وزير البترول يصدر حركة تكليفات جديدة شملت 3 من رؤساء شركات القطاع    برونو لو مير ينسحب من منصب وزير الدفاع لتخفيف الأزمة السياسية الفرنسية    ملك الأردن يبحث مع أمير قطر ورئيس الإمارات استعادة استقرار الإقليم    فنزويلا تدين خطة متطرفة لمهاجمة مجمع السفارة الأمريكية المغلق    الزمالك يقرر عدم المشاركة في بطولة أفريقيا لكرة اليد    جريمة صادمة في بني سويف.. أب يقتل زوج ابنته بعد ضبطه في علاقة غير مشروعة مع زوجته    محمد ثروت وهاني شاكر يقدمان دويتو أغنية بلدي في حفل بالأوبرا بعد 40 عاما على تقديمها    وهم.. عرض جديد يضيء خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية    تفاصيل فتح باب التقديم عبر منصة "الإيجار القديم 2025" للحصول على وحدات بديلة لمدة 3 أشهر إلكترونيًا أو بالبريد    عصام كامل يكشف الرسائل الواضحة التي وجهها السيسي لإسرائيل في خطابه (فيديو)    رئيس جامعة طنطا يتابع انتظام العملية التعليمية بكلية التجارة    نائب محافظ مطروح يشهد احتفالية الثقافة والأزهر بذكرى انتصارات أكتوبر    عفت السادات: السعودية لعبت دوراً تاريخياً في حرب أكتوبر وتواصل دعمها لليوم    أوربان لأوكرانيا: الابتزاز لن يساعد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي    كواليس الإطاحة بعلاء عابد من ترشيحات مجلس النواب    "المصري" يدعو جمعيته العمومية لاعتماد تعديلات لائحة النظام الأساسي يوم 17 أكتوبر    تطورات الحالة الصحية ل إمام عاشور في الأهلي    عبدالرحمن يونس يحرز برونزية بطولة العالم لرفع الأثقال 2025    مجلس إدارة الأهلي يعتمد أوراق المرشحين في انتخابات النادي    حوار خاص مع قائد المنطقة الغربية العسكرية على شاشة التلفزيون المصري    ضخ دماء جديدة فى القطاع ..وزير البترول يصدر حركة تنقلات محدودة    أسعار الحديد اليوم الاثنين 6-10-2025 في الدقهلية    ملتقى سيني جونة يعقد حوارا مع النجم التركي كان أورغنجي أوغلو 22 أكتوبر    بفستان جرئ.. مايان السيد تبهر الجمهور في أحدث ظهور    هل يتغيرالمؤسس عثمان في الموسم السابع؟.. كل التفاصيل عن عودة المسلسل الأشهر على ATV والفجر الجزائرية    علاء مرسي: «الطريق إلى إيلات» أهم أعمالي واستلامي جائزة من المشير طنطاوي شرف كبير    مواقيت الصلاه غدا الثلاثاء 7 اكتوبر 2025فى المنيا.....تعرف عليها بدقه    للمرأة الحامل، أطعمة مهدئة للمعدة تناوليها بعد التقيؤ    10 أطعمة تساعد على حرق الدهون أثناء النوم    أفضل 3 فواكه طبيعية لتحسين النوم والتخلص من الأرق    عندهم شرف ويقفون بجانب الغلبان.. 5 أبراج تتمتع بصفات نبيلة (هل أنت منهم؟)    الأهلي يفوز على الأولمبي في دوري المرتبط للسلة    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    هل الزواج العُرفي يكون شرعيًا حال اكتمال جميع الشروط؟.. نقيب المأذونين يوضح    «الطفولة والأمومة» يهنئ الدكتور خالد العناني لفوزه بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو    جيل يتحدث مع الآلة    الوثائقية تكشف أسرار الجمسي مهندس الحرب والسلام احتفاءً بنصر أكتوبر المجيد    هل يحق للزوج الحصول على أموال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    تأجيل استئناف المتهم بقتل شقيقه فى الجيزة على حكم المؤبد لجلسة 6 نوفمبر    ذا أثلتيك تكشف طبيعة إصابة ريس جيمس    «العمل» تعلن 720 فرصة عمل بسلسلة محلات شهيرة    "Taskedin" تطلق مبادرة لدعم 1000 رائد أعمال بالتزامن مع انطلاق قمة "تكني سميت" بالإسكندرية    الجريدة الرسمية تنشر عدة قرارات لرئيس مجلس الوزراء    وزارة الشباب والرياضة تُحيي اليوم العالمي للشلل الدماغي    شاهد فرحة 2735 نزيلا مفرج عنهم بعفو رئاسى فى ذكرى انتصارات أكتوبر    منافسة شرسة بين 8 لاعبين على جائزة نجم الجولة السابعة فى الدوري الإنجليزي    الأمم المتحدة: الطعن فى حق اللجوء "خطأ كارثى"    الهيئة العامة للرعاية الصحية تطلق الحلقة الثامنة من حملة دكتور/ شامل    ممثلًا عن إفريقيا والشرق الأوسط.. مستشفى الناس يشارك بفريق طبي في مؤتمر HITEC 2025 العالمي لمناظير الجهاز الهضمي العلاجية المتقدمة    مصرع طفل سقط من علو في إمبابة    رضا عبد العال: صفقات الزمالك هذا الموسم الأفضل في تاريخه.. وبيزيرا يتفوق على كينو    «الداخلية»: ضبط متهم بالنصب على مواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    كجوك والخطيب: القطاع الخاص المصرى مرن وإيجابي وقادر على التطور والنمو والمنافسة محليًا ودوليًا    رئيس الوزراء الفرنسي بعد استقالته: لا يمكن أن أكون رئيسًا للوزراء عندما لا تستوفي الشروط    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو يُظهر اعتداء على مواطن وأسرته بدمياط    أسعار الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ الإثنين 6 أكتوبر 2025    طقس الإسكندرية اليوم.. استقرار في الأجواء والعظمى تسجل 28 درجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستثمارات اليابانية تنتظر تسوية المشكلات السياسية والأمنية في مصر
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 03 - 2013

يغادر القاهرة اليوم السفير الياباني نوريهيرو أوكودا بعد انتهاء فترة عمله بالقاهرة, بعد أن تقرر نقله سفيرا لليابان في كندا,
وكان قد بذل جهودا كبيرة من أجل تطوير العلاقات بين مصر واليابان في ظل ظروف صعبة للغاية, وحاول ونجح في اقناع العديد من الشركات اليابانية بعدم الخروج من مصر التي تعتبرها اليابان دولة محورية تلعب دورا قياديا في المنطقة.
والسفير أوكودا من الخبراء اليابانيين في قضايا الشرق الأوسط, عمل في مصر في بداية حياته الدبلوماسية عام9791, ثم في قسم الشرق الأوسط بالخارجية اليابانية, ثم عين مستشارا في سفارة اليابان بالسعودية, بعد ما تولي منصب مدير قسم الشرق الأوسط بالخارجية اليابانية, ثم سفيرا في مصر, ويعبر دائما عن أنه محظوظ لأنه جاء إلي القاهرة ليشهد ثورة52 يناير والتغييرات التي قال أنها تاريخية, ليس لمصر فقط بل للعالم.
ويعتقد السفير أوكودا أن مصر ليست للمصريين فقط بل هي للعرب والشرق الأوسط والعالم فهي دولة محورية دورها قيادي ومؤثر في السياسة الإقليمية والدولية.
خلال فترة عملك كسفير لليابان في القاهرة بذلت جهودا طيبة لتطوير العلاقات الثنائية, كيف تري مستقبل هذه العلاقات وأنت تغادر القاهرة؟!.
{ كما تعرف ويعرف كثير من المصريين, فإن العلاقات المصرية اليابانية قوية وإيجابية للغاية, ومن وجهة النظر اليابانية فإن المواطن الياباني العادي يعتبر مصر من المقاصد السياحية الأكثر شعبية بين اليابانيين, لان السياح اليابانيين يعشقون التاريخ المصري القديم, ومن وجهة النظر المصرية, فإن المصريين غالبا ما ينظرون إلي اليابان, باعتبارها مصدر إلهام يريدون أن يتعلموا منها الكثير, خاصة فيما يتعلق بكيفية أن تقوم دولة بتطوير نفسها اقتصاديا في الوقت الذي تحافظ فيه علي ثقافتها وتقاليدها ونحن نفخر بهذا النوع من العلاقات وتحدثت مع كثير من المصريين ولاحظت ان لديهم نفس الانطباع عن اليابان بصرف النظر عن اختلافاتهم السياسية أو الثقافية. ولذلك فإن أسس العلاقات الثنائية قائمة وجيدة للغاية, وهي تاريخية أيضا, أنا آمل أن تقوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلي مستوي اكبر مما هي عليه الآن. وبصرف النظر عن الصعوبات التي تواجه البلدين في الوقت الحالي, فإن الشركات اليابانية ورجال الأعمال في اليابان مهتمون للغاية بمصر ويتطلعون إلي المزيد من العلاقات الاقتصادية, وقد أبلغني العديد من قيادات الشركات اليابانية بأنهم يرغبون في البقاء في مصر بل ويتطلعون لزيادة استثماراتهم برغم صعوبة الوضع الراهن. وعلي الجانب الحكومي, فإننا سعداء للغاية بأن كثيرا من المصريين علي دراية بأن المساعدات اليابانية O.D.A التي تقدمها حكومة اليابان تسهم بشكل ما في تقدم الاقتصاد والمجتمع المصري. وهناك مشاريع جارية حاليا مثل مشروع الجامعة المصرية اليابانية للتكنولوجيا EJYST ومشروع المتحف الكبير, أو متحف الحضارات, وخط مترو الانفاق الرابع, ونأمل في الانتهاء من تلك المشاريع التي تؤكد رغبة اليابان في مساعدة مصر علي تجاوز المرحلة الانتقالية التي تمر بها.
تغادر القاهرة مع نهاية هذا الشهر بشكل مفاجيء لتكون سفيرا لليابان في كندا.. هل أنت راض عن مستوي العلاقات المصرية اليابانية حاليا؟
{ لقد جئت إلي مصر كسفير, في أغسطس0102, وقد كان من حظي أن أشهد التطورات التاريخية التي وقعت علي مدي العامين الماضيين, وأنا فخور للغاية بأنني كنت أحد المراقبين علي تلك اللحظات التاريخية. وأعتقد أن ما حدث في52 يناير1102 هو عمل إيجابي للغاية, وأعتقد أنه يتعين علي المصريين أن يهنئوا أنفسهم علي الرغم من كل الصعوبات التي صاحبت وأعقبت الثورة, حتي بعد الثورة, ظل اليابانيون, حكومة وقطاعا خاصا مهتمين بمصر, وأعتقد أن هناك مجالات كثيرة للتعاون مازال بامكان مصر واليابان التطرق إليها لتطوير العلاقات وآمل أن تواصل الحكومة اليابانية مساعدة الحكومة المصرية والمصريين خاصة في مجال البنية التحتية, والادارة الرشيدة ودعم المجتمع المدني, ونؤكد للحكومة المصرية وللشعب أن التزام اليابان الأساسي مازال كما هو.
ما هي نصيحتك للمسئولين في مصر من أجل التغلب علي الأزمة الاقتصادية الراهنة؟
{ لا أريد أن اتخذ موقف المتعجرف وأقدم النصيحة لمصر في هذه القضايا الحساسة, ولكن ما يمكنني قوله هنا.. هو أنه ليس ثمة وصفة مثالية لوضع الاقتصاد المصري وأزمته الحالية التي أعتبرهاخطيرة جدا, وأنا أعرف أن كثيرا من المصريين يدركون أنه سوف يتعين عليهم مواجهة عملية إصلاح اقتصادي مؤلمة جدا, وهي تحد كبير للسياسيين في مصر, وهي عملية سوف يتعين علي مصر مواجهتها إن عاجلا أو آجلا.. وآمل أن يواجه المصريون تلك الإصلاحات المؤلمة بالحكمة والصبر, أنا أعرف أن المصريين شعب صبور جدا, ولكن إصلاحات المرحلة الانتقالية المؤلمة تحتاج الي صبر من نوع خاص وحكمة من نوع خاص لحل تلك المشكلات والتحديات التي تواجههم حاليا.
النصيحة الثانية.. ربما تكون المشكلات والإصلاحات التي تواجهها مصرصعبة, ومؤلمة, ولكن يجب علي المصريين ألا ينسوا القدرات الإيجابية التي تتمتع بها مصر والمصريون, فمصر لديها ثروة بشرية رائعة, وثروة طبيعية, والنقطة المهمة هي كيفية استغلال تلك القدرات والثروات الاستغلال الأمثل والأفضل, ولذلك فإنني آمل أن تشعر الحكومة والشعب المصري يشعران بالتفاؤل بشأن احتمال استغلال الثروات التي بين أيديهم استغلالا أفضل. وإذا كنا نتحدث عن المشكلات الاقتصادية, والاستقرار الاقتصادي, فإنه يتعين تحقيق الإستقرار السياسي والأمني أولا. وأعتقد أن هذا هو عمل السياسيين المصريين.
هل هناك من نصيحة محددة في هذا الصدد؟
السفير: أعتقد أن نقطة البداية هي عدم تخويف المستثمرين الأجانب, ومساعدة المستثمرين ورجال الأعمال المحليين من خلال تشجيعهم, وأخيرا, لابد أن أتحدث عن أهمية تطوير التعليم في مصر خاصة فيما يتعلق بالتدريب واكتساب المهارات الجديدة بهدف إيجاد بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات, ولدي انطباق بأنه ربما بسبب فترة حكم ناصر جمال عبد الناصر في الستينيات, فإن كثيرا من الشباب مازالوا عالقين في فكرة أن الدولة مسئولة عن توظيفهم, ولذلك فإنهم ينتظرون التوظيف من خلال الحكومة, ولكني أعتقد أن التوجه نحو المزيد من الاعتماد علي القطاع الخاص هو الذي سوف يخدم مستقبل مصر, ولا يعني ذلك أنني أقلل من أهمية القطاع العام أو الحكومي لأن لديه مسئولياته, وأنا أعتقد أن الحكومة وحدها هي التي يمكنها تنفيذ السياسات الاقتصادية للدولة, ولكن عندما نتحدث عن الإصلاحات الاقتصادية في مصر, فإن القطاع الخاص يلعب دورا مهما للغاية, وآمل أن يتفهم الشباب المصري ذلك.
سيادة السفير.. أنت هنا في القاهرة منذ ما قبل ثورة52 يناير, هل تعتقد أن مصر تسير بالفعل علي الطريق الديمقراطي؟
{ دعني أولا أوجه التحية الي الشعب المصري, خاصة الشباب الذي بدأ تلك العملية الثورية ونجحوا في تغيير النظام, وبالطبع فإن هذه العملية لم تكتمل بعد, فهناك العديد من الثورات في التاريخ الإنساني بدأت ولم تكتمل بين يوم وليلة أو عام, وأحيانا تستغرق الثورات نحو01 سنوات حتي تحقق أهدافها, وكما تعرف التاريخ الياباني, فان ثورة الميجي( امبراطور ميجي)Meigirestovataer التي قضت علي الممالك الصغيرة في اليابان واعادت توحيد البلاد حتي حكم الامبراطور ميجي عام8681, ولكن ثورة الميجي لم تكتمل وتحقق أهدافها إلا بعد01 سنوات من هذا التاريخ, وبالطبع نحن نأمل أن تتمكن مصر من تحقيق اهداف الثورة واستكمال تلك العملية السياسية باسرع وقت ممكن ولا أتمني ان تمتد تلك العملية إلي سنوات. وهنا فانني أطلب من المصريين التحلي بالصبر, وأنا علي اقتناع بأن الشعب المصري قادر علي حل كل المشكلات المتعلقة بالمرحلة الانتقالية وأؤكد من جديد استعداد اليابان للتعاون والعمل مع مصر من اجل استكمال تلك المرحلة.
وأخيرا, فانه يتعين معالجة الوضع السياسي الصعب باسلوب سلمي, وبصرف النظر عن تعقيدات الوضع السياسي, فانه لايتعين ان يتطور ذلك إلي أعمال عنف, واعتقد أن ذلك يتعين ان يكون خطا أحمر لاينزلق اليه المصريون.
البعض يتهم اليابان بأنها تقف الي جانب الإخوان المسلمين وتدعو قياداتهم فقط الي طوكيو للالتقاء بكبار المسئولين اليابانيين, مامدي صحة ذلك؟
{ لابد أن أؤكد ان الحكومة اليابانية وسفارة اليابان بالقاهرة ليس لديها أي نوايا للتدخل في الشئون الداخلية لمصر, ونحن نبذل جهودنا لبناء علاقات جديدة مع العديد من منظمات المجتمع المدني بما فيها جماعة الاخوان المسلمين, والمنظمات الجديدة في المجتمع المدني التي ظهرت بعد ثورة52 يناير, ونحن من جانبنا نحاول ان نستكشف موقف منظمات المجتمع المدني هنا. نعم لقد دعونا قيادات اخوانية الي اليابان مثل سعد الكتاتني, ولكن في نفس الوقت فقد دعونا في العام الماضي زعماء الوفد وقيادات قبطية ومن الحزب الديمقراطي الاجتماعي مثل الدكتورة مني مكرم عبيد, وهذا يبرهن علي أننا في اليابان ليس لدينا نوايا للتعامل مع فصيل أو جماعة سياسية واحدة من عشرات التيارات والقوي السياسية في مصر. واطلب من المصريين أن يفهموا ذلك.
عملت وعشت في مصر خلال فترة الستينيات من القرن ال02, ثم عدت إليها سفيرا في0102, ما هو انطباعك عن المصريين وثقافتهم؟
{ كما تعرف فان العالم كله يدرك أن مصر دولة عريقة وذات تاريخ وحضارة تزيد علي5 آلاف عام, ومؤخرا يقول البعض إنها تزيد علي7 آلاف عام, ما أعنيه هنا هو ان الثقافة المصرية قوية جدا, ولا اري فرقا كبيرا بين المصريين الآن ومنذ03 عاما عندما جئت للقاهرة لأول مرة, ومع ذلك, فقد لاحظت ان المصريين الآن اصبحوا أكثر تدينا من ذي قبل ويظهر ذلك بوضوح عندما تري كيف كانت سيدات مصر ترتدين في فترة الستينيات وما هن عليه الآن. وهذا هو التغيير الواضح الذي لاحظته منذ جئت للقاهرة هذه المرة. غير ان ملامح ومظاهر الشخصية المصرية مثل انفتاح المصريين وترحيبهم بالاجانب بما فيهم اليابانيون, مازالت كما هي, ومازلوا شعبا يعشق كثيرا النكتة, ويحبون تجاذب اطراف الحديث معا, ويجرون نقاشات طويلة سواء كانت فيما يتعلق بالدين أو بالخلافات السياسية, كل هذه المظاهر مازالت كما هي وهي مصدر فخر للمصريين.
ما هي نصيحتك إلي الشعب المصري الذي يعاني حاليا من حالة فوضي سياسية؟
{ أعتقد أن الحوار السياسي هو الأساس لحل الخلافات الحالية بين الأحزاب السياسية مهما يكن مدي صعوبته, أو مدي عمق الخلافات والمشاعر العدائية بين الأطراف السياسية, فإن الحوار هو القاعدة الأساسية التي يجب أن يعتمدوا عليها فليس هناك ديمقراطية دون حوار فهو الطريق الوحيد لتسوية الخلافات بدلا من حمل أسلحة بين يديك وتبدأ في قتل خصومك السياسيين, ومهما استغرق الحوار من وقت فهو الوسيلة الديمقراطية للوصول الي حلول للخلافات السياسية.
ومن جانبها, فإن اليابان سوف تدعم الجهود المصرية لحل تلك المشكلات السياسية ليس فقط عبر دعم مصر اقتصاديا, ولكن أيضا مساعدة مصر من خلال ترسيخ العملية الديمقراطية وتدريب العناصر البشرية من خلال خبرة وتجربة اليابان.
هل يمكن أن تقول بضع كلمات لزعماء المعارضة والحزب الحاكم؟
{ أعتقد أن النقاش الحاد الحالي بين الأحزاب والقوي السياسية أمر طبيعي تماما مادام أنه لايتطور إلي أعمال عنف, لأن الثورة المصرية كانت حدثا تاريخيا عظيما, ولن تتحقق أهداف ومعاني تلك الثورة إلا من خلال الحوار السياسي حتي إذا كان هذا الحوار يخرج عن السيطرة في بعض الأحيان, طبعا النقاشات السياسية الملتزمة أفضل, لكن حتي النقاشات القوية غير الملتزمة أفضل من اللجوء إلي العنف, ولذلك فإن اليابان تدعم الجهود التي تبذلها غالبية القوي السياسية من أجل الحوار.. وأنا أطلب من القوي السياسية أن تكون صبورة, ويجب أن يدرك قادة الأحزاب السياسية دور ومسئولية مصر في المنطقة العربية والشرق الأوسط, لأن مصر ليست للمصريين فقط, وإنما التاريخ المصري هو للبشرية جميعا, فهي قوة إقليمية مسئولة ليس فقط عن نفسها, ولكن أيضا عن العرب والشرق الأوسط وإفريقيا علي الأقل. ولذلك فإنه يتعين علي الأحزاب السياسية أن تذكر نفسها بأهمية مصر وأهمية دورها.
مؤتمر طوكيو من أجل التنمية في إفريقيا سوف يعقد في يوكوهاما في يونيو المقبل ما أهمية هذا المؤتمر لمصر واليابان وإفريقيا؟
{ التيكاد هو اكبر مؤتمر دولي علي مستوي القمة لتنمية افريقيا وهو يحمل شعارا مزدوجا الملكية الإفريقية وشراكة المجتمع الدولي. ويركز مؤتمر التيكاد الخامس, الذي سينعقد في يونيو المقبل, خاصة علي ثلاثة موضوعات هي: اقتصاد قوي ومستدام ومجتمع شامل ومرن والسلام والاستقرار تحت مفهوم يدا بيد لافريقيا إكثر ديناميكية التحول من أجل تحسين الجودة. تدرك اليابان امكانية اقامة علاقة ذات منفعة للطرفين بين الدول الافريقية, بما فيها مصر, والمجتمع الدولي, بما فيه اليابان, من خلال التيكاد. ويمكن لهذا الاجتماع بالأخص أن يسهم في النمو من أجل رفاهية كل الشعوب التي تعيش في القارة الافريقية وهذا بدوره سوف يقود للتنمية المستدامة والحد من الفقر, من ناحية أخري, يستطيع المجتمع الدولي أن يوسع فرص العمل للتجارة والاستثمار من خلال هذا الاجتماع. وتعتقد اليابان أن هذا المؤتمر مهم بالنسبة لمصر أيضا كما كان دائما.
هل تمت دعوة الرئيس مرسي لمؤتمر ال تيكاد؟
{ لقد ارسلت حكومة اليابان بالفعل خطاب دعوة للرئيس محمد مرسي في نوفمبر الماضي. وحيث إن التيكاد هو اجتماع قمة حول التنمية في افريقيا بمبادرة يابانية, فقد قامت الحكومة اليابانية بالفعل بإرسال خطابات الدعوة لقادة الدول الافريقية.
ما هو حجم التبادل التجاري الحالي بين مصر واليابان.. وهل حدث تغيير خلال العامين الماضيين؟
{ توسعت العلاقات التجارية بين البلدين بعد الثورة ايضا. ففي عام2012 بلغت قيمة صادرات اليابان لمصر1.755 مليار دولار والتي تمثل30.8% زيادة عن العام الماضي. وبلغت قيمة واردات اليابان من مصر1.22 مليار دولار والتي تمثل39.7% زيادة عن العام الماضي.
متي تعود الاستثمارات اليابانية الي مصر؟
{ حجم الاستثمارات المباشرة من اليابان لمصر قد ارتفع بحوالي90% في عام2011, مقارنة بعام2010, في وقت قد انخفض اجمالي الاستثمارات الاجنبية المباشرة بنسبة30%. في العام المالي2012/2011 ايضا, زادت الاستثمارات اليابانية المباشرة بنسبة33.9%, مقارنة بالعام المالي السابق. لذا, فليس من المنطقي طرح سؤال عن عودة الاستثمارات اليابانية لمصر, حيث إن إجمالي حجمها كان في تزايد مستمر. اليابان هي صديق حقيق لمصر, حيث إنها صديق وقت الحاجة.
حتي بعد الثورة, قامت بعض الشركات اليابانية بالدخول للسوق المصرية, مثل توشيبا, تويوتا, يوني تشارم, أجينوموتو, نيبون اكسبريس وJapanTabaccoJT التي كانت تنظر في الاستثمار منذ قبل الثورة. وهناك أيضا شركات يابانية أخري تدرس الاستثمار في مصر.
من وجهة نظرك, متي يعود السائحون اليابان إلي مصر؟
{ إن مصر مقصد سياحي جذاب جدا, وأنا متأكد أن ملايين اليابانيين لديهم الاهتمام في زيارتها, ويعكس هذا الاهتمام استئناف الرحلات المباشرة ما بين مصر واليابان في العام الماضي. لكن يجب أن أذكر أن جاذبية مصر يمكن أن تفقد بريقها.
لا حاجة للقول بأن عدم الاستقرار السياسي يبعد السائحين, وأود أن أنتهز هذه الفرصة لاوضح أكثر ما يزعج السائحين, حيث إنني أتمني أن أسهم في ازدهار صناعة السياحة المصرية, كما في حالة الاستثمار الأجنبي, فهناك منافسة شرسة بين الدول لجذب السياح الأجانب. الأمور المتعلقة بالسلامة مهمة بشكل كبير, فالمرور الخطر يشكل مثالا واضحا للمخاطر في مصر, إلا أن الكثير من الاجانب يشعرون أن اجراءات السلامة يتم تجاهلها بشدة في مصر. كما أن هناك شكاوي من مشكلة تجمعات القمامة الموجودة في المواقع السياحية وعدم معاملة السياح بطريقة جيدة أمر واقع. وأعتقد أنه يجب الاستماع إلي مثل هذه الآراء من الزائرين الأجانب.
وأنا أتمني بشدة أن تكون زيادة السياحة, في مصر, ليس فقط لإنعاشها, بل أيضا لتكون وسيلة لتعميق التفاهم المتبادل ما بين المصريين والشعوب المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.