يبدو أن كلمة «الإخوان» أينما وجدت تثير القلاقل وتصاحبها دائما الأحداث الساخنة، لكن عندما يكون المستشار مرتضى منصور الرئيس الأسبق لنادى الزمالك الطرف الآخر، تتحول الأحداث إلى سيناريو مشوق يستحق المتابعة، وهو ما حدث فور إعلان مشاركة أحد المنتمين إلى الجماعة فى انتخابات الزمالك المقبلة. الأمر امتد أيضا إلى النادى الأهلى، لتنكشف الأكذوبة الكبرى، حيث أعلن محمود طاهر عدم خوض الانتخابات المقبلة، بعد أن أكد حسن مالك إجراء اتصالات هاتفية لدعم طاهر فى انتخابات الأهلى وتأكيده أنه المرشح الذى يحظى بدعم الجماعة. حيث خرج الدكتور جمال عبد الله، مدرب نادى الزمالك الأسبق، وعضو اللجنة الرياضية بجماعة الإخوان المسلمين، بتصريح أكد خلاله، أنه سيشارك فى انتخابات مجلس إدارة النادى المقرر إقامتها فى سبتمبر المقبل. وليس هناك أى غريب فى الأمر، لأن جمال عبدالله من حقه كأحد رموز النادى الترشح فى الانتخابات، خصوصا أنه أكد أنه يأمل فى خدمة البيت الأبيض ومسألة ترشحه لمجلس الإدارة لا علاقة لها بالسياسة، لأن الزمالك كيان رياضى كبير، محذرا من الزج بلعبة السياسة. لكن تصريحات عبدالله أظهرت أن المسألة ربما لم تقتصر عليه وحده، حيث قال إن اللجنة الرياضية بالإخوان تدرس شكل المشاركة، سواء بالدفع بمرشحين على بعض المناصب أم تأييد بعض المرشحين المناسبين خلال الانتخابات، وهو ما يوضح أن هناك أسماء بعينها من داخل النادى تلقى قبول الجماعة وتحظى بدعمها خلال المعركة المقبلة.. وليس ذلك فحسب، بل أوضح أن الإخوان يسعى للمشاركة في انتخابات الزمالك، وجميع الانتخابات التى ستقام خلال الفترة المقبلة فى الأندية والهيئات الرياضية، وذلك للإسهام فى تطوير وإصلاح المنظومة الرياضية، وهو ما يجب على جميع الأحزاب والكيانات السياسية القيام به فى تلك المرحلة بعد انتهاء عهد التهميش والإقصاء، مؤكدا ضرورة قيام تلك الكيانات بدورها فى تنمية المجتمع من كل النواحى وعدم التركيز على النواحى السياسية فقط. وإن عاد عبدالله - بعدما أثارت تصريحاته غضبا داخل النادي - ليؤكد أن مسأله ترشحه شخصية بصفته أحد أبناء الزمالك، وأنه لم يحسم أمره بالترشح بعد. وكالعادة لم يترك المستشار مرتضى منصور المرشح المحتمل لرئاسة القلعة البيضاء الأمر يمر من بين يديه مرور الكرام، بل خرج بتصريح نارى قال فيه بلغته المعهودة: »الراجل فيهم ينزل الانتخابات ولن يدخلوا النادى مادمت موجودا»، مشيرا أن جماعة الإخوان المسلمين فشلت فى إدارة البلاد فكيف تنجح فى إدارة ناد. واستكمل مرتضى هجومه قائلا: »إن الجماعة كلها حتدوح.. وليأتون بعنترهم إذا كان لديهم عنتر ليخوضوا الانتخابات ضدى فى الزمالك»، حيث يتبع مرتضى سياسة الهجوم على أى مرشح ينافسه فى انتخابات الزمالك المقبلة مؤكدا نجاحه باكتساح، وأنه الأقدر على إدارة ناد كبير بحجم الزمالك ووضعه فى المكان الصحيح على الساحة الرياضية. وتوقع رئيس الزمالك الأسبق فشل الإخوان فى خوض أى انتخابات، لأنهم – على حد قوله - فقدوا مصداقيتهم وشعبيتهم فى الشارع، بعد أن وجدهم كل من تعاطف معهم فى الانتخابات السابقة ومنحهم صوته أسوأ من النظام السابق، ومستشهدا بأنهم لم يحصلوا على نصف الأصوات التى حصلوا عليها مسبقا فى انتخابات البرلمان. وأراد منصور الذى أكد أنه لن يسمح بأخونة النادى، أن يبرر موقفه من ضم المحامى منتصر الزيات إلى قائمته، وقال إن اختيار الزيات ليس لكونه منتميا للتيار الإسلامى، وإنما لشخصيته المحترمة، وأفكاره لخدمة القلعة البيضاء. يبقى الحديث عن أحد أهم أطراف الصراع وهو ممدوح عباس رئيس الندى الحالى الذى لم يسلم هو الآخر من هجوم مرتضى منصور، حيث علمت "الأهرام العربى" أن عباس الذى أكد مرارا عدم خوض المعركة، ينوى الترشح على مقعد الرئيس وهو ما دفعه للتصريح بمنح النادى مبلغ مليون جنيه لسداد المستحقات المتأخرة لبعض اللاعبين، بجانب أنه يأمل فى الحكم لصالحه بمد فترة توليه 15 شهرا أخرى. وإن كانت الحال داخل النادى تجعل أكثر المتفائلين يتهرب من كرسى الرئاسة لما يعانيه من أزمات، إلا أن "الكرسى" يختلف عن غيره لأنه خاص بأحد أهم الأندية الرياضية فى الوطن العربى، ويجب أن يتحلى الرجل القادم بصفة "الخارقين" لأنه أولا عليه أن يفكر فى إمكانية توفير مبلغ 40 مليون جنيه لسداد مستحقات اللاعبين المتأخرة ومقدم العقود الجديدة، هذا بخلاف مستحقات لاعبى الألعاب الأخرى، والمديونيات للأندية الأخرى مثل إنبى والجونة وغزل المحلة من صفقات سابقة. ومن الألغام الموجودة داخل النادى أزمة أرض ميت عقبة التى تقع عليها القلعة البيضاء، وذلك الصراع الدائر بين إدارة النادى وهيئة الأوقاف التى تطارد النادى من أجل الحصول على مبلغ 17 مليوناً ونصف المليون جنيه وفقا للعقد الجديد. أما القنبلة الأخرى التى تواجه الرئيس المقبل هى غضب أعضاء النادى الذين يشعرون بفقد النادى لقيمته الاجتماعية والرياضية، وأن الإدارة باتت تهتم فقط بكرة القدم التى لم تلفح فى تحقيق أى بطولات، فى المقابل توقف النشاطات الترفيهية والحفلات والرحلات.