فازت سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند -زوجة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني - بلقب سيدة العرب الأولى في أضخم استفتاء جماهيري أشرفت عليه مجلة "الأهرام العربي" وذلك على موقعها الإلكتروني طوال شهر ديسمبر الماضي، وفازت الشيخة نعيمة الأحمد جابر الصباح - الكويت- بلقب الوصيف كما شملت قائمة العشرة الأوائل كلا من: سمو الشيخة فاطمة – الإمارات، وتوكل كرمان – اليمن، ولبنى القاسمى -الإمارات، ود.مرح البقاعى – سوريا، سمو الملكة رانيا العبد الله -الأردن، ود.فايزة أبو النجا –مصر، وماجي جبران أو ''الأم تريز" – مصر، ود.فريدة العلاقى- ليبيا. شارك فى الاستفتاء قرابة 2,7 مليون زائر عبر الموقع الإليكتروني لمؤسسة الأهرام إلى جانب عدد كبير من رسائل القراء عبر البريد الورقى، فقد شهد منافسة حامية منذ اليوم الأول وحتى انتهاء التصويت مع اللحظات الأولى من العام الجديد 2013 حيث يتسابق زوار الموقع على التصويت بكثافة لمن يرونها الأنسب على نيل اللقب الذي حسمه محبو سمو ألشيخه موزة في نهاية الأمر لصالحها بعد حصولها على 191808 أصوات. وأشاد غالبية من صوتوا لها بالدور الذي تلعبه في خدمة المجتمع القطري وامتداد أنشطتها الخيرية في دول عربية شتى وأنحاء متفرقة من العالم إلى جانب آخرين أشادوا بأناقتها وكونها واجهة مشرفة لنساء العرب في المحافل الدولية. الأمر اللافت للنظر بالنسبة للاستفتاء على مدار شهر ديسمبر، أن قمة هرم التصويت ظلت تتغير فيما بين تلك الأسماء العشرة منذ اليوم الأول بشكل مثير، فتارة تصعد إحداهن بضع ساعات قبل أن تتراجع وتفسح المجال للأخريات! كما بدا لافتا أن بعضا من زوار موقع السباق لم يكتفوا بمجرد الإدلاء بأصواتهم فحسب، وإنما اهتموا أيضا بالتعليق وكتابة رسائل لإدارة الموقع توضح أسباب اختيارهم ، بعض تلك التعليقات غلبت عليها روح القومية العربية دون تعصب فكان هناك تصويت من أبناء دول عربية لمرشحات من دول أخرى، كذلك كان هناك تصويت من العرب المقيمين في أوربا وأمريكا وأستراليا بشكل لافت للنظر. ويعد وجود الشيخة نعيمة الصباح في مركز الوصافة بعد حصولها على 176585 صوتا بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل فقد غابت عن المنافسة في الأسبوع الأول .. قبل أن تتزايد أعداد المصوتين لها تدريجا إلى أن صعدت إلى قمة هرم المنافسة في الأسبوع الثالث مع رسائل تأييد كبيرة من محبيها عبر البريد الإليكتروني، وأعطى وجودها في المنافسة زخما كبيرا فحتى اليوم الأخير، لم يكن أحد يستطيع التكهن بهوية الفائزة باللقب وبدا لافتا من تعليقات المؤيدين لها تقديرهم البالغ للدور الذي تقوم به في المجتمع الكويتي وتجلى ذلك في حرص المدونين على وصفها بأنها المعطاءة دوما والمحبة لكل الناس. بينما نالت سمو الشيخة فاطمة نصيبا وافرا من نسب التصويت بلغت 172861 صوتا وكانت قريبة من اللقب حتى الأيام الثلاث الأخيرة، وتشهد تعليقات زوار الموقع على مقدار ما يكنونه من حب وتقدير لها أبرزها وصفها بأم الإمارت وسيدة نساء الخليج ! كما نالت الشيخة حصة بنت سعد الصباح الكويت، نصيبا وافرا من التعليقات التي تشيد بدورها في رئاسة المجلس العربي لسيدات الأعمال. وتعد الليبية نجية التائب بمثابة الحصان الأسود للاستفتاء فبالرغم من ابتعادها عن قائمة العشرة الأوائل، فإنها كانت حاضرة بشكل مميز في الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر الاستفتاء ونالت عددا وافرا من الأصوات، وكانت قريبة من المنافسة قبل أن يتراجع أعداد المصوتين لها وغالبيتهم من داخل ليبيا في الأسبوع الأخير ويحسب لنجية التائب أنها امرأة بسيطة من عامة الشعب الليبي لم تشغل يوما أى منصب سياسى أو اجتماعي وكان جواز تعارف الناس بها من خلال مشاركتها الفعالة في إحداث ثورة فبراير المجيدة التي أطاحت بالقذافى وكانت أحدى رسائل جمهور الاستفتاء ذات دلاله إنسانية بالغة فكتبت تحت اسم بنت بنغازي قائلة: "أعطيت صوتي لنجية التائب التي حرمها نظام القذافى من أبنائها ولذا فأنا أعتبرها أمى وأم كل الليبيين". كما مثل الحضور الجماهيري اللافت للسوادنية حواء جنقوا إحدى ظواهر الاستفتاء لاسيما وأن الأسبوع الأول من عمر الاستفتاء مر دون أن يصوت لها أحد قبل أن تتزايد أعداد الموصتين لها تدريجيا بشكل لافت للنظر، لاسيما في الثلاثة أيام الأخيرة من شهر ديسمبر، كذلك عبرت تعليقات ورسائل زوار الموقع عن تقديرهم للدور الذي تلعبه حواء في دعم الحريات في بلادها وكتب أحدهم تحت اسم صوت دارفور الحر: "جنقوا رمز لحلم كل أبناء درافور ولكل امرأة سودانية وعربية في أن تقول كلمتها دون خوف وأن تعبر عن آرائها بحرية". وهو نفس الأمر الذي تكرر مع والصومالية فوزية حاجى والتي تعد أول امرأة تتولى منصب وزيرة خارجية في الصومال والتي نالت في آخر يومين من عمر الاستفتاء نحو 17 ألف صوت، وكان لافتا للنظر كثافة أعداد من صوتوا لها من بلدان أوروبا وأمريكا وأستراليا، وغالبيتهم من المهاجرين الصوماليين في تلك الدول، وبدا لافتا في تعليقات البعض منهم أنهم يرون فيها صورة الوطن الذي غابوا عنه وينشدون استقراره لزيارته مرة أخرى، وهو نفس الأمر الذي تشابه في نوعية من منحوا أصواتهم إلى السورية مرح البقاعى، فقد اعتبرها البعض رمزا لثورة كفاح الشعب السوري وأن دعمهم لها في الاستفتاء يرجع لتقديرهم للدور الذي تلعبه في تبصير العالم بثورة الشعب السورى العظيم وقصص كفاح أبطاله ومواجهتهم لبطش نظام الأسد. كما بدا لافتا تراجع الملكة رانيا في سباق المنافسة خلال الأسبوع الأخير بشكل لافت فتراجعت كثافة التصويت لها بشكل غريب وهى التي كانت منافسة بقوة لسمو الشيخة موزة منذ بداية الاستفتاء على اللقب وكان هناك من يرشحها للفوز به منذ اليوم الأول، كذلك الحال بالنسبة إلى اليمنية توكل كرمان أول امرأة عربية تحصل على جائرة نوبل والتي كانت هي الأخرى مرشحة لنيل اللقب قبل أن تتراجع إعداد من صوتوا لها في الأسبوع الأخير، وكذلك الحال بالنسبة لوزيرة التعاون الدولي في الحكومة المصرية السابقة فايزة أبو النجا .. التي صعدت إلى قمة الاستفتاء في أسبوعه الأول قبل أن تتخلى عنه في الأسابيع التالية. وبدا أيضا من تعليقات من منحوا أصواتهم إلى الكويتية سعاد الحميضى والجزائرية خليدة تومى والموريتانية سيسي بنت الشيخ ولد بيده و المغربية بسيمة الحقاوي والتونسية حبيبة الغريبي والمغربية لطيفة الغرباوى و نورة بنت عبد الله الفايز السعودية وأصيلة زاهر الحارثي سلطنة عمان والعراقية ميسون مراد والقطرية سمو الشيخة غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني والليبية فاطمة الهرموش، مقدار ما تتمتع به تلك الشخصيات من رصيد وافر من الحب والتقدير من قبل جمهور الاستفتاء وأن لم يحالفهم نسب التصويت الخاصة بمن فى الفوز باللقب .. كما بدا لافتا للنظر أن احتدام المنافسة وتغير نتائجها بشكل لافت على مدار أيام شهر ديسمبر، قد انعكس بصورة واضحة على توقعات القراء ومدى توصل فريق منهم إلى النتائج الصحيحة بشأن الفائزة باللقب وبالوصافة. ومن المقرر أن تقوم "الأهرام العربى" كما سبق ووعدت بإجراء قرعة علنية لاختيار فائز بالجائزة، ومقدارها خمسة آلاف جنية وقريبا سوف يتم الإعلان عن كل تفاصيل حفل توزيع الجوائز على الفائزين. كلمة أخيرة لم يكن الهدف من الاستفتاء الذي أقامته مجلة الأهرام العربي مجرد إعلان من حصلت على اللقب فحسب وإنما كان بمثابة رسالة حب وتواصل بين كل أبناء المنطقة العربية وتبصير العالم كله بالدور الذي تلعبه المرأة العربية .. فمن خلال الاستفتاء وأسئلة زوار الموقع واستفساراتهم أمكن لأبناء لكثيرين التعرف على الجهد الذي تقوم به نساء عربيات في بلدانهن على مدار عام 2012. وفى الختام تتوجه "الأهرام العربي" بالشكر لكل من شارك في الاستفتاء والتقدير لكل من لم يحالفه الحظ من جمهور القراء في الفوز هذا العام . النتائج الختامية للاستفتاء بالأرقام والنسب على الرابط التالي : http://arabi.ahram.org.eg/ui/front/surveyvotes.aspx