جلال الشافعى حماسة وأمنيات وترقب وقلق، هى أبرز المشاعر التى ظهرت على وجوه مسئولى المنتخبات الإفريقية العشرة، بعد قرعة الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2014 بالبرازيل، والتى أقيمت ظهر الاثنين الماضى بمقر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) بالقاهرة، والتى أبعدت المنتخبات العربية الثلاثة عن مواجهة بعضها البعض وأوقعتها فى مواجهات تقبلها البعض ورفضها الآخر فى الشارع العربي. وقعت القرعة منتخب مصر فى مواجهة مع غانا، وتونس مع الكاميرون، والجزائر مع بوركينا فاسو وصيف كأس إفريقيا 2013، فيما سيكون منتخب نيجيريا بطل إفريقيا فى مواجهة مع مفاجأة التصفيات منتخب إثيوبيا، ويلتقى منتخب كوت ديفوار مع السنغال. وستقام مبارايات الدور الحاسم بنظام الذهاب والإياب، وتتأهل الفرق الخمسة الفائزة فى مجموع المباراتين إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل فى يونيو من العام المقبل. وفى ظل الاهتمام الكبير فى الشارع العربى وحظوظ منتخباتهم لعبور الدور الحاسم، كانت على الجانب الآخر، ردود فعل متضاربة، حيث قام المسئولون فى غانا بتغيير ملعب المباراة من أكرا إلى كوماسى فور الانتهاء من مراسم القرعة نظرا لأهمية المباراة وقوة المنافس وهو المنتخب المصرى. كذلك أعطت وسائل الإعلام الغانية اهتماما كبيرا للمواجهة، فمنهم من رأى أنها ستكون متكافئة وسيحسمها الفريق صاحب أكبر قدر من التركيز، وعلى منتخبهم تحقيق نتيجة طيبة فى كوماسى من أجل تفادى أى شىء يحدث فى القاهرة، والبعض الآخر يرى أن المنتخب المصرى صيد سهل للنجوم السوداء لاعتمادهم بشكل أساسى على لاعبين محليين لا يلعبون أى مباريات رسمية فى ظل توقف النشاط، متجاهلين فوز المنتخب المصرى فى كل مباريات دور المجموعات. وفى بوركينا فاسو ظهرت حالة من القلق والرعب، نظرا لما أسفرت عنه القرعة ووقوع منتخبهم أمام المنتخب الجزائرى فى الدور الحاسم ولم يكن رعب البوركينيون من ضياع الحلم الذى يبحثون عنه للمرة الأولى، فهم يعلمون من البداية أنهم سيواجهون منتخبا قويا نظرا لوجودهم فى التصنيف الثانى، وقد يكون المنتخب الجزائرى أقل قوة من منتخبات كثيرة أمثال غانا وكوت ديفوار، لكن الخوف يأتى من لعب مباراة الذهاب على أرضهم ولعب مباراة الإياب فى الجزائر وهو ما يفرض عليهم تحقيق مكسب كبير على ملعبهم، من أجل تخفيف العبء فى مواجهة الإياب بالجزائر، وهو ما أكده البلجيكى بول بوت، المدير الفنى لمنتخب بوركينا فاسو فى تصريحاته فور انتهاء القرعة، مشيرا أن القرعة جاءت على عكس رغبته، بلعب مباراة الإياب فى ملعب الخصم بغض النظر عن قوة المنافس. أما الشارع الكاميرونى فلم يفرح كثيرا لمواجهة المنتخب التونسى وإقامة مباراة الإياب على ملعبهم، فرغم حالة التخبط الذى يعيشها المنتخب التونسى بعد إقالة نبيل معلول وعدم وجود مدير فنى على رأس جهاز المنتخب، لأنهم يعلمون جيدا أن منتخبهم لم يعد الأقوى فى إفريقيا ومن السهل الإطاحة به من منتخبات أقل من المنتخب التونسى. وبعيدا عن المواجهات العربية تظهر أقوى المواجهات على الإطلاق بين السنغال وكوت ديفوار فلم يستطع أحد أن يتكهن نتيجة لقائى الذهاب والعودة بين المنتخبين وتحديد اسم المنتخب الصاعد للمونديال, وإن كانت الأمور تأتى فى مصلحة الأفيال، ولكن بشكل نسبي، على عكس اللقاء الآخر بين نيجيريا وإثيوبيا فلن تجد نيجيريا صعوبات لبلوغ المونديال للمرة الخامسة فى تاريخها بعد أن وضعتها القرعة فى مواجهة سهلة أمام إثيوبيا الطامح لتحقيق حلمه الأول هذه المرة، حيث يملك بطل إفريقيا الخبرة والإمكانات البشرية لتجاوز الحاجز الأخير والوصول للبرازيل.