د.ليلى القرشى مبدعة سعودية تكتب الشعر والقصة وتمارس الرسم، نشأت فى بيت أديب، فوالدها الشاعر الكبير الراحل السفير حسن عبد الله القرشي، وعلى يديه تشربت حب الإبداع وعاشت أجواءه، حيث لازمته فى حله وترحاله، وحين صقلت ملكاتها الإبداعية انطلقت فى سماء الكتابة - شعرًا ونثرًا - والفن التشكيلى، لتعبر عن نموذج المرأة السعودية المثقفة. التقينا د. ليلى على هامش حفل توزيع “جائزة حسن عبدالله القرشى للشعراء المصريين" فى دورتها الأولى، ودار حوار عن الجائزة، وإبداعها والشعراء الذين تأثرت بهم ورؤيتها لمسيرة المرأة السعودية، وموضوعات أخرى. عرفناك شاعرة وقاصة ورسامة، فأى هذه الهوايات أقرب لنفسك وتجدين ذاتك فيها؟ أحيانًا أجد الشعر معبرًا أكثر عما أشعر، وأحيانًا أخرى النثر والقصة .. وبعض الأوقات الرسم أقرب للحالة المزاجية التى تعترينى، وكلها متنفسات لما يحدث من أحداث سواء لى شخصيًا أو لأحد من أصدقائى وأقاربى أو أحداث عامة تتعلق بالمتغيرات التى نشهدها على الساحة. بخلاف الوالد الشاعر الراحل حسن عبد الله القرشى بمن من الشعراء تأثرت؟ تأثرت بالكثير من الشعراء القدامى والمحدثين، إذ أحببت شعر المتنبى كثيرًا لأنه يقطر حكمة، وأحببت أيضًا قصائد لبعض الشعراء القدماء من أمثال (أبو تمام... البحترى... أبو العتاهية ...... وغيرهم)، ومن الشعراء المعاصرين أحببت نزار قبانى - يرحمه الله – فقد استطاع أن يبتكر لغة شعرية جميلة وبسيطة، لغة يفهمها المثقف والشخص العادي، وأبدع فى الحديث عن المرأة ووصف أحاسيسها وصفًا دقيقًا حتى ليخال القارئ لقصائده أنه يسكن داخلها، ولا أستطيع أن أزعم أنى تأثرت بأحدهم دون الآخر فقد ترك هؤلاء العمالقة بصماتهم على ما أكتب . ما سر تأخر دخولك إلى مجال الإبداع، خصوصا أن نشأتك كانت فى بيت أديب؟ الإبداع لا يحد بزمان أو مكان أو عمر قصصًا كان أم ديوان شعر أم لوحة جميلة، فهو حالة مستمرة ودائمة، تحكمها المشاعر وتزاحمها وتحفزها على الخروج والتعبير عما يختلج داخل الانسان، ولم أرانى وفيت طبعًا، لأن استمرار تطور الحالة الإبداعية لدى المبدع كاتبًا أكان أم فنانًا يجعلها فى حالة عطاء مختلف فى كل مرة عن المرات السابقة . أسست بالقاهرة «جائزة الشاعر حسن القرشى للشعراء المصريين» فلماذا كان اختيارك لشعراء مصر بالذات دون الأقطار العربية الأخرى للتنافس على الجائزة؟ بدأت بشعراء مصر لأن مصر الكل يعتبرها وطنا له ففيها من الثروات الفكرية والعلمية، بالإضافة إلى دفء المشاعر والتشجيع للمواهب الشىء الكثير، وهناك سبب رئيسى لوجود الوالد، يرحمه الله، الذى كان من عشاق مصر الدائمين، حيث أحبها من أعماقة وأرتبط على أرضها بصداقات قوية مع مبدعيها ومعظم أصدقاء الوالد ومحبيه يقيمون فى مصر، لذا بدأنا الجائزة بشعراء مصر ترجمة لروح الوفاء والحب التى ربطته بها وبأهلها. وإن شاء الله تضم الجائزة فى مراحلها المقبلة بعض الأقطار العربية الأخرى. ما اتجاهات الكتابة اليوم لدى جيل الأديبات السعوديات الشابات؟ والمشكلات التى تحول دون انتشارهن؟ الكتابة لدى الأديبات السعوديات متنوعة وثرية، فهناك القاصات والروائيات والشاعرات، وليست هناك مشكلة فى انتشارهن، ولكن أحيانًا نجد من يتمسك ببعض العادات والتقاليد التى تحول دون الانتشار عند بعض الأوساط وليس الكل . ما الذى يحول - من وجهة نظرك - بين الأدب السعودى والانتشار مثل أدباء باقى الأقطار العربية؟ الانتشار مسألة نسبية، فهناك من يهتم بأن ينشر أدبه وإنتاجه للخارج، وهناك من يكتفى بقصره على وطنه فقط . أليس تناقضًا أن تدخل المرأة السعودية مجلس الشورى، وفى الوقت نفسه يحول بينها وبين حق بسيط مثل قيادة سيارتها الخاصة؟ فى تصورى أن دخول المرأة السعودية لمجلس الشورى أهم من قيادتها سيارة، فرأى المرأة فى الشأن العام له أهمية كبرى، لأنها تمثل نصف المجتمع، ومسألة قيادة السيارة ترتبط بأشياء كثيرة ولها سلبياتها، كما أن لها إيجابياتها ولابد لها من وقت ودراسة حتى تكون نابعة عن رؤية علمية لواقع المجتمع وظروفه. هل ترين أن المراة العربية بعامة والسعودية بخاصة لا تزال تعانى سياسة إقصاء متعمدة من المجتمع الذكورى؟ ليس هناك إقصاء للمرأة، ولكن كما قلت سابقًا، هناك بعض القبائل لها عادات وتقاليد تحول دون ظهور المرأة كثيرًا فى كل مجال، ولكن الآن ولله الحمد وضع المرأة أفضل بكثير وكل يوم تقتحم مجالًا جديدًا وتثبت وجودها فيه . أمنياتك للمرأة العربية وأحلامك للمرأة السعودية؟ أمنياتى للمرأة العربية أن تحظى بالتوفيق فى كل مجال تطرقه، وتحقق ما تريد من تقدم ورفعة، وتكون دائمًا فى المقدمة بأفكارها وعلمها وشخصيتها القيادية . أحلامى أن تسيير المرأة السعودية إلى الأفضل والأحسن فى كل مجال، وتختار ما يتناسب ويتلاءم مع ديننا الإسلامى، دين الفطرة والمحبة والتعامل الراقى الذى أخذناه من سيد البشر الرسول الكريم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) وهو من وصفه الله بالخلق العظيم. [email protected]