رجب البنا فى عدد 3 أكتوبر 2013 أى منذ أيام ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، المعروفة بصلاتها بالبيت الأبيض وبوكالة الأمن الوطنى، أن الولاياتالمتحدة خططت لزعزعة الاستقرار فى دولتين على الأقل من الدول العربية، ونشرت الصحيفة تصريحاً لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال هيو شيلتون، قال فيه: إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعمل على زعزعة الاستقرار فى كل من مصر والبحرين، وأضاف الجنرال هيو شيلتون، أن مصر نجحت فى إيقاف الحملة التى قام بها الرئيس أوباما خلال عام 2013، لزعزعة استقرار البلاد، وأن وزير الدفاع المصرى الفريق أول عبدالفتاح السيسى (رئيس جهاز المخابرات الحربية السابق) تمكن من كشف الدور الذى تقوم به الإدارة الأمريكية لإثارة اضطرابات لم يسبق لها مثيل، وأحبط السيسى خطة تحويل مصر إلى سوريا أخرى، وقطع الطريق على خطة تدمير الجيش المصرى بالكامل (كما تحقق ذلك فى العراق). ما قاله الجنرال هيو شيلتون، بالغ الخطورة، أولاً لأنه صادر عن شخصية لديها الكثير من المعلومات والأسرار ولا يمكن أن يقول قائد عسكرى كبير بهذا الحجم غير الحقيقة، لأن ما قاله لا يحقق منفعة شخصية له، ولكن "يقظة الضمير" وعدم القدرة على تحمل ثقل كتمان الحقيقة هما الواقع الأكثر احتمالاً، وما أكثر ما فى إدارة الرئيس أوباما من فضائح ومؤامرات تكشف عن السياسة الأمريكية فى عهده التى تعمل بوجهين، وجه طيب يدعو للسلام فى الخفاء بسياسة تسىء إلى الحلفاء والأصدقاء الذين تصوروا أن للوجه الطيب مصداقية، وأن أمريكا هى "الصديق الإستراتيجى"! ليس هذا كل ما قاله الجنرال، ولكنه كشف عن حقيقة أخرى لا تقل بشاعة عن الأولى، قال إن أجهزة المخابرات الأمريكية قادت حملة ضد البحرين التى أرهقتها الثورات الشيعية، وأن أمريكا عملت على أساس أن البحرين ستكون لقمة سائغة (سهلة) وتكون هى الباب الذى يؤدى إلى انهيار نظام مجلس التعاون الخليجى. هذا هو "الصديق الإستراتيجى". فضيحة أخرى تفجرت فى نفس الوقت كشفت عن أن المخابرات الأمريكية تتنصت على المكالمات الهاتفية لزعماء الدول الكبرى والصغرى، وعلى عشرات الآلاف فى أنحاء العالم وحتى على "توأم الروح" إسرائيل(!) واجتمع قادة أوروبا فى قمة بروكسل وقرروا وضع قواعد ربما تمنع الولاياتالمتحدة من التجسس عليهم، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت غضبها، لأن مكالماتها على الهاتف المحمول كانت المخابرات الأمريكية تسجلها، وكذلك عرف رئيس فرنسا ورئيسة البرازيل و300 رئيس دولة ورئيس وزراء ومئات من قادة الجيوش وملايين السياسيين والصحفيين وأساتذة الجامعات. وقالت ميركل: إن "الثقة فى مصداقية الولاياتالمتحدة اهتزت، وأصبحت تحتاج إلى "إعادة تأسيس" والقضية تنتقل قريباً جداً إلى الأممالمتحدة لتكون فضيحة أمريكا "فضيحة بجلاجل"! أظن بعد ذلك فإن الأمر يحتاج إلى "وقفة" من العرب، "وقفة" مع الصديق الذى يعمل ضدنا ويثير القلاقل ويسعى إلى زعزعة بلادنا وتدمير قواتنا المسلحة، ومن يحمينا إذا تم تدمير الجيش؟ وطبعاً لن ننسى دور السفيرة الأمريكية السابقة فى إشعال الحرائق وتدبير المؤامرات، ولن نتحدث عن تعليق جزء من المعونة العسكرية الأمريكية. متى يلتقى المسئولون عن الأمن القومى فى الدول العربية ليبحثوا ما أصاب بلادهم من أضرار بفعل الممارسات "الخفية" لأمريكا، وليتفقوا معاً على وسائل لحماية بلادهم من هذا الاختراق الذى تعدى كل الحدود، وعودوا إلى تصريحات السيناتور ماكين لتعرفوا حقيقة النيات. ولقد كان بعض الأصدقاء من كبار المحللين الذين يتصدرون المشهد الإعلامى يسخرون من كل من يتحدث عن "المؤامرة" التى تحاك لكل الدول العربية دون استثناء، حتى الدول التى تعتبر أمريكا هى الصديق الذى يمكنها الاعتماد عليه، وها هى الحقيقة المرة تنكشف، أمريكا ليس لها صديق، الصديق الوحيد لأمريكا هى أمريكا(!).