أعتقد أن المتابعين لوضع الإعلام المصري، خصوصاً مبني ماسبيرو، يجدونه هذه الأيام مبني فقط بعد ما غاب عنه المعني، لم يعد ماسبيرو - فى عهد الوزير صلاح عبدالمقصود - مقصودا، غاب عنه الخلق والإبداع، غاب عنه التطور والجذب، لم يستطع البعد عن مساوئ الماضي ليرتمي في حضن البيروقراطية والتعسف ومناهضة كل رأى مختلف ومناهض ومعاكس ومضاد للحكم الحالي، لم يفهم عبدالمقصود، «المقصود» من منصبه، لكن لفت نظري أن منتقديه تركوا كل شىء ليركزوا على بعض تعليقاته خلال لقاءات تليفزيونية وصحفية لم يكن موفقا علي الإطلاق فيها ولا تليق بوزير إعلام واحدة من الدول المحورية فى العالم، وصاحبة حضارة ضاربة في التاريخ، عبدالمقصود جرح نفسه وكل أبناء المهنة التى ينتمى إليها هذا الأسبوع عندما خانه التعبير وطلب من زميلة صحفية أن تذهب إليه ليعرفها معني الصحافة الحرة قائلا: « ابقي تعالي وأنا أقولك فين»، ياااااه يا عبد المقصود لقد تجاوزت بلفظك هذا الفعل نفسه، الكل تضرر لأنك وزير من جهة، وإنسان من جهة أخري وتابع للإخوان من جهة ثالثة، والإخوان كما يروجون لأنفسهم جماعة مهداة إلينا من الله. ربما هناك من يلتمس لعبدالمقصود العذر وأنها كلمة عفوية لم يكن القصد منها إطلاقا خدش حياء الزميلة، لكن إقناع الغالبية بهذا المنطق يحتاج وقتاً وربما نحتاج وأنت معنا لموقف يخصك يعيد إليك وإلي المهنة وإلي منصبك الحالي ما خدش من الحياء، وإذا التمسنا لك العذر فى واقعة الزميلة ندا، فمن يلتمس لك العذر في واقعة المذيعة في قناة أبو ظبي قبل شهور والعبارة الشهيرة معها «ياريت الأسئلة تكون ساخنة زيك. ياااااااه يا عبدالمقصود عليك أن تصدق أنك وزير إعلام مصر؟ تصدق أنك كنت قياديا في نقابة الصحفيين؟، تصدق أنك صاحب دور تنويري في ماسبيرو؟ ألا تعلم أنك تتحدث في العلن ويشاهدك الرأي العام؟ أنا لا أزايد عليك حاشا لله لأننا خطاؤون في كل لحظة، لكن بجد، ربنا يسامحك لأنك أعطيت الفرصة لحملة تطالب بإقالتك لسلوكيات «غير وزارية» صادرة منك ياسيادة الوزير!!