يقوم شينزو آبي رئيس وزراء اليابان حاليا بجولة فى للشرق الأوسط تشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، و قد ألقى أبى كلمة في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء. الجولة بعنوان "العلاقات بين اليابان والشرق الأوسط التي يؤسسها التعايش والازدهار المشترك والتعاون في العصر الجديد" . قامت السفارة اليابانية بالقاهرة بتوزيعها إعلاميا حيث أشار قائلا"أخيراً تمكنتُ من المجيء إلى المملكة العربية السعودية مرة أخرى. يسعدني أن أتمكَّن من زيارة بلادكم بعد 6 سنوات من زيارتي السابقة". وأضاف "إننا إذا رجعنا لتاريخ علاقاتنا، فسنجد أن أول زيارة إلى اليابان قام بها كبار المسؤولين من جانبكم كانت بعد 6 سنوات فقط من تأسيس المملكة العربية السعودية، أي في عام 1938. وإذا عددنا السنوات منذ ذلك الوقت، سنجد أن العام الحالي هو عام مرور ثلاثة أرباع قرن تماماً على ذلك". ووأوضح فى البداية "باعتبار أن الزيارة الحالية إحدى العلامات الفارقة، فإنني أريد اليوم تأسيس علاقات جديدة تماماً ورابطة ذات أبعاد مختلفة عما كان عليه الأمر في السابق وحتى الآن، بين اليابان والمملكة العربية السعودية وبين اليابان والشرق الأوسط بأسره". وأكمل رقم 2 -التوسع الكبير في التعاون والتكامل الصناعي وصولاً إلي الزراعة والرعاية الطبية. لقد جاء معي في هذه الزيارة كثير من قادة الصناعات اليابانية. ونمت شركة بيترو رابغ التي تقاسم رأس مالها مناصفةً بين شركة أرامكو السعودية وبين شركة سوميتومو للكيمائيات اليابانية، قد أصبحت شركة ذات شهرة معترف بها كأحد أهم مراكز الإثيلين المشهورة في العالم. وكما ساهمت شركة سيارات تويوتا مساهمة كبيرة في إنشاء "المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات" وقد خرّج هذا المعهد ما يزيد عن 1000 من الفنيين المتخصصين في السيارات. وتم في شهر ديسمبر/كانون الأول في العام الماضي افتتاح مصنع تجميع سيارات نقل إيسوزو هنا. ومثل هذه الشركات واليابانيين الذين يعملون فيها، يجتهدون في نقل المضمون والجوهر الياباني في مجال تصنيع المنتجات إلى جيل الشباب السعودي. ويوجد أشخاص متحمسون يعملون على تقديم منتجات اليابان الطازجة إلى مائدة طعام الشرق الأوسط، ويوجد أيضاً أشخاص لديهم دافع متوقد لكي تقوم اليابان بتحقيق اكتمال منظومة الرعاية الطبية هنا في مجال التشخيص بالصور والخدمات الطبية العاجلة التي لدى اليابان خبرة كبيرة فيها قياساً لما لديكم. 3- كلمة المفتاح رقم 1. التعايش كيف سيكون التكامل والتآزر؟ إنه سوف يتحقق عندما يرتبط الشرق الأوسط الشاب، الشرق الأوسط النامي، الشرق الأوسط الذي يملك الطموحات في التحسن تجاه رفع مستوى الصناعة بالقوة الصناعية اليابانية وستظهر بالنسبة إلى كلا الجانبين، اليابان والشرق الأوسط، فرص للنمو الكبير حينئذ. إنني الآن أعمل على تحقيق إجراءات تحفيزية تستهدف إطلاق حزمة من ثلاثة أسهم مرة واحدة من أجل تحقيق استعادة عافية الاقتصاد الياباني بصورة قوية. هذه الأسهم الثلاثة هي: السياسات النقدية، والسياسات المالية، واستراتيجيات النمو الاقتصادي. إنني أريد أن تعود اليابان مرة أخرى دولة تمتلئ بالحيوية والنشاط وذلك بإطلاق هذه الأسهم بقوة وبسرعة وبدون توقف. إن اليابان القوية اقتصادياً هي اليابان التي تفكر معكم في القضايا التي تواجهونها وتوصلكم إلى حلول لها، هي اليابان التي تشارك في امتلاك الخبرة والمعرفة والتقنية وتخلق فرص عمل هنا على أرض الشرق الأوسط، وترتقي معكم كشركاء سلم القيمة المضافة. 4- كلمة المفتاح رقم 2. التعاون إن اليابان والشرق الأوسط اللذان يتخطيان إطار الماضي الذي كان يقتصر على الاقتصاد والصناعة سيحققان الكثير علي مسار تخطٍّ وتجاوز جديدين. ستعمل اليابان والشرق الأوسط يومًا بعد يوم على تقوية علاقاتهما السياسية والأمنية. وإذا قلنا هذا باللغة الإنجليزية فهي الbeyond"" الثاني. لقد صوتت اليابان بالموافقة عند التصويت على قرار الأممالمتحدة بمنح فلسطين صفة الدولة المراقب وذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) السنة الماضية. لقد فهمت اليابان حتى الآن الأمنية المنشودة لدى الشعب الفلسطيني تجاه إقامة دولته المستقلة وهي تدعم حق تقرير المصير للفلسطينيين. وتدعم اليابان "حل الدولتين" حيث تعيش إسرائيل ودولة فلسطين مستقلة في المستقبل معا في سلام وأمن. ولقد صوَّتنا لصالح فلسطين انطلاقاً من هذا الموقف. 5- 2.2 مليار دولار إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي إطار هذا التعاون، فإنني سأقترح بدء الحوار حول الأمن القومي في كل من الدول التي أزورها في هذه المرة وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا. إن اليابان ستواصل التعاون المستمر مع كل دولة من دول الشرق الأوسط سواء مع زعماء الدول أو مع كبار المسؤولين عن الأمن القومي فيها، و أعتزم أن أزور هذه المنطقة في فرص أخرى في المستقبل إذا سمحت الظروف. ومن أجل تحقيق التقدم في هذا الشأن، هناك مشروع رائد تقوم به اليابان. هو مشروع "ممر السلام والازدهار" بين الأردن وإسرائيل وفلسطين. ولا يمكن القيام بإنجازه بدون أي من هذه الأطراف وتعاونها معاً. 6-كلمة المفتاح رقم 3. التسامح وبعد ذلك، فإن عرق العمل الشاق في حقيقته ذو قيمة. اليابانيون يعرفون جيداً أن بذل هذا العرق معاً، وتحقيق الفرحة بالانجاز معاً هو الذي تتولد عنه روح التسامح. منذ قديم الزمان، اعتاد اليابانيون على اقتسام المياه، وتكافل الفقراء، وتجميع القوى، ورُبُّوا علي تقاليد تصنع لديهم الفرحة بجني الثمار سنة بعد سنة. وما يتولَّد عن ذلك هنا هو أننا نتعلّم كيفية الحياة بروح الانسجام والتسامح. لقد اعتقدت أن هذا التسامح قد ضَعُفَ بسبب الضجة والتغيرفي كيفية العمل في العصور الحديثة. ولكن ما جعلني أعرف أن هذا لم يَضعُف هو كارثة الزلزال التي ضربت شرق اليابان قبل عامين. لقد أثر فينا بعمق موقف ضحايا الزلزال الذين صمدوا بقوة في مواجهة الأضرار بصورة لا تستطيع الكلمات أن تعبّر عنها، لقد قاموا بمساعدة بعضهم البعض وكانوا يعطفون علي بعضهم البعض ويقتسمون مواد المساعدة غير الكافية ويعطون أعلى أمثلة إعلاء روح النبل لدى القلوب المتسامحة. وسأعطي مثالاً آخر لا يوجد في مواقع صناعة المنتجات اليابانية ما هو معتاد في المصانع الأوروبية والأمريكية من تقسيم العمل. فمثلاً يقوم العاملون على خط الإنتاج باكتشاف المصنوعات التي بها عيوب. هناك من يريد العثور على المنتجات التي بها عيوب، وهناك الجانب الآخر الذي لا يريد العثور عليها ويؤكد علي جودة الإنتاج. وبرغم أن هذا النوع من العمل يكون فيه المكسب الأصلي به منفعة متعارضة، إلا أن هذا كله اندمج في عمل الفرد الواحد من العاملين على خط الإنتاج في مجال المصانع اليابانية لأول مرة. واستمرت في مجال المصانع الحديثة ثقافة السرور والرضا بتبادل التعاون من أجل تقديم خدمة تصل إلي المستوى العالى بغرض إخراج منتج جيد. ولقد توارث اليابانيون روح الانسجام والتسامح حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم. ولذلك، فإنني سُررت كثيراً عندما سمعت أنكم في السعودية والإمارات قلتم لليابان إن تحمل التكاليف ليس هو المشكلة، وأنكم تريدون أن ترسل اليابان قادة فنيين متخصصين إلى دولتكم. 7- نحو التبادل الشخصي الأوسع من أجل تربية التسامح ولذلك وكمحصلة لهذا الحديث، فإني أريد زيادة التبادل بين اليابان ودول الشرق الأوسط ومنها السعودية والإمارات وتركيا، سواء بين الأفراد والأفراد، أو بين الطلاب والطلاب. إنني أعتقد أن الموظفين العموميين اليابانيين هم ليس لهم مطامح شخصية في العمل الذي يؤدونه بكل إخلاص، وهم يحبون نظافة اليد والطهارة والنزاهة ويعملون جيداً. ونحن نجد أن إرسال موظفين عموميين من طرفكم إلى اليابان من أجل تعلم هذا أمر مفيد. إن الجميع في الشرق الأوسط أياً كانت دولهم أو نظمهم يتطلعون إلى مجتمع يتمتع بالاستقامة والنظام. وإذا استطاعت اليابان أن تساعد في ذلك، فلا شيء يستحق الفخر أكثر من هذا. إن اليابان،خلال الخمس سنوات القادمة، ستنفذ تدريباً لحوالي 20 ألف شخص وسترسل خبراء لكل دول الشرق الأوسط. وسنزيد أيضاً من عدد الطلاب الذين يأتون للدراسة في اليابان. لقد ازداد عدد الطلاب القادمين من السعودية للدراسة في اليابان خلال السبع سنوات الماضية من 30 إلى 500 وعدد الطلاب من الإمارات العربية المتحدة كان ما يقرب من 60. وسنزيد هذا العدد حتى 500. كما سيصل عدد الطالبات إلى عدة عشرات. 8- الختام في أبوظبي، قررنا فتح المدرسة اليابانية أمام الأطفال المحليين ليلتحقوا بها تلبيةً للمطالبات القوية من المجتمع المحلي. ولنا هنا أن نتخيل شكل الوجوه الضاحكة معاً للأطفال الذين يمثلون مستقبل اليابان والشرق الأوسط وهم يدرسون ويتشاركون في الاحتفالات الممتعة التي تشتهر بها المدارس اليابانية مثل المسابقات الرياضية والمسرحيات المدرسية. وأنا أؤمن أن مستقبلنا يكمن في هذا. وفي ختام كلمتي، أود أن أعبر عن احترامي من صميم قلبي لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي بدأ نشاطاته بمبادرة من جلالة الملك نفسه، وذلك لما يمثله هذا المركز من أهمية قصوى في التاريخ البشري والعالمي. وأختم كلمتي بتمنياتي أن أتمكَّن مرة أخرى من زيارة هذه الأرض، أرض الشرق الأوسطً، في المستقبل غير البعيد.