يترقب الكينيون الثلاثاء نشر نتائج الانتخابات الرئاسية الحساسة التي تصدر ببطء غداة الاقتراع الذي ياتي بعد خمسة اعوام على انتخابات سابقة ادت الى موجة اعمال عنف. وحتى ظهر الثلاثاء لم يكن من الممكن بعد ترجيح كفة اي من المرشحين الاوفر حظا نائب رئيس الوزراء اوهورو كينياتا ورئيس الوزراء رايلا اودينغا او معرفة ما اذا كان سيترتب تنظيم دورة ثانية. وحوالى الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (7,30 ت.غ) كان حوالى ثلث مكاتب الاقتراع ال 31981 قد سلمت نتائجها الى اللجنة الانتخابية المستقلة ما يشكل اكثر من اربعة ملايين بطاقة اقتراع من اصل عدد الناخبين البالغ اكثر من 14,3 مليون شخص. وتاكد تقدم كينياتا على اودينغا طوال الليل. وحوالى الساعة 8,00 ت.غ. كان تجاوز عتبة 2,25 مليون صوت ويتقدم بحوالى 550 الف صوت على اودينغا. وفي سن الثامنة والستين يترشح اودينغا للمرة الثالثة وبدون شك الولاية الاخيرة في مواجهة اوهور كينياتا (51 عاما) نجل اول رئيس للبلاد بعد الاستقلال. واوهورو كينياتا متهم من القضاء الدولي بارتكاب جرائم ضد الانسانية لدوره المفترض في المجازر التي تلت الانتخابات السابقة عام 2007 ويتخوف كينيون من تكرارها. وفي المرتبة الثالثة حل نائب اخر لرئيس الوزراء موساليا مودافادي بفارق كبير مع حوالى 115 الف صوت. ونال كل من المرشحين الخمسة الاخرين اقل من 1% من الاصوات. لكن هذه النتائج ليس لها دلالات كبرى بسبب المعلومات التي لا تزال غير كافية حول المناطق التي جرت فيها عمليات الفرز ولان المراكز المدينية الكبرى لم تجر فيها عمليات فرز كبرى. وتم فرز 400 الف بطاقة اقتراع فقط في العاصمة نيروبي التي تعد 1,7 مليون ناخب وحوالى 20 الفا في مومباسا، ثاني مدينة في البلاد حيث هناك اكثر من 400 الف ناخب مسجل. وتم الغاء 250 الف بطاقة اقتراع اي حوالى 6% من البطاقات التي فرزت. ويصوت الكينيون ايضا لانتخاب نوابهم واعضاء مجلس الشيوخ والحكام واعضاء المجالس في الدوائر وحصة للنساء في الجمعية الوطنية، لكن لم تتوفر اي نتيجة بعد لهذه الانتخابات. وقال المدير التنفيذي للجنة الانتخابات جيمس اوسواغو لوكالة فرانس برس ان الانتخابات شهدت نسبة مشاركة "تفوق 70%" والرقم النهائي "سيكون مذهلا". وتابع كثيرون بترقب شديد نشر النتائج الجزئية التي بثتها ابرز محطات التلفزة الكينية في بلد لا يزال يذكر اعمال العنف غير المسبوقة التي تلت نتائج الانتخابات المثيرة للجدل في كانون الاول/ديسمبر 2007. وفي وسط مدينة كيسومو (غرب) معقل اودينغا، يتابع حوالى عشرة رجال النتائج على التلفزيون. ويقول احدهم ويدعى نيكولاس اوشيينغ (24 عاما) "هناك الكثير من التوتر. الناس غير راضين عن الطريقة التي تجري فيها الامور" مضيفا "لا يزال من المبكر جدا" اعلان النصر. واضاف "الناس هنا يقولون انها الفرصة الاخيرة" لاودينغا الذي فشل مرتين في الانتخابات الرئاسية "ولن يقبلوا الهزيمة". ودعا الائتلاف الذي يدعم كينياتا (51 عاما) على تويتر "كل الكينيين الى التحلي بالصبر والتسامح". ودعت نائبة رئيس اللجنة الانتخابية ليليان مهيري-زاجا كل فرد الى "الحفاظ على السلام بما يشمل عند اعلان النتائج". وامام اللجنة الانتخابية سبعة ايام لاعلان النتائج الرسمية بعد تلقي المحاضر الاصلية من كل مكتب اقتراع. لكن لتبديد اي شبهات بالتلاعب تقوم اللجنة ببث النتائج الموقتة مباشرة بعدما ترسلها مكاتب الاقتراع بالرسائل النصية القصيرة. وفي نهاية 2007 عزز بطء فرز بطاقات الاقتراع وعدم وضوح عمليات الفرز شبهات التزوير لدى مناصري اودينغا الذي كان مرشحا ايضا. واعلان فوز الرئيس المنتهية ولايته مواي كيباكي (81 عاما) الذي لم يترشح هذه السنة اثار موجة اعمال عنف قوية ادت الى مواجهات اتنية-سياسية لا سابق لها. وقتل انذاك اكثر من الف شخص ونزح اكثر من 600 الف شخص.