د. أحمد يونس لو كانت مصر يا أستاذ قارئ واحدة ست، زى ما بيصوروها كلهم فى الأناشيد المدرسية وموضوعات الإنشاء والأغانى التى تتكاثر كأرانب الهندسة الوراثية، فضلا بالطبع عن أغلب المسلسلات وبرامج التوك شو، والحملات الانتخابية لمن يتحرقون شوقا إلى الكراسى ومحترفى الظهور فى الفضائيات المحرضة على القتل والسحل والتعذيب ومص الدماء، بالإضافة إلى ترسانة الأفلام اللى مش كلها بالمناسبة أى كلام فى الهجايص لزوم أكل العيش، بعضها يعنى الأقل ينتمى إلى مملكة السينما الجميلة، لو كانت مصر يا أستاذ قارئا واحدة ست، إزاى فى الحالة دى سيادتك يا أستاذ قارئ كنت حتتعامل معاها؟ كجارة؟ كزميلة؟ كحبيبة؟ كصديقة، ولا كواحدة معرفة من بعيد والسلام؟ هل كنت ستعاملها، كجارية من أيام الخلافة العثمانية؟ تطبخ وتمسح وتغسل، وبالليل زى ما حنا راسيين، وما تخرجش من البيت إلا عشان تقف فى الطوابير لحد ما تفطس تحت الملابس المدرعة، لغاية ما ييجى عليها الدور وتنتخب اللى أنت عايزهم، ولا زى أى حتة عفش وخلاص، كنبة أسيوطى؟ فوتيه بتلات رجلين؟ سحارة؟ بابور جاز؟ أم غطا حلة، ولا مزرعة تفريخ؟ إزاى فى الحالة دى سيادتك يا أستاذ قارئ كنت حتتعامل معاها؟ باعتبارها أميرة بضفاير لحد الكعبين وعينين ياما تاهت فيها سفن؟ أميرة هربت من كتب الحواديت، مخصوص علشان تسألك: أخبارك إيه؟ على أساس أنها الولية القرشانة المقملة اللى كانت ساكنة تحتكو فى البدرون قبل ما تعزلوا، واللى فى المواسم والأعياد ودخول المدارس لسه بتيجى تأخذ هدوم الولاد القديمة وتبات فى المطبخ على البلاط؟ كالخدامة اللى كانت عندكو قبل ما تتجوز واد رد سجون بيرقعها كل يوم علقة، ودلوقتى بيشغلها فى البيوت باليوم عشان هو مالوش مزاج فى الشغل والحاجات المقرفة دى، وبيموت فى حاجة اسمها السجاير الأجنبية والنسكافيه والفرجة على الكورة فى القهاوى السياحية؟ كالست هانم المفترية صاحبة الشغل اللى بتأمر وتنهى وتقدر الشريرة وبعيد ترفدك بجرة قلم، ولا كشحاتة كل ما تقرب منك تروح جازز على سنانك وقايل لها باشمنتاط: يحنن أو : مامعيش فكة؟ لكن ممكن تديها ورقة بخمسين أو حتى مية أو مراسل إحدى الفضائيات بيصور بالمصادفة فى إشارة المرور دى بالذات؟ وتقول لمراتك أول ما تدخل البيت: شفتينى وأنا باتصدق؟ السؤال جايز يا أستاذ قارئ ما يكونش من الأساس جه على بالك قبل كده. معلهش! حصل خير، الدنيا تلاهى، وجل من لا يسهو، إدينا بنهلوس ورانا إيه؟ إزاى كنت حتتصرف معاها سيادتك؟ تسبل لها يا هل ترى وتسمعها فى الرايحة والجاية أسطوانات من اللى قلبك يحبها، بالضبط زى ما هم كلهم على طول بيعملوا مع مصر منذ لا أذكر كم من السنين؟ حتحبها طول ما هى ساكتة وكافية خيرها شرها ومستحملة بلاويك اللى لو اتوزعت على كل شعوب العالم برضه كان حيفيض؟ هل كنت ستكرهها وتلعن أبو خاشها على الأرض لو حاولت أن تحاكم المرشد وجماعته ومرسيه، أو إذا اعترضت على فكرة أن هؤلاء فوق البشر، ولا يصح أن يحاسبهم الشعب؟ هل كنت حتفضل تتنهد، وتسرح كل ما حد يجيب سيرتها؟ إزاى سيادتك كنت حتتعامل معاها بالضبط؟ كنت حتتمشى بيها فى شارع الكورنيش، وتعزمها على درة مشوية وتين شوكى، ولا كفاية درة مشوية وخلاص؟ كنت حتتطلع بيها على المقطم وتسيقها حاجة أصفرة وتأخذ أعز ما تملك، وبعدين تخلع؟ هل كنت حتستنطع زى جماعة الإخوان المظلمين، وتعمل نفسك مش واخد بالك وتقول لصحابك على القهوة: تستاهل كل اللى يجرالها؟ إيه اللى خرجها من البيت؟ المفروض ما تهوبش برة الباب، تتجوزها وتاخذ فلوسها، وتنغص عليها العيشة إهانة وضرب، وتخليها كده زى البيت الوقف لغاية ما تبريك، وعلى البيعة كمان ما فيش مانع تديك قرشين تتجوز بيهم واحدة ثانية، وتفضل كده عايش حياتك زى الأميبا؟ ماذا كنت ستفعل يا أستاذ قارئ؟ هل كنت حتتخانق لو حد ضايقها فى الشارع، وتأكل علقة ما حصلتش، وتتخرشم، وهم نازلين فيك طعن بالمطاوى وضرب بالخرطوش، وما يفضلش فيك حتة سليمة؟ وبرضه لو حد ضايقها تتخانق وتتخرشم تانى؟ وتبقى عايز تعيط لو عرفت إنها بتتألم، هل كنت ستقعد تحب فيها من طرف واحد، وتديها (داون لود) من على الإنترنت لأغانى عبد الحليم، من أول: على قد الشوق، لغاية: موعود بالعذاب يا قلبى؟ وتهريها كروت بوستال لمناظر طبيعية فى بلاد حتى ما تعرفش اسمها، وتكتب على الضهر: أبعث لك بأشواق لو مرت على الصخور لأزكت فيها الحياة؟ وهاتك يا جوابات غرامية مليانة قلوب وسهام بتلقط دم عمرك أصلا ما حتتجرأ تبعتها؟ أم أنك ستحميها مع جماهير الشعب من موجات «التصحر النفسو عقلو جنسية» ؟ مش كفاية نحبها، ضرورى نعرف فى الأول إزاى نحبها، تلك هى القضية على رأى عمنا الخواجة وليم شكسبير، تلك هى القضية يا أستاذ قارئ شايف قد إيه كبيرة مشكلة مصر؟