الاعتدال والتسامح لغة الإمارات ومنهجها

هي شمس تتهجى حروف النور، هي قافلة العبور، هي مفصل الأحلام وأيام السرور، هي الوعد والسعد، والمهد، والنهد، والصد، والقدُّ والخد، هي منهل الوصل والعدل والبذل والقُبَلِ، الإمارات هي الشجرة الوارفة الغارفة من أتون ومزون، العازفة، لحن التلاقي والتساقي ما بين الشعوب والثقافات، هي النخلة والبوصلة، هي النجمة والغيمة، هي ثيمة العطاء والسخاء والرخاء، هي المداد والمدى والامتداد، هي السداد والمهاد والوداد، هي الريادة والفرادة، هي سجادة الحُلم والحِلم، والعِلم، والنِعَم، والقيم، والشيم، والوشم والوسم، والكَلِم، الإمارات هي جبل الروح، محتدم بأشواق، وعشاق، وأعناق، وأحداق، وأطواق، هي الجواد، الحارس، النابس، القابس، المبهج المتوهج، اللاهج اللاعج، الهائج المائج، زهواً وفخراً، وعزاً، وقدرة واقتداراً وإيثاراً وإثارة وتأثيراً، وثورة ضد الظلم والغم والهم والسقم، والذم والألم، وضد الوهم وعتمة التطرف والتزلف والتكلف والتليف، والتجدف، والتسوف، والتحسف.
الإمارات، في البدء هداية وغاية وراية، الذين يهتفون بالعدل مبدأ والتسامح شيمة والمساواة قيمة وقامة واستقامة وقيامة وقوامة ومقامة.. الإمارات في التضاريس واحة وباحة واستراحة، وفي الزمان الحدث المجلجل في الفضاءات الشفيفة.. الإمارات، الحِمل والحبل والحقل والحجل والحفل، هي الوقت المؤزر، بالأمل، هي الكفُ الكَتِف والرَهَف والشَفَف والكَلَف والخلف والسلف والطَرْفُ والسقْفُ والصَدَفُ والصُحَف، الإمارات الماضي والآتي الشاهق، الرائق، الشارق، السامق الباسق، الطارق، الدافق، الباشق، هي الوحيدة المتحدة على كلمة سواء، لأجل الناس، لأجل مستقبل يشرق بوحدة الانتماء والانضواء تحت راية الحب وسارية الأمنيات الكبرى.
الإمارات في الكلمة عَلَمٌ، وفي المعنى قيم، وفي النفس ذاكرة تحدق في السماء وعياً بأهمية الاستواء إلى الوطن كقاسم مشترك، جامع مانع، يضع الحقوق في وعاء القلب، بيان وتبيين، وحصن حصين، وبوح رزين وفعل رصين، الإمارات هي هكذا من جِبِلة الأولين، جذرها في الأرض، وفرعها في السماء وبوحها أشف من رقرقة الماء ونهجها قصيدة فصيحة أصفى من نجوم السماء، موزونة ببحر التاريخ الطويل، لا لثغة فيها ولا ثغاء.. الإمارات قطعة نثرية مستوحاة من قريحة الذين أسسوا وشيدوا بسخاء والذين أكملوا فصول الرواية بعناية ودراية.. الإمارات في التاريخ قصة إنسان تنامى العشب القشيب على يديه، أملاً واحتوت الصحراء أمنياته يقيناً بقدرته على فرد الشراع عالياً، حتى تماهى والسحب بنجابة الأوفياء ونخوة النبلاء.. الإمارات، الصحائف والكتب وصبوة النجب.
* نقلا عن جريدة الاتحاد الإماراتية