطر ليس عن ورع وتقوى، وإنما لأن مجموعه لم يؤهله للدراسة في الكليات الأخرى.