إضافة إلى رغبة المواطنين في إنهاء الانقسام ودعم المصالحة، بحسب ما قال محللون سياسيون ومواطنون فلسطينيون، يرى محللون سياسيون ومواطنون فلسطينيون أن دفع الأحزاب لمناصريها وعناصرها للمشاركة بالتسجيل في الانتخابات لضمان أصواتهم فيما بعد، إضافة إلى رغبة المواطنين في إنهاء الانقسام ودعم المصالحة كانا سببين رئيسيين دفعا الفلسطينيين للمشاركة في تحديث السجل الانتخابي. ونشرت وكالة أنباء "الأناضول"التركية فى نسختها العربية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، أن محللون سياسيون، ومواطنون فلسطينيون، يرون أن دفع الأحزاب لمناصريها وعناصرها للمشاركة بالتسجيل في الانتخابات لضمان أصواتهم فيما بعد، إضافة إلى رغبة المواطنين في إنهاء الانقسام ودعم المصالحة كانا سببين رئيسيين دفعا الفلسطينيين للمشاركة في تحديث السجل الانتخابي. ورجحوا في تصريحات منفصلةأن تشهد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة - إن جرت - أكبر نسبة مشاركة لرغبة الفلسطينيين في "إنهاء الانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع" . وشهدت مراكز تحديث سجل الناخبين في الضفة الغربية وقطاع غزة إقبالاً كثيفاً خلال أيام عملها منذ فبراير/شباط الجاري، حيث "بلغ عدد من سجلوا في الضفة وغزة في العشرة أيام الأخيرة 451 ألف" بنسبة تتجاوز ال 60 % من إجمالي عدد من كانوا غير مسجلين قبل فتح بابا التسجيل والبالغ عددهم 720 ألف فلسطيني، بحسب بيان للجنة الانتخابات. وبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين في الانتخابات حتى يوم الأربعاء الماضي موعد إغلاق باب التسجيل في الضفة الغربية وقطاع غزة مليون و949 ألف و730 فلسطيني، منهم 824 ألف و771 من غزة، ومليون و124 ألف و959 من الضفة، أي ما يقارب 42% من عدد سكان الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة والذي يصل إلى حوالي 4.6 مليون شخص، بحسب تصريح ل علا سلامة مسئولة العلاقات العامة في لجنة الانتخابات المركزية لمراسل الأناضول. من جانبها تقول الشابة الجامعية مرح الوادية (21 عاما) وهي من مدينة غزة إنها سجلت في سجل الناخبين لقناعتها بحقها بالتصويت في الانتخابات المقبلة واختيار من سيمثلها ويتمكن من حل المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيين. وتؤكد في حديثها لمراسل الاناضول أنها لن تمتنع عن التصويت لأي سبب كان، موضحة أن لديها قناعة بأن صوتها يمكن أن يقلب النتائج. ويقول إبراهيم عمران (25 عاماً)، من مدينة الخليل بالضفة الغربية، إنه سجل اسمه في سجل الناخبين بناء على قرار من حركة فتح التي ينتمي إليها، والتي دعت جميع عناصرها ومؤيديها إلى التسجيل في الانتخابات. أما صدقي خلف (52 عاماً) الذي يقطن في مدينة رام الله فيقول أنه توجه للتسجيل للانتخابات لإدراكه أن الانتخابات المقبلة ستكون المخلص للفلسطينيين من معاناة الانقسام في النظام السياسي الحالي. ويرى الشاب أيمن الجرجاوي (24 عاما) وهو من مدينة غزة أن الإقبال المتزايد للفلسطينيين على التسجيل للانتخابات يعود لرغبتهم في إنهاء التجاذب والصراع بين فتح وحماس. ولا يبتعد الصحفي أدهم الشريف (26 عاما) عن سابقيه، ويرى أن التسجيل في الانتخابات والمشاركة فيها حق لكل فلسطيني ليختار من يمثله، لافتاً إلى أن الحالة الفلسطينية تطلب من الجميع المشاركة بالانتخابات ليظهر ممثل شرعي وواحد للشعب الفلسطيني بدلاً من ممثلين اثنين كل يتحدث باسم فلسطين بما يتطابق مع مصالحه، في إشارة إلى حركتي وحماس. من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة هاني البسوس أن ارتفاع نسبة التسجيل في الانتخابات ناتج عن "وجود وعي سياسي لدى المواطن الفلسطيني بأهمية المشاركة فيها، بالإضافة لدفع الأحزاب لعناصرها ومناصريها لتسجيل أسمائهم حتى لا تفوتهم فرصة المشاركة ". ويقول البسوس لمراسل الأناضول: "هناك قناعة لدى الفلسطينيين أن الانتخابات ستحسم مسألة الجدل فيما يتعلق بالنظام السياسي الفلسطيني وانهاء الانقسام ودعم ملف المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية". ويضيف: "النظام السياسي الفلسطيني معقد فهو يعطي صلاحيات بالمناصفة بين الرئاسة والحكومة التي يختارها المجلس التشريعي (البرلمان) والحال الموجود الآن هو وجود حزبين مختلفين تماماً كل يسيطر على قسم من النظام وهذا أدى إلى خلق حالة الانقسام لذلك سيعمل الفلسطينيين على حسم هذا الأمر واختيار حزب واحد يحكم النظام السياسي بالكامل لينهي حالة الانقسام والتشتت القائمة". وفاز في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في عام 2005 محمود عباس الذي يترأس حركة "فتح" بينما فاز في الانتخابات التشريعية وحظي بحق تشكيل الحكومة عام 2006 حركة "حماس" فأدى ذلك إلى صراع بين التنظيمين على الصلاحيات ما تطور إلى انشقاق في النظام السياسي الفلسطيني. ويرى البسوس أن المجتمع الفلسطيني في معظمه "مسيس" (ينتمي أو يناصر حزب معين)؛ لذلك وجدنا استجابة كبيرة لدعوة الأحزاب الفلسطينية للفلسطينيين للمشاركة في تحديث سجل الناخبين. ويتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات عالية جداً تصل إلى 70 % أو 80% ممن يحق لهم الاقتراع؛ وذلك لترقب الفلسطينيين هذه اللحظة ليختاروا حزب واحد يحكم النظام الفلسطيني بأكمله. لكن المراقب للشأن الفلسطيني يستبعد أن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال العام الجاري 2013؛ لعدم حسم كافة ملفات المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح" حتى الوقت الحالي. من جانبه، يرى أسعد أبو شرخ أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في مدينة غزة إن الدافع الرئيسي لكثافة تسجيل الفلسطينيين في سجل الناخبين يعود إلى أن كافة التنظيمات الفلسطينية دفعت كوادرها ومناصريها للتسجيل طمعاً في أصواتهم عندما تجري الانتخابات العامة. ويضيف: "الفصائل تدرك أن صوت الناخب الواحد ربما يقلب المعادلة لذلك قامت بحملات إعلامية ضخمة لدعوة الناس للتسجيل في الانتخابات". ويرى أبو شرخ في حديثه لمراسل الأناضول أن السبب الثاني وراء ارتفاع نسبة التسجيل في سجل الناخبين يرجع إلى "قناعة الفلسطينيين بأن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، وبعضهم يعتقد أنه جزء من عمل ديني". وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية مساء أمس الأربعاء عن انتهاء عملية تسجيل الناخبين بعد عشرة أيام من بدايتها. واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي خلال اجتماع في القاهرة على "صيغة توافقية" حول الملفات التي تضمنها اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنها تفعيل عمل لجنة الانتخابات المركزية، وبدء مشاورات تشكيل الحكومة، وأن تستأنف أيضًا لجنتا المصالحة المجتمعية والحريات العامة عملهما. وخلال هذه الاجتماع، طالبت حركة فتح بإجراء الانتخابات التشريعية في أسرع وقت ممكن مقترحة موعدا لإجراءها في غضون 3 أشهر، لكن حماس رفضت هذا المقترح قائلة إنه لا يمكن إجراء الانتخابات قبل أن تتوفر أجواء الحريات بالضفة الغربية، ووفق وجهة نظرها فإن ذلك يحتاج إلى فترة تتجاوز الستة أشهر.