أكد أدوارد ماكمالين سكوت نائب رئيس البرلمان الأوروبى المسئول عن ملف حرية لإنسان والديمقراطية أن إرساء النظم الديمقراطية يأخذ وقتا ففرنسا أخذت 80 عاما مشيرا إلى أنه وبالطبع فى زمن الإعلام الإلكترونى فإن الأمور تأخذ وقتا أقل بكثير حتى يكون التطور نحو الديمقراطية مستمرا ومؤكدا. وقال ماكمالين فى كلمته خلال جلسات المنتدى الاعلامى الاقليمى الموسع حول " الربيع العربى والعلاقات الاورومتوسطية "أن الاتحاد الاوروبى كان له دور كبير فى مساندة الانتقال إلى الديمقراطية فى دول أوروبا الشرقية بحيث تم إرساء القيم الديمقراطية بدون سفك دماء وهو مثال يجب ان تحتذى به دول الربيع العربى كما انه بإمكان الاتحاد الاوروبى ان يضطلع بدور كبير فى مجال حقوق الإنسان. وأوضح خلال جلسة العمل الخاصة بدور المؤسسات الأوروبية لدعم الديمقراطية و حقوق الإنسان و حرية التعبير بعد عامين من الربيع العربى ان الاتحاد الاوروبى يحترم اختيارات الشعوب و لكن هذا لا يعنى ان نقبل كل شيي من الفائز بل علينا ان نحترم خيار الشعوب وان نحافظ على قيمنا العالمية و ان نعترض اذا تم انتهاكها. ومن جانبه قال فيتو بونسيجنور نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الاوروبى أننا نحاول فى البرلمان الاوروبى بلورة استراتيجية جديدة انطلاقا من أوجه التقدم لسياسة الجوار الجديدة و علينا ان نفهم جيدا الأخطاء التى أرتكبناها فى الماضى عمدا أو سهوا حيث ظلت الدول الأوروبية تخلط بين مفهوم الاستقرار و النظم السليمة للحكم و عليها الآن ان تضع كل الدعم لكل من يبدأ الجهود من اجل تعزيز الديمقراطية وأضاف ان البرلمان الاوروبى يصبو لسياسة جديدة فى التعامل مع دول المتوسط. ومن جانبها قالت باربارا لوشبيهلير رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان فى البرلمان الاوروبى انه كانت هناك ممارسة منهجية للتعذيب فى السجون فى مصر و كذلك فى ليبيا و قد حرص البرلمان الاوروبى على تضمين حظر التعذيب فى الدستور المصرى الجديد كما يقدم كذلك الدعم للجنة مكافحة التعذيب و مساعدة ضحايا التعذيب فى ليبيا و كذلك فى الجزائر و المغرب و أيضاً هناك دراسة و متابعة لحقوق المراة فى ظل المرحلة الانتقالية ، و هناك عملية جارية فى اليمن للوصول إلى استتباب الديمقراطية و لكنها لازالت عملية هشة . واشارت الى انه سيتم كذلك عقد اجتماع وزارى فى البحرين فى يوليو القادم حول أهمية استتباب الديمقراطية مضيفة ان دور الجمعيات غير الحكومية أساسي و لكنها توجه ضغوطا فى مصر و الجزائر و تخضع لممارسات تهدف لتقليص حريتها فيما يتعلق بالعمل المستقل و تطرح الحكومات تساؤلات حول تمويلها و أجندتها ، و كذلك هناك صعوبات امام الاعلام و تكنولوجيا الاتصالات و التى يمكن تسخيرها لأغراض سلبية أو إيجابية .. وقد تم استخدام الاعلام الإلكتروني من بعض الحركات أثناء الثورات و كذلك تم استخدامها من الحكومات من اجل تجسس على شعوبها ، و لهذا فان هناك حاجة لتغير سياسة الاتحاد الاوروبى فيما يتعلق بتوفير تلك التكنولوجيات للدول . واكدت على وجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على الحدود الأوروبية و لابد من إعادة النظر فى صلاحيات الوكالة الأوروبية "افرونتكس" لمراقبة الحدود. ومن جانبه قال هوجوس مينجاريللى المدير التنفيذي لإدارة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبى المسئول عن شمال أفريقيا والشرق الاوسط ان الدول مطالبة بإعادة لنظر فى قواعد اللعبة السياسية بعد الربيع العربى مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبى قام بطرح خبراته على دول الربيع العربى و كذلك بالنسبة لتنظيم الانتخابات و مراقبتها كما حدث فى تونس و الجزائر و نأمل ان ننجح فى ارسال وفود للمراقبة للانتخابات كذلك فى مصر و ليبيا فى المستقبل . اضاف ان هناك حاجة لتأسيس مؤسسات ضامنة لحسن إدارة الديمقراطية و الرقابة على الحكومة مثل إصلاح المنظومة القضائية و تقوية الاعلام و منظمات المجتمع المدنى و النقابات العمالية لتكون قادرة على التأثير على حياة السياسية ، مشيرا ان الاتحاد الاوروبى قدم برامج تدريبية للشرطة فى تونس و ظباط شرطة للحدود فى ليبيا . اوضح ان هناك صعوبات حالية فى إقامة حوار جيد بين الأغلبية و المعارضة و هو ما ينطبق على مصر حاليا و إقامة نوع من المصالحة بين الجميع و هو ما تحتاجه ليبيا حاليا ، و عدم اتخاذ تدابير للإحصاء و التهميش مثل قرار إقصاء كل الموظفين الذين عملوا تحت النظام السابق فى ليبيا . وحول تدخل حزب الله فى سوريا وكذلك الدور الروسى السلبى قال مينجاريللى ان الاتحاد الاوروبى طالب لبنان دائماً بعدم إقحام نفسه فى الوضع السورى و نحن نطالب بذلك و ناسف ان بعض الأطراف لم تحترم مبدأ عدم التدخل مشيرا ان هناك تواصل مع روسيا حول مسالة ارسال اسلحة لنظام الاسد كما اننا ندعم المبعوث الآممى الأخضر الإبراهيمي حتى نصل الى التفاوض للوصول إلى حل سياسى و إقناع المعارضة بتوحيد صفوفها للتفاوض و قد ناقشنا امكانية تزويد الاتحاد الاوروبى للأسلحة للمعارضة السورية و اتفقنا ان الأمر يرجع لقرار كل دولة أوروبية. ومن جانبه اعرب بيير أنطونيو بانزيرى رئيس وفد البرلمان الاوروبى فى دول المغرب و الاتحاد المغاربى عن اعتقاده بانه كان من الخطأ الفادح اتخاذ قرار برفع الحظر عن تقديم الأسلحة للمعارضة السورية قائلا ان أوروبا برهنت أنها غير قادرة على اتخاذ موقف موحد كما انه لا يوجد ضمانات ان الأسلحة لن تقع فى الإيدى الخطأ ،كما ان روسيا تنوى توريد صواريخ ارض جو للنظام فى سوريا و بالتالى فان اسرائيل مهددة بانها مضطرة للرد على ذلك .. و بالتالى فان الوضع خطير بجانب وجود مليون و 400 ألف لاجىء سورى .. و لابد ان ينجح مؤتمر جنيف 2 إذا اردنا الوصول إلى حل سياسى و ليس أمامنا خيار اخر.. و نريد خطة سلمية يقوم بإعدادها كل لأطراف بمشاركة ايران إذا اردنا الوصول لحل سلمى ومن جانبه ماكمالان سكوت انه لابد استبعاد التخل العسكري فى سوريا كما ان اقامة منطقة حظر جوى ليس سهلا بل صعبا للغاية و من المهم ان نمكن من مساعدة الأطراف المعارضة فى سوريا ليكون لديها نفس القوة لمجابهة النظام فى سوريا . وأشار انه بالنسبة لمصر فان النظام الحالى يستخدم مقاربات ديكتاتورية ويقول أنه يحترم الأقليات لكن الوضع مختلف على الأرض و نحنولارنريد تلقين الحكومة دروسا و لكن من المهم حقوق الإنسان و ليس من الحكمة إلغاء المساعدات لمصر فى الظروف الراهنة و لكننا نعيش فى عالم يهتم بالرقابة و المساءلة و لا يمكن ان نبرر الإفلات من العقاب خاصة وان مبدأ المشروطية متبع فى الاتحاد الاوروبى و لابد ان نعتمده فى علاقتنا مع الدول الأخرى. وحول ما إذا كانت ظاهرة الربيع العربى قد انتهت بعد المجازر التى حدثت فى سوريا قالت باربارا لوشبيهلر ان الأسباب التى تنادى بالتغير لازالت موجودة و الظروف لم تتغير بشكل جذري مشيرة الى ان الاوضاع متقلبة و متوترة و هذا امر مستمر و كذلك الفساد لايزال موجودا و نحن لازلنا فى المهد و نحن نعمل حاليا على أعداد تقرير حول تأثير الفساد على حقوق الإنسان سيقدم فى أكتوبر القادم. وحول الفساد السياسى و شراء الأصوات قال ماكمالان ان الاتحاد الاوروبى سيرسل بعثة لمراقبة للانتخابات القادمة فى مصر كما يتم تقديم عدد من المساعدات التقنية . وحول ما إذا كان هناك سياسة تميز فى الدول التى فاز فيها إسلاميون و حجب الدعم المادى و القروض و المساعدات عنهم قال بونسيجنور نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الاوروبى و عضو وفد البرلمان الاوروبى للعلاقات مع دول المشرق انه لا يعتقد ان هناك سياسة تمييز من الاتحاد الاوروبى فيما يخص دول الربيع لعربي بسبب نتائج الانتخابات لفوز الأحزاب الإسلامية فى هذه الدول و لكن الاتحاد الأوروبى يمر بأزمة اقتصادية و مالية و هو أهم سبب أدى لتأخر تقديم الدعم المطلوب لدول الربيع لعربي.